• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : إيَّاكُم والوقوعَ في الفخ. .
                          • الكاتب : صلاح عبد المهدي الحلو .

إيَّاكُم والوقوعَ في الفخ.

محرمُ, وهو شهرُ الدمعة التي تسجدُ في محراب العيون, وأيَّام الزفرة التي تتعبَّد في مساجد الصدور.
هو شهرُ الحسين ولا شيءَ غير الحسين عليه السلام.
ليس هو شهر مناقشة نظرية دارون,
ولا موسم الردّ على فكرة الصدفة,
ولا هو سوق الأهازيج السياسية والتغنّي بفلانٍ من النَّاس وفلتانٍ من القوم.
ولقد كان الإمام الصادق عليه السلام يمهد لهذه الدمعة, وتلك الحسرة من أيام عيد الأضحى, فقد دخل الكميت على أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) في أيام التشريق، فقال له: جعلت فداك ألا أنشدك؟ قال: "إنها أيام عظام"، قال: إنها فيكم، قال: "هات"، وبعث أبو عبد الله إلى بعض أهله فقرب، فأنشده ـ في رثاء الحسين (عليه السلام) ـ فكثر البكاء، حتى أتى على هذا البيت:
يصيب به الرامون عن قوس غيرهم***فيا آخراً أسدى له الغي أول
فدعا له الإمام عليه السلام.
هذا خبرُ الأرض,
أما خبر السماء, فالملائكة تنشرُ قميصاً أسودَ قبل حلول محرم, إيذاناً بالحزن على مخدوم الملائكة.
فلا رفث ولا فسوق في موسم الحزن.
هنا ستتعالى الأصوات تنعق وتنهق,تصيح وتزعق:
لماذا تطعمون الطعام في المواكب , وهناك ملايين الفقراء؟
أليس التبرع بالدم أولى من التطبير؟
هذه الشعيرة من القوقاز وتلك من الشيشان,
الحزن في القلب فلا داعي للبس السواد,
البكاء لا يليق بالرجال, فلماذا الحزن على الإمام الحسين عليه السلام وهو في الجنة الآن؟
إذا رجع الإمام الحسين عليه السلام في آخر الزمان هل سنرى هناك لطمياتٍ ونحو ذلك....
لا خير في يدٍ لا تتوضأ وتلطم على الحسين,
الزائرات غير محجبات,
والزائرون لا يصلون,
لو خرج هؤلاء الخارجون على الفساد لكان أولى لهم من الخروج إلى كربلاء,
أرجو من المؤمنين أن لا يفتحوا باباً للنقاش في هذه المواضيع, فأصحابُها ليسوا طلاب حقيقة, ولا ناشدي معرفة, هم يريدون أن يشوّهوا المناسبة ويشاغبوا عليها, بدليل أنهم بعد انتهاء المناسبة يعودوا إلى جحورهم, ويرجعوا إلى شياطينهم,
انشروا كلام النبيّ – صلى الله عليه وآله – في السبط الشهيد, واكتبوا أحاديث ثواب الزيارة, وقرح الجفون من البكاء, وتلويح الوجوه من الشمس ,ودعاء الإمام الصادق عليه السلام لزوار الإمام عليه السلام وهو يصفهم ب (أخواني) (يا مَن خصّنا بالكرامة ووعدنا بالشفاعة .. اغفر لي ولإخواني ولزوّار قبر الحسين بن علي "صلوات الله عليه" الذين أنفقوا أموالهم وأشخصوا أبدانهم .. 
اللهم فارحم تلك الوجوه التي غيّرتها الشمس , ارحم تلك الخدود التي تتقلب على قبر أبي عبد الله "عليه السلام" , وارحم تلك الأعين التي جرت دموعها رحمة لنا , وارحم تلك القلوب التي جزعت واحترقت لنا و وارحم تلك الصرخة التي كانت لنا اللهم إنّي أستودعك تلك الأنفس وتلك الأبدان حتى ترويهم من الحوض يوم العطش).
فلو لم يكن من البكاء والزيارة والمشي إلَّا التشرف بأخوّة الإمام الصادق عليه السلام لكان ذلك في حدِّ نفسه شرفاً عظيما.
وهنا عندي مقترح, وهو
1- أن لا نناقش هؤلاء الموتورين أبداً, وحظرهم أنسب وأحسن.
2- أن نصنع جيشاً الكترونياً يتكون من مئات المؤمنين, ننشر في ساعةٍ واحدةٍ من كل ليلة حديثاً في فضل البكاء مثلاً, وآخر في فضل الإطعام, وثالثاً في فضل الزيارة, ومرة ننشر فيديو لنعيٍّ قديم, للسيد الطويرجاوي, أو لطميةً للشيخ الرميثي, وثالثةً ننشر قصيدةً للكواز, وأخرى للسيد الحلي وهكذا,
وكل شخصٍ ينشرها على صفحته, فإذا كان للشخص الواحد ألف صديقٍ مثلاً,وكان المشاركون من المؤمنين على الأقل مئتين يُنشر هذا الحديث المعصومي, أو ذاك المقطع الحسينيّ في وقتٍ واحد أمام أنظار مائتي ألف شخصٍ في لحظةٍ واحدة, كل ذلك:
لكي تسير قافلة الحزن رغم نباح الكلاب فإنه لا يضر السحاب.
ما رأيكم,هل أنتم مستعدون؟




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=137140
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2019 / 08 / 26
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29