• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : بحوث ودراسات .
                    • الموضوع : سند دعاء العشرات دراسة تحقيقية في علم الرجال .
                          • الكاتب : محمد السمناوي .

سند دعاء العشرات دراسة تحقيقية في علم الرجال

  المقدمة

 دعاء العشرات : هو من الأدعية المعتبرة المقتبسة من القرآن الكريم وأذكار النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وهو من الأذكار التي تقرأ في كل صباح ومساء وأفضل أوقاته بعد العصر من يوم الجمعة، وقد تم شرحه في كتاب مستقل بعنوان بنورك أهتديت دراسة حول المنهج الإنساني في الدعاء عبر التاريخ ( دعاء العشرات نموذجاً)، ويعتبر هذا الشرح هو الوحيد بحسب التتبع والاستقصاء خلافاً للأدعية الأُخرى، ويقع في أكثر من270 صفحة، ومن يرغب بمطالعته يمكن تزويده بنسخة بصيغة bdf، كونه لم  يطبع بعد، وفيه شرح مطول لتلك المعاهدة والوصية الواردة في فضل دعاء العشرات كونها تحتوي على نكات كلامية وأخلاقية، تم الإعراض عنها(*) في هذا المقال باعتبار أن هذه الدراسة متعلقة في ذكر سند الدعاء وتحقيق في رجالاته.
       قبل ذكر توثيق سند دعاء العشرات ينبغي أن يُعلم بأن لا خلاف بين أعلام المسلمين  في  لزوم الإهتمام بقراءة الأدعية المأثورة عن النبي الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمّة المعصومين من ذريته (عليهم السلام)، كما أنَّ هناك قاعدة تعرف عند الفقهاء تُعرف بـ(قاعدة التسامح في أدلّة السُنن الفقهية)، التي استفادها الأعلام  من الأخبار التي ذكر في متنها:(أنّ من بلغه ثوابٌ على عملٍ فَعملَهُ فله ذلك الثواب)(1). 
      أما الأدعية التي ذُكرت بأسانيد ضعيفة  ومرسلة فلا ينبغي التشكيك فيها وتركها لهذا السبب؛  فإنّ من طرق الوهن طريق مَن حصر وجه الإعراض عن الروايات وقبولها بضعف  أسانيدها ووثاقة رجالها؛ لأنّه سوف يؤدّي بطبيعة الحال إلى طرح طائفة من الأخبار التي يقطع الأعلام  بأنّ في متونها  مضامين عالية قد صدرت عنهم (عليهم السلام) على نحو الجزم والقطع . 
      نعم، لو ورد في متون الأدعية ما هو مخالف لضروريات الدين الإسلامي، وللأصول المسلمة عند أعلام الإمامية جيلاً بعد جيل فانها تكون ساقطة عن الأعتبار، كما في أُصول الإعتقاد من التوحيد والعدل والنبوّة والإمامة والمعاد، وغيرها من الفروع الثاتبة، ناهيك أن ليس كل رواية صحيحة السند تكون مقبولة سيما اذا كانت تناقض المسلمات والأصول المعتضدة بالعقول بحسب تعبير صاحب الرياض ( قده)، فلا بد من تأويلها أو ردها إليهم ( عليهم السلام) فهم أولى بها وأعلم .
       إن جملة من المستحبات الذي يذكرها الفقهاء الأعلام في رسائلهم العملية مبتنية على قاعدة التسامح فيؤتى بها برجاء المطلوبية(2)، وعليه يستفاد أنّ كلّ مورد احتمل استحبابه يمكن الإتيان به برجاء المطلوبية، ومنها الأدعية والزيارات والأخبار الضعيفة .
       أما دعاء العشرات فهو من الأدعية المعتبرة ـــ ففي جملة من نصوصه فيه أقتباس من القرآن الكريم، وأذكار النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله وسلم) المشتملة على الدعاء بالأسماء الحسنى لله تعالى، والتي وردت في كتب الفريقين ـــ  فقد روي في العديد من المصنفات لكبار أعلام الشيعة وبأسانيد مختلفة، ونسخ روايته اختلاف، وقد ذكر لهذا الدعاء ست روايات أشار اليها السيد ابن طاوس بقوله: (وأعلم أن هذا دعاء عظيم من أسرار الدعوات ووجدت به ست روايات مختلفات ذكرنا منها روايتين واحدة في أدعية الغروب وواحدة في تعقيب الصبح من كتاب عمل اليوم والليلة من المهمات ورواية في تعقيب العصر من يوم الجمعة في الجزء الرابع من المهمات ورواية في آخر كتاب إغاثة الداعي وإعانة الساعي ونذكر في هذا الكتاب الخامسة والسادسة استظهاراً لهذا الدعاء العظيم عند العارفين به من ذوي الألباب)(3). 
