• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الحلال والحرام في الشعائر الحسينية .
                          • الكاتب : د . حسين ابو سعود .

الحلال والحرام في الشعائر الحسينية

إن آثار الدمار التي خلفها القصف الصدامي في العتبات المقدسة بكربلاء وباستذكار محاولات هدم القبر الشريف وإخفاءه في العهود السابقة يتضح بان الحسين عليه السلام باقِ وهذه المنائر المضاءة التي عادت إلى اشراقتها المعهودة تنبئ بان الحق أبقى من الباطل ، ولا توجد شخصية في التاريخ ينسب إليها الشعائر غير الحسين بن علي وهي ما تسمى بالشعائر الحسينية وهي شعائر أصلها الإباحة لا يؤثم تاركها على عكس الشعائر الدينية الواجبة التي يؤثم تاركها بالاتفاق ، ومع مرور الزمن اختلطت الأمور فصار بين الشعائر الحسينية والدينية خيط رفيع جدا فصار لزاما على العلماء إيضاح الواجب والحلال والحرام والمكروه والمستحب والمباح في الشعائر الحسينية  لحفظها من الانحراف والابتعاد عن لب الشريعة وجوهرها.        
ولا يخفى بأنه قد لحق بالشعائر الحسينية التي بدأت بسيطة كقراءة أشعار الرثاء وإظهار الحزن لحق بها أمور هي موضع خلاف بين أصحاب المذهب الواحد وأنا لا أريد أن أتقمص دور الفقيه لأبين الحلال والحرام والمكروه والمستحب ولا أريد أن اظهر الحسن والقبيح في ممارسات الناس أثناء أداء هذه الشعائر ولكني أجد لزاما علي أن أوجه الأنظار إلى بعض الأمور العامة واضعها تحت مجهر العقل وميزان الفطرة ،وأقول بان الشعائر الحسينية قد تشبه الشعائر الدينية في بعض الأوجه ولكنها ليست من باب التكليف الالهى الذي نزل به الرسول عليه الصلاة والسلام والذي أعلن إكمال الدين وإتمام النعمة في حياته ،فالشعائر الحسينية نابعة من القلب بدافع من الحب والعشق والمواساة يؤجر من أتى بها شريطة أن تكون وفق المعايير الشرعية والحدود الفعلية  ، وارى من المناسب أن اقسم الموضوع إلى نقاط مختصرة مضغوطة المعاني و الدلالات كما يلي
1- الصور :- اعني بها صور الشخصيات الشريفة كالرسول والأئمة التي صارت مادة للاتجار، وهناك جدل قديم في مشروعية صور ذوات الأرواح ، فضلا عن إن الرسام مهما بلغ في سعة الخيال لا يستطيع أن يصل إلى نصف الحقيقة عندما يرسم الذوات المقدسة للأنبياء والأئمة الأطهار ، وارى لو يكون للعلماء في هذا قول فصل وفتوى واضحة .
2- التربة الحسينية :- إن التربة الحسينية تصلح أن تكون مصداقا للنص القائل ( وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا )ولكن ذلك لا يبرر للمتاجرين بها أن يضعوا عليها أسماء الخمسة آل العبا أو اسم الحسين والعباس ، لان العبادة يجب أن تكون خالصة لله تعالى ولا يجوز دعوة غيره أبدا ، كما أرى عدم جواز كتابة لفظ الجلالة أيضا على التربة لأنها قد تداس بالأقدام أثناء المرور خاصة أن العوام اعتادوا المشي بين المصلين وأمامهم ، وفي ابسط الحالات نستشكل وضع الأسماء الشريفة بمحاذاة الأقدام ، وارى انه يلزم العلماء تحريم كتابة الأسماء على التربة الحسينية كي لا تتعرض للمهانة .
3- الجزع : واعني به الجزع غير المبرر أثناء البكاء مثل شق الجيب ولطم الوجه والضرب على الرأس والعويل وغيرها من الممارسات التي نهى عنها الشرع   والتي تحتاج إلى توضيح حدودها من قبل العلماء لا سيما وان الاسترجاع والاحتساب والصبر  والهدوء في التعامل مع الحدث أفضل وأجمل ( فصبر جميل والله المستعان) والنفوس المطمئنة تقول ( اللهم تقبل منا هذا القربان) وتقول ( ما رأيت إلا جميلا) و(الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون).
 
