• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : صيام عاشوراء.تعالوا نسأل اليهود. .
                          • الكاتب : مصطفى الهادي .

صيام عاشوراء.تعالوا نسأل اليهود.

 # من المعروف ان القرآن والسنة والنبوية المطهرة منعا المسلمين من إتباع اليهود والنصارى ، ومن يفعل ذلك فإنه كافر بالاسلام ولكن بعض كبار الجيل الأول من الصحابة سنوا سنة إتباع اليهود والنصارى فسار على اثرهم اتباعهم إلى هذا اليوم، وهذا ما أنبأ به النبي محمد (ص) حيث ورد أنه قال لأصحابه : (ستتبعون اليهود والنصارى شبر بشبر). وفي كذبة فاضحة زعم أهل السنّة من أن النبي (ص) هو الذي امرهم بأن يصوموا يوم عاشوراء تأسيا بموسى نبي اليهود ، وهنا حصل تناقض في ما رووه من أن رسول الله (ص) نهى عن ذلك وبين زعمهم أنه امرهم بالاخذ عن اليهود.

# اجتمعت مصادر اهل السنة على أن الرسول امرهم بصيام يوم عاشوراء اسوة باليهود وتضامنا معهم بذريعة أنهم أحق بموسى منهم ؟!! فقد ورد في حديث البخاري وغيره عن أبن عباس قال : ( قدم النبي المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء ، فقال :ما هذا ؟ قالوا :هذا يوم صالح نجى الله بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى ، قال: أنا أحق بموسى منكم ، فصامه وأمر بصيامه ).(1)

# لا اريد مناقشة الحديث لأن تناقضهم فيه يفضح كذبتهم ، ولكني اقول : إننا اليوم في المحرم وفي أيام عاشوراء فلم نر اليهود يصومون في شرق الأرض ومغربها ، فلا في إسرائيل مركز الدولة العبرية ولا في أنحاء العالم. يضاف إلى ذلك فإننا لو رجعنا إلى (التوراة) كتاب اليهود المقدس ومصدر تشريعهم وسألناها عن ذلك لما وجدنا صياما في أيام (الخروج) وهي الايام التي نجى الله فيها موسى واليهود من فرعون ، صحيح أن الله انجاهم في شهر محرم وفي العشر الأولى منه ولكن لا صيام فيه فقد أمر الله بني إسرائيل أن يفرحوا في هذا اليوم ويذبحوا الذبائح ويأكلوا ولم يأمرهم بصيام كما نقرأ في سفر الخروج :

# (وكلم الرب موسى وهارون في أرض مصر قائلا: وهذا الشهر يكون لكم رأس الشهور. هو لكم أولُ شهور السنة ــ محرم ــ...في (العاشر) من هذا الشهر يأخذون لهم كل واحد شاة.. تأخذونه من الخرفان أو من المواعز...وهذا (تأكلونه): أحقاؤكم مشدودة، وأحذيتكم في أرجلكم، وعصيكم في أيديكم. وهو فصح الرب. ويكون لكم هذا اليوم تذكارا فتُعيدونه عيد اللرب. في اجيالكم تُعيِّدونه فريضة ابدية).(2)

# من هذا النص التوراتي يتبين لنا حقيقة تفضح كذب المخالفين المتهوكين وهي أن الله أمر موسى وبني إسرائيل ان يذبحوا الذبائح ويأكلوا فرحا بنجاتهم من فرعون ، وليس كما يزعم أتباع اليهود من نواصب هذه الأمة من أن رسول الله (ص) امرهم بصيامه أسوة باليهود وموسى لنجاتهم من فرعون. وهذا اليوم كما عينه الله لهم هو اول اشهر السنة وفي العاشر(كما نُسميه عاشوراء).(3) فيه يحتلفون بنجاتهم ببذل الطعام وذبح الذبائح من ماعز وخرفان ويستمر الاكل فيه من الصباح وحتى المساء. وهو تشريع يوم عيد واحتفال يستمر في أجيالهم. لابل هو فريضة أبدية.

# أهكذا يفعل حقدكم على آل البيت عليهم السلام بأن تنسبون على لسان جدهم النبي العظيم حديثا تُبررون فيه احتفالكم بمقتل حفيده سيد شباب أهل الجنة.فتُظهرون النبي متناقضا في حديثه يمنعهم من الأخذ من اليهود ، ثم يأخذ هو من اليهود ويأمر امته بذلك! مالكم كيف تحكمون.
(فأما الزبد فيذهب جفاءا وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض) .(4)

المصادر:
1- فتح الباري شرح صحيح البخاري باب صيام يوم عاشوراء 1896 . كيف يكون النبي احق بموسى منهم وهو القائل لعمر بن الخطاب عندما جائه ببعض صحائف اليهود من التوراة فغضب رسول الله (ص) وقال لعمر : (امتهوكون يا ابن الخطاب ، لو كان موسى حيا لما وسعه إلا أن يتبعني ). فأنزل الله تعالى موبخا عمر بن الخطاب قائلا لنبيه : ( أولم يكفهم انا انزلنا عليك الكتاب يُتلى عليهم). سورة العنكبوت آية : 51. ومصادر الحديث : رواه أحمد رقم الحديث (14736) ، وحسنه الألباني في إرواء الغليل في الجزء 6 صفحة 37 . وفي هذا الحديث بيان أن موسى لو كان حيا لآمن بمحمد وأخذ عنه وليس العكس كما ورد في الرواية.
2- سفر الخروج 12 : 1. الكلمات بين خطين للتوضيح . الشهور عند اليهود هي شهور قمرية تتبع التقويم العبري وهو سابق للتقويم الميلادي المتأخر عنه باكثر من الف وخمسمائة عام . وهو يعتمد على دورتي الشمس والقمر وعدد ايام سنتهم 365 يوم. واسماء الاشهر مشتقة من التقويم البابلي . وفي سنة 1440 مثلا كانت بداية شهر محرم، وبداية العام الهجري الجديد متوافقا مع رأس السنة العبرية.

3- قال ابن الأثير في النهاية : ( عاشوراء أسم إسلامي ) .وقال ابن دريد في الجمهرة : ( إنه اسم إسلامي لا يعرف في الجاهلية ) .وعاشوراء :اسم مؤنث على وزن فاعولاء معدول عن عاشرة للمبالغة والتعظيم ، فإذا قيل : يوم عاشوراء فكأنه قيل يوم الليلة العاشرة .
4- سورة الرعد آية : 17.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=137689
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2019 / 09 / 12
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29