       دعاء العشرات من الأدعية المأثورة عن الإمام علي بن ابي طالب (عليه السلام)، وهو الإمام الأول من أئمة أهل البيت (عليهم السلام) ووصي النبي الأكرم وخليفته من بعده، وقد أملاه على ولده الإمام الحسين (عليه السلام) ومن بعده نقله الأئمة الأطهار (عليهم السلام) ، وهكذا إلى أنْ وصل لثقات الرواة  من أعلام الطائفة وغيرهم من المذاهب الإسلامية الآخرى، وقد أشتهر بدعاء العشرات لكثرة التسبيح الوارد فيه بعدد العشرات، وقد روته أُمهات الكتب والمصنفات في الأدعية والأخبار والأذكار، وما هذا الدعاء الصغير في حجمه وكلماته والكبير والعميق في معانيه واسراره إلأَّ عبقة من عبقات الأمير(عليه السلام)، وقبس من نور مشكاة النبي البشير عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأتم التسليم . 
      إنّ الأدعية المباركة التي ورثتها الأمة عن النبي الخاتم (صلى الله عليه وآله وسلم) وعترته الهادية (عليهم السلام) تنطوي على معارف حكمية وحقائق معرفية تثير دفائن العقول في عالم الأفكار، وترشدها الى السعي في تحقيق الحياة الإجتماعية والسياسية والاقتصادية العادلة، التي بدورها تصحح المسار الفكري عند الإنسان، وتعطيه القوة والسيطرة الفكرية على جميع أفعاله وتروكه الصادرة منه بشرط المراقبة  والمحاسبة والمحاكمة الفكرية المستمرة،  والمزية الكبرى لمثل هذه الأدعية المقدسة قد صدرت عن أئمة الهدى ومصابيح الدجى في دنيا الظلام.
      دعاء العشرات هو من الأدعية  المقتبسة من القرآن الكريم،  متن مقتبس، ومن المعلوم أن هذا النوع من الإقتباس يعطي للدعاء المزيد من الأعتبار فقد ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ( فما وافق كتاب الله فخذوه وما خالف كتاب الله فدعوه)(4). 
     أما جهالة حال بعض رجالات سند دعاء العشرات لا يقدح في صحة الدعاء، وانما تم ذكر هؤلاء الأعاظم والمشايخ الكرام من باب التيمن والتبرك لجهة اتصالهم بالأئمة الأطهار (عليهم السلام) كما فعل السيد علي خان المدني ( 1052- 1120هـ ـــــ ق ) في كتابه القيم الموسوم بـ ( رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين )، وكذلك من بعده الحكيم الآلهي السيد محمد باقر الموسوي الحسيني (1240ه ) في شرحه المعروف ( لوامع الأنوار العرشية في شرح الصحيفة السجادية) حيث ذكروا رجال السند للصحيفة المباركة مع ضعف بعضهم.
      ذُكر دعاء العشرات في مصباح المتهجد لشيخ الطائفة الطوسي، ومهج الدعوات للسيد ابن طاوس، والبلد الأمين والدرع الحصين، وجنة الأمان الوافية وجُنة الإيمان الباقية الموسوم بـ بالمصباح للمحدث الكفعمي العاملي المتوفى (900هـ )،  وبحار الأنوار للمحدث محمد باقر المجلسي المتوفى (1111هـ)، وذكر الدعاء المحدث القمي في مفاتيحه بقوله : (ان هذا الدعاء في غاية الأعتبار وفي نسخ رواياته اختلاف. وانا أُرويه من مصباح الشيخ ، ويستحب الدعاء به في كل صباح ومساء، وأفضل أوقاته بعد العصر من يوم الجمعة)(5).
       تم  اعتماد في هذه الدراسة في ذكر التراجم لرجالات  سند دعاء العشرات من الكتب والمصنفات الرجالية عند العامة والخاصة، حيث ورد في بعضهم الوثاقة أو التضعيف، وكثرة الأحاديث وفي بعضهم توقف لجهة اشتراكه بالأسم، وقد ضعفهم الآخر لسبب ترفضه وتشيعه أو لنقله الأخبار والآثار عن محدثي الشيعة، وفيهم من أكثر من نقل الأحاديث الذاكرة لفضائل آل البيت (عليهم السلام)، وقد ذكرت في كتب الفريقين والتي يصطلح عليها في علم الحديث بـ المتفق عليها لصراحتها فضلاً عن صحة سندها إلى غير ذلك من المطالب الرجالية التي سوف نذكر بعضاً منها على نحو الاجمال(6). 
        ومما ينبغي ذكره هنا لجهة اهميته في تحقيق السند وتوثيقه هو ما ذكرهُ المحدّث المجلسي بقوله: (وجدت في أصل قديم من أصول أصحابنا هذا الدعاء بهذا السند أخبرنا محمد بن محمد بن سعيد، عن جعفر بن محمد بن مروان الغزال عن أبيه، عن إسماعيل ابن إبراهيم التمار، عن محمد بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه علي ابن أبي طالب(عليه السلام) وساقا لحديث والدعاء مثله، وقد تقدم في أدعية الصباح و المساء، وإنما كررنا للاختلاف سنداً ومتناً)(7).