4- الإدماء المضر بالصحة  والسمعة عن طريق التطبير و زناجيل السكاكين وتطبير الأطفال رغما عنهم وعلى العلماء إزالة الضبابية عن آراءهم وفتاويهم لأن الفتاوى في هذا الباب قد تفيد التحريم والإباحة في آن واحد وهو أمر خطير ، وقد لا يخطر على بال البعض أهمية فعل العلماء بعدم التطبير دون تقريرهم حيث أننا لا نجد مرجعا يمارس هذه الشعيرة بنفسه ، ونحن  نعلم بان الإدماء هي حقيقة واقعة يجب التعامل معها كأمر واقع ولكن الشرع يفرض بعض الأحكام كما  أن العقل يفرض بعض الأمور  التي يجب مراعاتها .
5- نزع الملابس أثناء اللطم وكشف الصدر والبطن والظهر وصرف الكثير من الوقت في اللطم ، وما ينتج عن ذلك من أمور مثل مشروعية النظر الى هؤلاء من قبل النساء ولو عن طريق الدوائر التلفزيونية المغلقة أو عن طريق الأشرطة وغيرها ، مع أننا لا ننكر كون اللطم  الخفيف من على الملابس أمرا مباحا إذا كان يراد منه إظهار الحزن و المواساة ، وقد أسعدني هذا العام امتناع الزائرين عن نزع الملابس أثناء اللطم في مدينة كربلاء بسبب المنع الصريح الصادر بهذا الشأن وبصرامة رجال العتبة في تنفيذ هذا المنع .
6- الإطعام :- لا احد يستطيع أن ينكر مشروعية الإطعام سواء كان بمناسبة أو بدون مناسبة ولكن لا احد يستطيع أيضا أن ينكر حرمة الإسراف في الطعام مما يؤدي إلى إتلاف كميات كبيرة من الأغذية بسبب عدم وجود تخطيط مناسب في توزيع الطعام  بين المواكب وهذا يحدث عادة في المجالس والزيارات وغيرها وهو أمر يحتاج إلى وقفة جادة من المطعمين والمُطعَمين والعلماء 
7- تسبب المواكب والهيئات والمسيرات في سد الطرق العامة والشوارع ، لاسيما وان المدن لا تخلو من مرضى وأصحاب حاجة يضرهم سد الشوارع خاصة في المناسبات الدينية وعلى الحكومة وبفتوى من العلماء محاربة سد الطرق وتامين مسالك سريعة لمرور العربات والأفراد بحرية ويسر 
8- الاختلاط :- لا شك بان اختلاط النساء والرجال في المناسبات العامة هو من الأمور التي لا  يختلف اثنان على حرمتها وعدم جوازها لما تترتب عليها من مفاسد كثيرة لاسيما وان أهل البيت عليهم السلام هم أولى الناس وأولهم في هذا الباب  اعني عدم الاختلاط ،وارتداء النساء للحجاب أثناء الاختلاط ليس عبرة البتة ، وهل الحجاب إلا الاحتجاب . ولنا في نساء المراجع  العظام عبرة حيث لا نراهن إلا محتجبات لا يراهن الرجال في المواسم وفي غير المواسم .
9- المشي على النار : وهو عادة جاء بها الهنود وادخلوها في الشعائر الحسينية حتى صارت جزءا من عقيدة الكثيرين واعتبروها طقسا مقدسا ربطوه بمواساة أهل البيت أثناء حرق الخيام . ونأمل من المراجع الذين يجيزون هذه الشعيرة أو يسكتون عنها أن يتقدموا العوام في المشي عليها لنأخذ بقولهم فعلا وليس تقريرا ومن قال بان المشي على النار هو شعيرة دينية يضع نفسه في مشكل لا يخرج منها إلا مدحوراً.
10- التمرغ في الطين : وهو عادة مستحدثة كأن يقوم عدة من الرجال والنساء بالتمرغ بالطين في أحواض أعدت خصيصا لهذا الغرض ، علما بأننا كنا نرى البعض في السنين السالفة يضع قليلا من الطين على رأسه أو كتفه إظهارا للحزن ، وعندما سكت العلماء عن تلك البدعة لبساطتها تطور الأمر الى التمرغ الكلي في الطين وقد شوهد البعض يضع الطين على وجهه بأكمله ما عدا العينين كأنهم يتشبهون  بالهنود الحمر دون ان يشعرون وهذا أمر خطير فيه إفراط كثير يجدر بالعلماء إظهار الرأي الصحيح فيه. 
11- المنابر والروايات : يلاحظ على الكثير من أرباب المنابر عدم توخي الصحة عند نقل الروايات وقيامهم بخلط الغلو والموضوعات و الكذب والشرك مما يؤدي الى الإفساد الواضح الفاضح وهو عكس الإصلاح الذي خرج من اجله أبو الأحرار الحسين ابن علي  كل هذا ونحن نعيش عصر الفضائيات  والبث المباشر ،ولنا في هذا حديث طويل قد نفصله في مقال  ومقام آخر.
