• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : دور المرجعية الدينية في رسالة المنبر الحسيني الإصلاحية -قراءة تحليلية لتوصيات المرجعية الدينية إلى الخطباء- (1) .
                          • الكاتب : د . الشيخ عماد الكاظمي .

دور المرجعية الدينية في رسالة المنبر الحسيني الإصلاحية -قراءة تحليلية لتوصيات المرجعية الدينية إلى الخطباء- (1)

- المحور الأول: الجانب العقائدي.
لأهمية العقيدة نرى مدى ﭐعتناء المرجعية بضرورة أنْ يكون خطيب المنبر الحسيني محيطًا بالمسائل العقائدية ليكون مؤهَّلًا للبحث فيها، وتعليمها للمؤمنين، فمما ورد في البيان الإشارة إليه بالقول: ((أَنْ يَكُوْنَ الْخَطِيْبُ مُوَاكِبًا لِثَقَافَةِ زَمَانِهِ، وَهَذَا يَعْنِيْ ﭐسْتِقْرَاءَ الشُّبُهَاتِ الْعَقَائِدِيَّةِ الْمُثَارَةِ بِكُلِّ سَنَةٍ بِحَسَبِهَا)).
وفي قراءة لهذا المقطع وما يتعلق بالجانب العقائدي يمكن بيان ما يأتي:
1- إنَّ ذكر البيان للشبهات العقائدية المثارة في كُلِّ سنة لا يعني أنْ يكون الخطيب مراعيًا لتلك الشبهات فقط، بل أنْ يكون على حظ من العلم في أصول العقيدة ﭐبتداء، كما هو حال أي مكلَّف كما تقدم، مع مراعاة مقامه ورسالته التي تتطلب الإحاطة بمسائل العقيدة الإسلامية والاختلاف فيما بين الفرق والمذاهب؛ ليكون مؤهَّلًا لمعرفة الشبهة من غيرها.
2- التأكيد على أهمية دور المنبر الحسيني في الحفاظ على العقيدة الإسلامية، والدفاع عنها، ورد أباطيل وشكوك المعاندين للحق، وهذا إنَّما يتم بإعداد الخطباء المؤهلين لمعرفة ذلك، وتعريف الآخرين به.
3- ضرورة أنْ يكون الخطيب قد أكمل دراسة هذا المبحث من علوم الشريعة المقدسة المتعلق بأصول العقيدة الإسلامية دراسة، وليست مطالعة المصادر المتعلقة بذلك، أو الاستماع إلى الآخرين، أو تناول وسائل الإعلام للموضوعات العقائدية، فعلى الرغم مما يتم الانتفاع به من خلال هذه الوسائل، ولكنَّ ذلك لا يغني الخطيب الحقيقي للمنبر الحسيني عن دراسته دراسة تامة ( )؛ وذلك لأهمية العقيدة من جانب أول، والمنبر من جانب ثانٍ، وتعليم الناس منهج العقيدة الصحيحة من جانب ثالثٍ، وتربص الأعداء بهذا المنهج للمنبر الحسيني من جانب رابع، وتعدد وسائل الإعلام التي تنقل المعلومات إلى الآخرين من جانب خامس.
4- التذكير إلى الخطر الذي يقوم به أعداء الإسلام من جهة، وأعداء مدرسة أهل البيت من جهة أخرى؛ إذ يحاولون التشكيك بشرعية هذه المجالس، وفائدتها وغير ذلك مما سيتم بيانه، وهذا يكون مع ﭐقتراب شهر محرم الحرام في كُلِّ عام حيث ﭐجتماع المؤمنين حول المنبر الحسيني في كُلِّ بقاع الأرض؛ إذ ينهلوا من معينه مبادىء الحق ورفض الظلم والباطل، والتذكير بما جرى على خلفاء الله ورسوله، وبالخصوص ما يتعلق بسيد شباب أهل الجنة الإمام الحسين ، وهذا ما نراه جليًّا من تجمع وسائل إعلام أتباع الحزب الأموي، وتسخير الإمكانيات الكبيرة من أجل تشويه تلك المعتقدات، فضلاً عن إغراء بعض الجهلة وأصحاب الأهواء للتمكين من تسخيرهم لذلك، وفي ذلك تكون مسؤولية الخطيب كبيرة في بيان مشروعية تلك العقيدة، وبيانها، وترسيخها للأجيال، والدفاع عن الأباطيل والشكوك، والرد على أولئك الأدعياء والمروِّجين لهم.
5- أهمية أنْ يكون الخطيب ممن له رؤية واعية لما يتم إثارته من شبهات عقائدية متجددة من قبل الأعداء، وهذا لا يتم إلا من خلال المعرفة التامة بالعقيدة، فضلاً عن متابعة الإعلام والمؤلفات التي تصدر من المخالفين بالعقيدة، وذلك يحتاج أيضًا على ضرورة الإحاطة المعرفية بمنهج إثارة تلك الشبهات، والرد عليها ردًّا علميًّا محكمًا، وتنبيه المؤمنين من الأبعاد الجلية أو الخفية لتلك الدعوات الباطلة.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=137766
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2019 / 09 / 14
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28