        ويقول السيد الإمام العالم العامل الفقيه الكامل العلاَّمة الفاضل البارع الورع(8) رضى الدين ركن الإسلام جمال العارفين أفضل السادة أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاوس الحسيني كبت الله أعداه : وإذ قد ذكرنا ما تخيرناه من التعقيب المختصر بعد صلاة العصر يوم الجمعة فلنذكر الآن ما نختاره من التعقيب بعدها من الدعوات المبسوطات فمن أهم ذلك دعاء العشرات . ذكر دعاء العشرات وأنه من المهمات بعد صلاة العصر يوم الجمعة وسبب لقضاء الحاجات ، ورد في الروايات انه لا يدعى به إلاَّ على طهارة مستقبل القبلة : أقول : إني وقفت على خمس روايات بدعاء العشرات يختلف روايتها في النقصان والزيادات ، وها أنا أذكر ما لعله أصلح في الروايات(9).
    بعد هذه المقدمة ولو انها كانت طويلة بعض الشيء إلا انها لا تخلو من فائدة لمن كان له رغبة في التوسع والتعمق في هذه المسائل، هنا تبدأ عملية دراسة الأسانيد وطرقها بعد التوكل على الله تعالى .
      السند الأول : عن أبي جعفر الطوسي، عن أبي العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الحافظ، عن علي بن الحسن بن علي بن فضال، عن ثعلبة بن ميمون، عن صالح بن الفيض، عن أبي مريم، عن عبد الله بن عطا قال : حدثني أبو جعفر محمد بن علي الباقر ( عليه السلام). 
      ابتدأ السند بالشيخ الطوسي، وهو السعيد أبي جعفر محمد بن الحسن بن علي بن الحسن المشتهر بشيخ الطائفة (385- 460ه ق)، عن أبي العباس المعروف بإبن عقدة ، ولكن بعد المراجعة لم نجد أن  الشيخ الطوسي المتوفى سنة 460هـ  يروي بالمباشرة عن إبن عقدة المتوفى 332هـ  وانما بواسطة واحدة أو عدة وسائط لم يذكرها السيد ابن طاووس لعل ذلك من جهة الاختصار .  وهو أحمد بن محمد بن موسى الأهوازي، المعروف بابن الصلت أبو الحسن المجبر المتوفى (314 ـ أو317ه )، ولذا قال الشيخ في خصوص كتاب الاستبصار عند ذكر سند كتابه : (( وما ذكرته عن أبي العباس أحمد بن محمد بن سعيد فقد رويته عن أحمد بن محمد بن موسى ، عن أبي العباس أحمد بن محمد بن سعيد))(10). 
      الشيخ الطوسي هو مؤلف كتابين من الكتب الأربعة ومن كبار المتكلمين والمحدثين والمفسرين والفقهاء عند الشيعة، و كان ورعاً عالماً  كثير الزهد. أثنى عليه السمعاني، وقال العماد الطبري : لو جازت على غير الأنبياء صلاة صليت عليه(11). وقد ورد في حقه المدح والثناء والتوثيق بالأقوال التالية : - 
      النجاشيّ: أبو جعفر جليلٌ من أصحابنا، ثقة عين(12)، العلاَّمة الحليّ: صدوق عارف بالأخبار والرجال والفقه والأصول والكلام والأدب، وهو المهذِّب للعقائد في الأصول والفروع، والجامع لكمالات النفس في العلم والعمل، وذكر المحدث المجلسي: أن فضله وجلالته أشهر من أن يحتاج إلى بيان.. والحرّ العامليّ، بيّن طرق الشيخ الطوسيّ في أخذه الأحاديث وعمّن نقل من الرجال بشكلٍ منظّم ودقيق . أما الآغا بزرك الطهراني فقد قال كان الشيخ الطوسيّ قدوة فقهاء الشيعة، أسّس طريقة الاجتهاد المطلق في الفقه وأصوله، وقد بقيت كتبه مرجعاً وحيداً للمتآخرين.
        السيد أبو القاسم الخوئي كان الشيخ الطوسيّ منطلقَ مرحلة جديدة من تطوّر الفكر الفقهيّ والأصوليّ.. وقد استطاع ـ بنهضته الجبّارة ـ أن يقدّم في نتاجه الفقهيّ الدليلَ المحسوس على أنّ الأصول الفكريّة لمدرسة أهل البيت (عليهم السلام) قادرةٌ على تزويد الفقيه بالمناهج والأدوات الفكريّة التي تمكّنه من استنباط أيّ حكمٍ في جميع الوقائع..
        أما السيد شهاب الدين المرعشي النجفي  ذكر جملة من مزايا وخصائص الشيخ الطوسيّ، فبيّن أنّه من الرعيل الأوّل في الاستنباط وردِّ الفروع إلى الأصول، واستخراج الضوابط والقواعد الكليّة من الكتاب والسنّة، وأنّه كان متعمّقاً في تبيين الموضوعات من لسان شعر العرب وأهل البلاغة، وقد جمع فنوناً كثيرة وتبّحر في كلّ علم خاص، وكان ثقةً فيما نقله ولو عن المخالفين في آرائه. وأنّ الشيخ الطوسيّ كان موفّقاً في الإفادة بأماليه القيّمة التي ألقاها في بغداد والنجف، وبالتآليف والتصانيف القيّمة التي دوّنها وأخذت طريقها المستمرّ في تزويد المعاهد العلميّة بضروريّات المعرفة، وبتأسيسه المجمعَ العلميّ النافع في النجف، حتّى صار مأملاً لروّاد الفقه والتفسير والحديث(13).
      أحمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرَّحمن بن إبراهيم بن زياد بن عبد الله بن عجلان، مولى عبد الرَّحمن بن سعيد بن قيس الهمداني ، أبو العباس الكوفي الحافظ العلاَّمة، أحد أعلام الحديث ، ونادرة الزمان ، وصاحب التصانيف على ضعف فيه ، وهو المعروف بالحافظ ابن عقدة، ولد أبو العباس في سنة تسع أربعين ومائتين بالكوفة.  
      أحمد بن محمد بن عقدة الجارودي أبو العباس الكوفي من علماء الزيدية ولد سنة 249 وتوفي سنة 333 ثلاث وثلاثين وثلاثمائة. من تصانيفه: -1-  أخبار أبي حنيفة النعمان ومسنده. 2- تفسير القرآن. 3- فضل الكوفة. 4- كتاب الآداب. 5- كتاب التاريخ. 6- كتاب الجهر ببسم الله. 7- كتاب الحسنين. 8- كتاب الراية. 9- كتاب الرجال. 10- كتاب الشورى. 11- كتاب الطائر. 12- كتاب الولاية. 13- مسند عبد الله بن بكير. 14- من روى عن الحسنين والأئمة(14).
       قال السمعاني: أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرَّحمن بن إبراهيم بن زياد بن عبد الله بن عجلان العقدي الكوفي المعروف بابن عقدة الحافظ، من أهل الكوفة.... كان حافظاً متقناً مكثراً عالماً، جمع التراجم والأبواب والمشيخة، وأكثر الرواية وانتشر حديثه(15).
       قال الذهبي : أحمد بن محمد مولى بني هاشم، أبو العباس الكوفي الحافظ المعروف بابن عقدة..... كان حافظاً كبيراً، جمع الأبواب والتراجم. روى عنه: الجعابي، وابن عدي، والطبراني، والدارقطني.... قال الوزير أبو الفضل بن حنزابة: سمعت الدارقطني يقول: أجمع أهل الكوفة أنه لم ير بالكوفة من زمن ابن مسعود إلى زمن أبي العباس ابن عقدة أحفظ منه(16)، وكان ابو العباس يقول: أنا أجيب في ثلاثة مائة ألف حديث من حديث أهل البيت وبني هاشم(17)، وقد روى فضائل اهل البيت (عليهم السلام) سيما المتعلقة بالسيدة الزهراء (عليها السلام) مرفوعاً  عن النبي الاكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال : ((إن فاطمة رضى الله عنها أحصنت فرجها فحرمها الله وذريتها على النار))(18)، وغيرها من الأخبار في هذا الباب . 
عدة ابن الجزري من علماء الزيدية(19) وقال الدارقطني: أجمع أهل الكوفة على أنه لم ير من زمن ابن مسعود إلى زمان ابن عقدة أحفظ منه، ويقال إنه كان يحفظ نحوا من ستمائة ألف حديث، منها ثلاثمائة ألف في فضائل أهل البيت، بما فيها من الصحاح والضعاف، وكانت كتبه ستمائة حمل جمل، وكان ينسب مع هذا كله إلى التشيع والمغالاة(20).

       قال الخطيب: حدثني علي بن محمد بن نصر قال: سمعت حمزة بن يوسف، سمعت أبا عمر بن حيويه يقول: كان ابن عقدة يجلس في جامع براثي معدن الرفض يملي مثالب الصحابة - أو قال الشيخين - فتركت حديثه لا أحدث عنه بشيء(21).
       قال أبو الطيب بن هرثمة : كنّا بحضرة ابن عقدة المحدّث ونكتب عنه وفي المجلس رجل هاشمي إلى جانبه، فجرى حديث حفّاظ الحديث فقال أبو العبّاس : أنا أُجيب بثلاثمائة ألف حديث من حديث هذا، وضرب بيده على الهاشمي(22) كما ترجم له ابن حجر العسقلاني ترجمة مفصلة، ومما قاله : كان ابن عقدة ورعاً ناساً(23).
       قال النجاشي: أحمد بن  محمد بن سعيد بن عبد الرَّحمن بن زياد بن عبد الله بن زياد بن عجلان ، مولى عبد الرَّحمن بن سعيد بن قيس السبيعي الهمداني ، هذا رجل جليل في أصحاب الحديث ، مشهور بالحفظ ، والحكايات تختلف عنه في الحفظ وعظمه ، وكان كوفيًا زيديًا جاروديًاعلى ذلك مات . الخ(24).
       قال ابن داود الحلي : (أحمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرَّحمن الهمداني جليل ثقة زيدي جارودي)(25).  
       قال الشيخ في الفهرست : كان زيدياً جارودياً، وعده في رجاله ممن لم يروعنهم، وذكره العلاَّمة في القسم الثاني من الخلاصة . مات بالكوفة سنة 333 ه‍ (26).
      أحمد بن محمد المعروف بابن عقدة يكنّى أبا العبّاس ، جليل القدر ، عظيم المنزلة ، وكان زيديّاً جاروديّاً وعلى ذلك مات ، وإنّما ذكرناه من جملة أصحابنا ؛ لكثرة رواياته عنهم وخلطته بهم وتصنيفه لهم ، روى جميع كتب أصحابنا وصنّف لهم وذكر أُصولهم وكان حُفَظَة(27) .