12- تعارض وقت الشعائر مع الفرائض كالصلاة وملاحظة ان البعض لا يكترث بوقت الفضيلة للصلوات المفروضة بحجة ان إقامة الشعائر أفضل  وان الصلاة يمكن قضائها  وأما الشعائر فلا قضاء لها ،أو تحت أي مبرر آخر مع ان كل المبررات مرفوضة في هذا الباب وقد صدرت عن المراجع العظام فتاوى واضحة بهذا الصدد و الأمر في مجمله تحصيل حاصل ولا يحتاج الى فتوى .
13- التدخين : واعني به التدخين بشراهة في الأماكن العامة أثناء انعقاد المناسبات المزدحمة دون مراعاة لمشاعر الغير وصحة الأطفال والشيوخ والنساء ، فالتدخين أمر مشين ومذموم ولا يمكن تصنيفه إلا ضمن الخبائث ولا عبرة بقيام بعض العلماء والمعممين بممارسة هذه العادة السيئة ، إذ لا يحق لهم ممارسة هذه العادة علنا أمام الناس لاسيما  الأطفال ، خاصة وانهم قدوة وأسوة حسنة و لا يليق  أبدا برجل دين ان يجاهر بالتدخين أمام الملأ كما يجب منع التدخين في المساجد والحسينيات  كليا مراعاة لقدسية المكان . 
14- الإفراط في تقديس الأشياء : من الضروري توخي عدم الإفراط في تقديس الأشياء المنسوبة كالأعلام والرايات والأبواب والجدران وهو دأب الهنود والباكستانيين الذين يسجدون للعلم تعظيما له ويقدسون أي حصان يستخدم كشبيه لفرس الحسين ( ذو الجناح ) ويتبركون بلمسه ،ويتخذون في بيوتهم ومساجدهم بعض المجسمات للأضرحة يتبركون بها وهي عادة هندوسية غير موجودة في العراق وإيران ولبنان ولكن هناك خطرا مؤكدا لانتشار هذه الممارسات كما انتشرت عادة المشي على النار . 
15- الضجيج : ان الزائر لمدينة كربلاء في زيارة الأربعين يجد هيئة عزاء بين كل هيئتين اعني قرب المسافة بين الهيئات والتلاصق بين المواكب الخدمية على طول الطرق الخارجية المؤدية الى كربلاء  وكل منها تذيع  من خلال مكبرات صوت ضخمة قراءات وأناشيد ولطميات مختلفة مما ينتج حالة فظيعة من الضجيج المخالف للذوق والفطرة السليمة  ، والأجدر ربط هذه المراكز بمحطة بث واحدة لنقل محاضرات دينية أخلاقية اجتماعية مفيدة ونافعة عن تهذيب النفس  والحجاب  وتفسير الآيات القرآنية  وغيرها ليستفيد الزائر من مسيره ووقته والتخلص من الآثار الضارة للضجيج.
16- تعدد صلوات الجماعة في العتبات المشرفة : لقد رأيت لزاما علي  وأنا أتحدث عن الشعائر الحسينية ان أشير الى صلاة الجماعة في العتبات المقدسة ولاسيما تعدد هذه الصلوات في الوقت الواحد وهو أمر مشين و واضح الضعف خاصة وان المصلين هم من دين واحد لهم رب واحد ونبي واحد وقبلة واحدة ، وعلى أئمة الجماعة  في العتبة الواحدة تجاوز هذا الأمر بتوحيد إمام الجماعة وجمع الناس على إمام واحد في الصلاة وهل صلاة الجماعة إلا جمع الناس وليس تفريقهم وهذه مسؤولية تاريخية واجتماعية وأخلاقية يتحمل وزر إغفالها العلماء والمراجع وأئمة الجماعة.
وارى بان جملة ما ذكرنا من أمور وما نسينا ذكره أو اغفلناه كالزحف على الرُكب والنباح والسجود أمام الأبواب تحتاج الى إصلاح فعلي حقيقي يقع الشطر الأكبر من المسؤولية  فيها على عاتق العلماء والمراجع لان لهم القول الفصل في ذلك . وفي النهاية أرى من الضروري التنويه إلى أمر مهم للغاية وهو ما هي المحصلة النهائية لأداء الشعائر الحسينية في حسابات الربح والخسارة  ؟وهذا نوع من المحاسبة الفردية يستطيع كل منا القيام به بعد انتهاء الزيارة أو أداء أي شعيرة من الشعائر الحسينية لحساب درجة التغيير في الأنفس والسلوك  . 
ولكي لا تفقد الشعائر جوهرها الحقيقي وتتحول إلى مجرد كرنفال  سنوي  أتمنى على العلماء والمثقفين  تصحيح ما ورد في المقال من أخطاء  وتصويب  ما يرونه صوابا وما التوفيق إلا بالله .
aabbcde@msn.com

