وهنا أريد لك ان تعرفي رابعاً أن النجاح في الزواج أمر يجب أن تريديه وان تعملي له وان تبذلي في سبيله وان تضحي من أجله . وقاعدتي هنا بسيطة أيضاً : اذا لم توطدي النفس على ملاقاة شريكك بعد ثلاثة أرباع الطريق فإنك لن تلقيه في منتصفه .
اذكري ان الزواج بداية حياة جديدة . وإن الذي يقبل أن يتزوح يحزم أمره على أن يعايش إنسانا له غير طبائعه وخلاف عاداته ، وأنه إن لم يتنازل عن كثير مما عنده فإن الآخر لن يتنازل عن قليل أو كثير مما يريد .
أعقد العزم ، يوم تتزوجين ، على أن ينجح زواجك واعملي من أجل ذلك ، وزواجك لن ينجح إلا بحبك الأكيد لزوجك وبيتك ، وبتضحيتك من اجلهما واستعدادك لفهم الرجل الذي ربطت مصيرك بمصيره ، فهم آلامه وآماله ومقاسمته افراحه واتراحه ومشاركته سراءه وضراءه .
لا تنسي أن الزواج السعيد لا يمكن أن يكون حظا ولا نصيبا ، بل هو جهد وعمل وذكاء ولباقة وحسن فهم وقديما قال شوقي :
أعدت الراحة الكبرى لمن تعبا
وفاز بالحق من لم يأله طلبا
ولعلك ساءلتي يا بنية عن سبب التعاسة الزوجية وعن مسؤولية الرجل فيها ، وعن العدد العديد من النساء الطيبات اللواتي لا يجدن في زواجهن إلا الصاب والعلقم ؟ وإني لأعترف لك مسرعاً أن في الرجال السيء السفيه ، وأن فيهم المطلاق الخسيس ، وأن فيهم ... وفيهم ... ولكن هل يبرر ذلك كله ترك الأمر للحظ والصدفة والقعود عن الأستعداد لأخطر حادث من حوادث حياتك ؟ اعقلي ثم توكلي ..
نكمل معكم الحديث في القسم التالي ، فتابعونا .
|