     قال الشيخ في الفهرست : امره في الثقة والجلالة وعظم الحفظ أشهر من أن يذكر وكان زيدياً جارودياً وقال النجاشي : هذا رجل جليل في أصحاب الحديث مشهور بالحفظ والحكايات تختلف عنه في الحفظ وعظمه وكان زيدياً جارودياً وعلى ذلك مات، وذكره أصحابنا لاختلاطه بهم ومداخلته إياهم وعظم محله وثقته وأمانته(28). 
    قال الطوسي : (المعروف بابن عقدة الحافظ ، أخبرنا بن سبه أحمد بن عبدون ، عن محمد بن أحمد بن الجنيد ، وأمره في الثقة والجلالة وعظم الحفظ أشهر من ان يذكر ، وكان زيدياً جارودياً وعلى ذلك مات ، وإن ما ذكرناه في جملة أصحابنا لكثرة روايته عنهم وخلطته بهم وتصنيفه لهم ، وله كتب كثيرة)(29).
    ذكر العلاَّمة  النعماني : في أول خبر أسنده أحمد بن محمد : (وهذا الرجل ممن لايطعن عليه في الثقة ، ولا في العلم بالحديث والرجال الناقلين له)(30).
      قال المحقق الداماد : ( الشيخ الثقة الراوية، الناقد، الحافظ، القدوة، الكبير، المعروف بابن عقدة أحمد بن محمّد بن سعيد بن عبد الرَّحمن أبو العبّاس السبيعيّ الهمداني الكوفي)(31).
     علي بن الحسن بن علي بن فضال التيملي فقد قال النجاشي : أنه فقيه أصحابنا بالكوفة، ووجههم، وعارفهم بالحديث، والمسموع قوله، سمع منه كثير، ولم يعثر له على زلة، وقلما روى من ضعيف، إلاَّ أنه كان فطحياً(32). كان يقول بإمامة عبد الله الأفطح(33) ابن الإمام الصادق(عليه السلام)،ولكنه لم يعثر على مايشينه مع كثرة ما سمع عنه من الاخبار، وقلما روى عن ضعيف .ألف مايناهز الثلاثين كتاباً في علوم شتى . توفي سنة 224 ، أو حدود 250 ه‍(34) .
       وجاء في محكى رجال الكشي كلام لمحمد بن مسعود : أما علي بن الحسن بن فضال فما رأيت في من لقيت بالعراق وناحية خراسان أفقه ولا أفضل من علي بن الحسن بالكوفة ، ولم يكن كتاب عن الأئمة (عليهم السلام) في كل صنف إلاَّ وقد كان عنده : وكان احفظ الناس غير أنه كان فطحيا يقول بعبد الله بن جعفر ثم بابي الحسن الموسى(عليه السلام) في جواب من سأله عن كتب بني فضال فقالوا : كيف نعمل بكتبهم وبيوتنا ملأى منها؟ فقال(عليه السلام) :( خذوا بما رووا وذروا مارأوا )(35)، وقال السيد بحر العلوم (قده): (يظهر مِن بعض الأخبار : أنّ بني فضّال كانوا معروفين بالعلم والثّقة.... )(36).
    ومن الواضح عند علماء الجرح والتعديل في مسألة الانحراف الذي وقع فيه بنو فضال لا يوجب سقوط رواياتهم وعدم حجيتها في الاستدلال، وقد أعتمد الشيخ الأعظم (قده) وغيره من أعلام الطائفة على هذه الرواية وحكم بصحّة روايات بني فضّال، وقال في أوّل كتابه الصّلاة بعد ذكره مرسلة داود بن فرقد، والرواية وإن كانت مرسلة، إلاّ أنّ سندها إلى الحسن بن فضّال صحيح، وبنو فضّال ممّن أمرنا بالأخذ بكتبهم، ورواياتهم، اعتماداً على الرواية المتقدّمة، وذكر نظيره في مسألة الاحتكار من خاتمة كتاب البيع(37).
    لا شك أنّ بني فضّال كانوا على عقيدة سليمة بداية ، وقد طرأت عليهم حالة الوقف وتبدّلت الأحوال في الفكر والعقيدة وانحرفوا عن المنهج الصواب في الاعتقاديات، واعتنقوا المذهب الفاسد، ولهذا السبب وجه السؤال للامام (عليه السلام)عن تلك الكتب التي صنفوها في حال اعتناقهم العقيدة السليمة وهم على استقامة، فأجاب الإمام (عليه السلام)  بما أجاب به، فإنّهم وإن كانت افكارهم العقدية فاسدة إلاّ أنّ ما رووه  من الأخبار في العلوم والمعارف التي صدرت من الأئمة الأطهار (عليهم السلام) يمكن الأخذ بها، فمهما كانت العقيدة فاسدة عندهم لا يضر ذلك بالأخذ برواياتهم والاستدلال بها، حيث كانوا على ورع وصلاح واستقامة في حياتهم  التي عاصروا فيها الامام الذي له حق الطاعة في اعناقهم، وبعد تغير المعتقد وفساد الفكر تبقى الأخبار على حالها لا تتغير ولا يضر في الأخذ بها وهي في غاية الاعتبار، وقد علق السيد الخوئي (قده) على حكم روايات بنو فضال بقوله : (( فانهم مهما بلغوا من الوثاقة و العظمة لا يبلغون من هو في أدنى مراتب العدالة فضلاً عن كبراء العدول و فقهاء الرواة)).