كافة التعليقات (عدد : 3)


• (1) - كتب : وليد البعاج ، في 2012/06/11 .

الدكتور حسين ابو سعود المحترم . واتمنى ان يكون اسم او لقب لا علاقة له بال سعود اللعناء فكل شريف يكره أسم سعود لانه يمثل اسم لطاغية متجبر أذل شعب نجد والحجاز وفعل مالم يفعله كل الطغاة حيث ان الطغاة يستأثرون بالمال والسلطة ولم يقلبوا أسم اللبلد لاسمهم ويجعلوا البلد ارضا وشعبا ومواردا باسمهم كما فعل ال سعود حيث حولوا بلاد الحرمين الى ملك لهم واسموها بالسعوديه لم يجعل مبارك مصر مباركيه ولا غيره واصبح المواطن في ارض نجد والحجاز رق وعبد لال سعود ولما تقول له من انت يقول لك سعودي وهو قمة الذل والهوان.
اما ما قمت يا فضيلة الدكتور بشرحه وبيانه فهو كلام يدل انك لم تطلع او تقرأ وجهة نظر اتباع اهل البيت فيما ذكرت من امور.
اولا راجع فتاوى العلماء في موضوع الصور فانهم يقولون بوجوب عدم الاعتقاد بها انها صور للأئمة ولا نرى ان فيها ضرر فكثير من المجتمعات الدينية لمختلف الملل تستخدم الصور في تجسيد رموزها .
ثانيا موضوع التربة التي يسجد عليها المصلي الشيعي تطبيقا لقول النبي جعلت لي الارض مسجدا وطهورا أو صلوا على الارض وما ينبت عليها ، وكتابة اسماء المعصومين عليها لا علاقة له بموضوع التربة لان كتابة هذه الاسماء شي واصل السجود على التربة شي ثاني نعم احترام الاسماء المكتوبه واجب وعدم اهانتها شرط ولكن وضعها على الارض ومرور الناس بجانبها بغير قصد الاهانه فعل مباح لا ضرر فيه.
ثالثا من الواضح انك تقصد بهذه النقطة البكاء على الامام الحسين كونك في صدد نقد الشعائر . وانا استغرب منك اطلاق لفظة الجزع في المقام لانه لاجزع في البين والبكاء والحزن متعلق بالشخص نفسه ليس له ارتباط او علاقة بالاخرين فليس من ضرر فيه من يحزن يحزن في نفسه من يبكي بعينيه فلا اعلم لما تحزنون ممن يرتاح وتهدأ نفسه في حزنه على الحسين .
رابعا وهذه النقطه اتمنى ان تنتقد فيها الدول التي تقيم البطولات للعبة الملاكمة وتقيم الدورات والجماهير وصرف الاموال والكراتيه والمصارعه وكم ضربة قاضية ازهقت روح لاعب فياليت صببت نقدك لنبذ الالعاب القتاليه التي تندمي الجسد وتكسر العظم بدل فعاليات تستنكر سفك الدماء وقتل الاطفال من ال محمد وتعطي كم قطرة دم تبين استنكارها لسفك دماء ال البيت.
خامسا وغيرها لان يطول الكلام في الرد عليها ماهي الا امور من الواضح انها انتقادات حاول البعض ممن يدعي العلم من المخالفين لنا في العقيدة ان يجعلوها تهم تتوجه للتشيع وهي ناتجه عن جهلهم بحقائق الامور وفلسفة التشيع فاصبح المعروف في نظرهم منكر والمنكر معروف ، فاصبح الاطعام سنة سيئة والتدقيق بجزئيات لا تغني ولا تسمن من جوع , والتاكيد على هذه المسائل المتلقة بالمذهب الامامي وغض النظر عن تصرفات الدراويش ومهازل المسيار واستهتار المطاوعه وفقدانهم لادنى مستوى من الاخلاق وغيرها من الامور لا يسع المجال للتوسع تقبل فائق تقديري واحترامي

• (2) - كتب : وليد البعاج ، في 2012/06/11 .