     ومما يزيد في الوضوح : ان بني فضال قبل انحرافهم عن الصواب كانوا لا تقبل منهم رواياتهم فيما إذا كانت مرسلة أو ضعيفة و نحوهما فكيف بما بعد انحرافهم ؟ و لا يحتمل ان يكونوا - بعد الانحراف - بأعظم مقاماً و أرقى منزلة عن أنفسهم - قبل الانحراف - و هل بالانحراف ازدادت وثاقتهم و جلالتهم حتى بلغوا مرتبة لا يمكننا رد رواياتهم و لو كان في اسنادها مجهول أو ضعيف أو كانت الرواية مرسلة .
      إذاً فمعني ألامر بالاخذ برواياتهم ان انحرافهم مضر بوثاقتهم و انه لا يمنع عن العمل برواياتهم حال استقامتهم لا أن أية رواية رواها هؤلاء فهي رواية معتبرة لا مناص من الاخذ بها و لو كانت عن ضعيف أو مجهول أو كانت مرسلة .
    على أن دعوى : اننا مأمورون بقبول رواياتهم دعوى ثابتة : لان مستندها هو ما رواه الشيخ في كتاب الغيبة بسنده عن أبي الحسين بن تمام عن عبد الله الكوفي - خادم الحسين بن روح - عن الحسين بن روح وكيل الناحية المقدسة حين سئل عن كتب الشلمغاني قال : أقول في كتبهم ما قاله العسكري ( عليه السلام ) حين سئل عن كتب بني فضال من قوله ( عليه السلام ) : (خذوا ما رووا و ذروا ما رأوا)، وهذه الرواية قد دلت على أن روايات بني فضال معتبرة لوثاقتهم إِلاَّ أنها ضعيفة لجهالة حال ابي الحسين بن تمام و عبد الله الكوفي فلا يمكننا الاعتماد عليها ابداً فلم يثبت ان هذا الكلام قد صدر عن ابن روح حتى يقال انه ينقله عن الامام الحسن العسكري ( عليه السلام) فما هو المشتهر من الأمر بالأخذ برواياتهم(38)، وأضاف السيد الخوئي في المعجم خاتمة رأيه في تعليقه ومناقشته  والوقوف على مناشىء سائر التوثيقات العامّة. وعدم حجّيتها، ونفي دلالتها على التوثيق، عند ذكره رأي الشيخ الأنصاري من عدم قبول ما ذهب اليه بقوله : (وكيف كان فما ذكره الشيخ الانصاري وغيره من حجّية كلّ رواية كانت صحيحة إلى بني فضّال كلام لا أساس له)(39).
     وبالتالي يتبين بكل ما مر: لا يتصور ان  تؤخذ بكل رواياتهم ومراسيلهم ومسانيدهم من غير أن يتفحص عمَّن يروون عنه ، بل المراد أنه يجري على بني فضال الحكم الذي كان يجري على سائر الرواة ، فكما أنه يجب التفتيش عنهم حتى تتبيّن الثقة منهم عن غيرها فهكذا بنو فضال.
      أما ثعلبة بن ميمون أبو اسحاق فقد قال عنه النجاشي: (ثعلبة بن ميمون، مولى بني أسد، ثم مولى بني سلامة، منهم أبو إسحاق النحوي، كان وجهاً في أصحابنا، قارئاً فقيهاً، نحوياً، لغوياً، راوية، وكان حسن العمل، كثير العبادة والزهد، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن (عليهم السلام)، له كتاب تختلف الرواة عنه، قد رواه جماعات من الناس(40). وثقه الكشي في رجاله وعده الشيخ الطوسي من أصحاب الإمامين الصادق والكاظم (عليهم السلام)(41). 
       وذكر حمدويه، عن محمد بن عيسى، أن ثعلبة بن ميمون، مولى محمد بن قيس الانصاري، وهو ثقة، خير، فاضل، مقدّم، معلوم في العلماء، وعدّه البرقي من أصحاب الصادق والكاظم (عليهما السلام) ، والفقهاء الأجلة، من هذه العصابة (42).
     صالح بن الفيض لم  نجد له ترجمة غير انه ورد ذكره في الأسانيد في كتب العامة باسم صالح بن الفيض بن فياض العجلي، وابنه محمد(43) روى عنه، وقد روى عن السيد الجليل عبد العظيم بن عبد الله  الحسني،(... حدثنا محمد بن صالح بن الفيض بن فياض حدثنا أبي حدثنا عبد العظيم بن عبد الله الحسني...) وهو من طبقة أحمد بن مهران ، وأحمد بن محمد بن خالد، وأحمد بن ابي عبد الله وغيرهم(44)، وهو غير الفيض بن صالح الكوفي البجلي بالولاء(45)، ويروي عن السري بن اسماعيل ومسعر عن عطية عن أبي سعيد، فطبقته غير طبقة صالح بن الفيض .
      وقد روى السيد ابن طاووس(46) عن ابن عقدة ، عن يعقوب بن يونس بن زياد الضرير، عنه - الفيض بن صالح- ، عن أبي مريم عبد الغفار بن القاسم، عن عبدالله بن عطا، عن أبي جعفر(عليه السلام) دعاء العشرات المعروف. والظاهر وقع التصحيف بالاسم والاشتباه بسبب  اشتراك الاسماء وتقاربهما واشتقاقهما . وبالتالي لم نجد له ترجمة لا جرحاً ولا تعديلاً فهو مجهول إلاَّ اللهم أن يقال إنّ للسيد ابن طاووس قد ذكره في بعض كتبه ولم تصل الينا . 
      أبي مريم عبد الغفار بن القاسم  قال النجاشي : عبد الغفار بن القاسم بن قيس بن قيس بن فهد ابو مريم الانصاري، روى عن أبي جعفر وابي عبد الله (عليهما) ثقة له كتاب يرويه عدّة من أصحابنا أخبرنا إن نوح عن الحسن بن حمزة عن ابن بطة عن الصفار قال : حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب عنه بكتابه(47). 
       قال العلاَّمة الحلي عبد الغفار بن القاسم بن قيس بن قيس بن قهد - بالقاف – أبو مريم الأنصاري، روى عن أبي جعفر وأبي عبدالله ( عليهما السلام) ، ثقة(48).
       قال ابن حجر العسقلاني : (( كان – أبو مريم – ذا اعتناء بالعلم وبالرجال . . وقال شعبة : لم أر أحفظ منه . . وقال ابن عدي : سمعت ابن عقدة يثني على أبي مريم ويطريه، ويجاوز الحد في مدحه، حتى قال: لو ظهر على أبي مريم ما اجتمع الناس إلى شعبة ))(49) ، وهو شيخ من شيوخ شعبة بن الحجاج الذي يلقبونه بأمير المؤمنين في الحديث، ويقولون بترجمته إنه لايروي إلا عن ثقة، وشعبة بن الحجاج كان يثني على عبد الغفار بن القاسم الذي هو شيخه، لكن المتآخرين من الرجاليين يقدحون في عبد الغفار،لأنه كان يذكر بلايا عثمان، أي كان يتكلم في عثمان، أو يروي بعض مطاعنه، ولذا نرى في ميزان الإعتدال عندما يذكره الذهبي يقول : رافضي . فإذا عرفنا وجه تضعيف هذا الرجل وهو التشيع، أو نقل بعض قضايا عثمان، إذا عرفنا هذا السبب للجرح، فقد نص ابن حجر العسقلاني في مقدمة فتح الباري في شرح البخاري على أن التشيع بل الرفض لا يضر بالوثاقة، هذا نص عبارة الحافظ ابن حجرالعسقلاني في مقدمة شرح البخاري .فإذن، هذا الرجل لامطعن فيه ولا مورد للجرح، إلا أنه يروي بعض مطاعن عثمان، لكن شعبة تلميذه يروي عنه ويثني عليه، وشعبة أمير المؤمنين عندهم في الحديث . فهذا عبد الغفار بن القاسم(50). 
     عبد الله بن عطاء:  في الكتب الحديثية والمصنفات الرجالية يوجد اشتراك في هذا الإسم من جهة، واتحاد من جهة آخرى، وقد ذكر في المجاميع الحديثية عند العامة والخاصة، والظاهر هو أكثر من شخص لاختلاف الطبقة فقد وردت له القاب مختلفة فهل هو المكي أو الكوفي، أو الطائفي، أو المطلبي ، أو الهاشمي أو ابن أبي رباح أو التميمي؟؟؟. وعن الاشتراك ينصرف إلى من هو المعروف المشهور الذي يروي عن أبي جعفر (عليه السلام).
    عبد الله بن عطاء: 
       روى عن أبي جعفر (عليه السلام)، وروى عنه أبو مالك الجهنى. وروى عنه جميل بن درّاج. وروى عنه الحكم بن محمد بن القاسم. وروى عنه عبدالله بن أسد. وروى عنه موسى بن هلال الكندى.  قال النجاشي (قده) : (عبدالله بن عطاء كوفي، قليل الحديث، له كتاب .أخبرنا الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن جعفر، قال: حدّثنا حميد، قال: حدّثنا محمد بن موسى، عن عبدالله بن عطاء بكتابه(51)، وقال الشيخ الطوسي ( طيب الله ثراه): (عبدالله بن عطاء له كتاب، أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل، عن حميد، عن محمد بن موسى خوراء، عنه)(52).
       يقول السيد الخوئي (قده) : لم يتعرّض له الشيخ في الرجال! ولم يظهر وجهه وإنما تعرّض لعبد الله بن عطاء المكّي الذي هو من أصحاب السجّاد والباقر والصادق (عليهم السلام)، ولا يمكن اتحادهما لاختلافهما في البلد والطبقة .وكيف كان، فطريق الشيخ إليه ضعيف بأبي المفضّل(53).