الدكتور حسين ابو سعود المحترم . واتمنى ان يكون اسم او لقب لا علاقة له بال سعود اللعناء فكل شريف يكره أسم سعود لانه يمثل اسم لطاغية متجبر أذل شعب نجد والحجاز وفعل مالم يفعله كل الطغاة حيث ان الطغاة يستأثرون بالمال والسلطة ولم يقلبوا أسم اللبلد لاسمهم ويجعلوا البلد ارضا وشعبا ومواردا باسمهم كما فعل ال سعود حيث حولوا بلاد الحرمين الى ملك لهم واسموها بالسعوديه لم يجعل مبارك مصر مباركيه ولا غيره واصبح المواطن في ارض نجد والحجاز رق وعبد لال سعود ولما تقول له من انت يقول لك سعودي وهو قمة الذل والهوان.
اما ما قمت يا فضيلة الدكتور بشرحه وبيانه فهو كلام يدل انك لم تطلع او تقرأ وجهة نظر اتباع اهل البيت فيما ذكرت من امور.
اولا راجع فتاوى العلماء في موضوع الصور فانهم يقولون بوجوب عدم الاعتقاد بها انها صور للأئمة ولا نرى ان فيها ضرر فكثير من المجتمعات الدينية لمختلف الملل تستخدم الصور في تجسيد رموزها .
ثانيا موضوع التربة التي يسجد عليها المصلي الشيعي تطبيقا لقول النبي جعلت لي الارض مسجدا وطهورا أو صلوا على الارض وما ينبت عليها ، وكتابة اسماء المعصومين عليها لا علاقة له بموضوع التربة لان كتابة هذه الاسماء شي واصل السجود على التربة شي ثاني نعم احترام الاسماء المكتوبه واجب وعدم اهانتها شرط ولكن وضعها على الارض ومرور الناس بجانبها بغير قصد الاهانه فعل مباح لا ضرر فيه.
ثالثا من الواضح انك تقصد بهذه النقطة البكاء على الامام الحسين كونك في صدد نقد الشعائر . وانا استغرب منك اطلاق لفظة الجزع في المقام لانه لاجزع في البين والبكاء والحزن متعلق بالشخص نفسه ليس له ارتباط او علاقة بالاخرين فليس من ضرر فيه من يحزن يحزن في نفسه من يبكي بعينيه فلا اعلم لما تحزنون ممن يرتاح وتهدأ نفسه في حزنه على الحسين .
رابعا وهذه النقطه اتمنى ان تنتقد فيها الدول التي تقيم البطولات للعبة الملاكمة وتقيم الدورات والجماهير وصرف الاموال والكراتيه والمصارعه وكم ضربة قاضية ازهقت روح لاعب فياليت صببت نقدك لنبذ الالعاب القتاليه التي تندمي الجسد وتكسر العظم بدل فعاليات تستنكر سفك الدماء وقتل الاطفال من ال محمد وتعطي كم قطرة دم تبين استنكارها لسفك دماء ال البيت.
خامسا وغيرها لان يطول الكلام في الرد عليها ماهي الا امور من الواضح انها انتقادات حاول البعض ممن يدعي العلم من المخالفين لنا في العقيدة ان يجعلوها تهم تتوجه للتشيع وهي ناتجه عن جهلهم بحقائق الامور وفلسفة التشيع فاصبح المعروف في نظرهم منكر والمنكر معروف ، فاصبح الاطعام سنة سيئة والتدقيق بجزئيات لا تغني ولا تسمن من جوع , والتاكيد على هذه المسائل المتلقة بالمذهب الامامي وغض النظر عن تصرفات الدراويش ومهازل المسيار واستهتار المطاوعه وفقدانهم لادنى مستوى من الاخلاق وغيرها من الامور لا يسع المجال للتوسع تقبل فائق تقديري واحترامي

• (3) - كتب : الشيخ علي العبادي ، في 2012/02/03 .

فضيلة الدكتور حسين أبو سعود المحترم:
موضوع في غاية الأهمية ، تناولتموه بكل موضوعية ودراية... وأحسنتم صياغة مطالبه وتبويبه
وأجدتم التعبير عما يجول في خواطر كل المتنورين الذين يرون ماترون. لأن الفطرة السليمة تفكر بطريقة واحدة وهي رفض الدخيل.
جزيتم خيرا... ودعائي لكم بالسداد والتوفيق.



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=13775
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 02 / 02
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29