    عبد الله بن عطاء بن أبي رباح: 
      قال الكشّي: قال نصر بن صباح: ولد عطاء بن أبي رباح تلميذ ابن عبّاس، عبد الملك وعبدالله وعريفاً نجباء من أصحاب أبي جعفر وأبي عبدالله (عليهما السلام).ثم إنه لايبعد اتحاده مع عبد الله بن عطاء المكّي الآتي، وبالتالي ان الرجل مجهول الحال، وقد تقدم عن نصر بن صباح لا حجية له، والرواية تدل على مدح فيه على انها مروية عنه نفسه)(54).
    عبد الله بن عطاء التميمي: 
       روى الصفّار، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن القاسم بن محمد، عن سليمان بن دينار، عن عبدالله بن عطاء التميمي، قال: كنت مع علي ابن الحسين(عليه السلام)، في المسجد فمرّ عمر بن عبد العزيز عليه شراكاً فضة، وكان من أحسن الناس وهو شاب، فنظر إليه علي بن الحسين (عليه السلام)، فقال: يا عبد الله بن عطاء ترى هذا المترف إنه لن يموت حتى يلي الناس، قال: قلت هذا الفاسق؟ قال: نعم لا يلبث فيهم إلاّ يسيراً حتى يموت، فإذا مات لعنه أهل السماء واستغفر له أهل الأرض(55). 
    عبد الله بن عطاء المطلبي: 
       عبد الله بن عطاء هو مولاهم، المكّي، من أصحاب الصادق (عليه السلام)، قال السيد الخوئي: إستظهر بعضهم اتحاده مع ما بعده، وهو وإن كان محتملاً، إلاّ أنه خلاف ظاهر كلام الشيخ : (قده). نعم الظاهر اتحاده مع عبدالله بن عطاء الهاشمي الآتي.
    عبد الله بن عطاء المكّي: 
    عدّه الشيخ (تارة) في أصحاب الباقر (عليه السلام)، وأُخرى في أصحاب الصادق (عليه السلام). وروى الشيخ المفيد (قده) عن الشريف أبي محمد الحسن بن محمد، قال: حدّثني جدّي، قال: حدّثنا محمد بن القاسم الشيباني، قال: حدّثنا عبد الرَّحمن بن صالح الازدي، عن أبي مالك الجهني، عن عبدالله بن عطاء المكّي، قال: ما رأيت العلماء عند أحد قط أصغر منهم عند أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين (عليهم السلام)، ولقد رأيت الحكم بن عتيبة مع جلالته في القوم بين يديه كأنه صبي بين يدي معلّمه، وكان جابر بن يزيد الجعفي إذا روي عن محمد بن علي (عليهما السلام) شيئاً، قال: حدّثني وصي الاوصياء ووارث علوم الانبياء محمد بن علي بن الحسين(عليهم السلام)، وروى الصفّار، عن الحسن بن يعقوب بن يزيد، عن الحسن بن علي الوشّاء، عن عبدالله بن بكير، عن عبدالله بن عطاء المكّي، قال: إشتقت إلى أبي جعفر (عليه السلام) وأنا بمكّة فقدمت المدينة، وما قدمتها إلاّ شوقاً إليه، فأصابني تلك لليلة مطر وبرد شديد، فانتهيت إلى بابه نصف الليل، فقلت: ما أطرقه هذه الساعة وأنتظر حتى أصبح، وإني لمتفكّر في ذلك إذ سمعته يقول: يا جارية افتحي الباب لابن عطاء فقد أصابه في هذه الليلة برد وأذى، قال: فجاءت ففتحت الباب فدخلت عليه (عليه السلام) (56). 
    عبد الله بن عطاء الهاشمي: 
       مولاهم، المكّي، مولى بني عبد المطلب بن هاشم، من أصحاب السجّاد (عليه السلام)، وقد روى له الكشي مدحاً ونقله العلاَّمة(57)، وقال الذهبي في ميزان الاعتدال في ترجمته : عبدالله بن عطاء المكي : صدوق إن شاءالله(58).
قال الترمذي : عبد الله بن عطاء ثقة عند أهل الحديث وذكره أبن حبان في كتاب الثقات(59)، وقال البخاري: ثقة(60)، وذكره أبن شاهين في الثقات(61)، وقال الدار قطني ليس فيه بأس(62)، وقال أبن حجر : صدوق .... (63).
السند الثاني : (سعد بن عبد الله ، عن اأمد بن محمد، عن الحسن بن علي بن فضال، الحسن بن الجهم ( عمن حدثه)، عن الحسن بن محبوب أو غيره، عن معاوية بن وهب، عن أبي عبد الله قال: ان عندنا ما نكتمه ولا نعلمه .... ) .
     إنَّ مجرد النظر إلى كون الرواية التي ورد فيها ( عمن ذكره، عمن حدثه ) يكون هذا الراوي مجهولاً، ولا يمكن  العمل والإستدلال فيها من الناحية الفقهية، وتسمى رواية المجهول بهذا النحو مرسلة وعيبها الإرسال، فتكون ضعيفة السند، ولكن بما أن البحث مرتبط بالبعد الأخلاقي فلا يضر ضعف السند من هذه الناحية . أما تراجم هؤلاء العظام  رواة دعاء العشرات فقد وردت تراجمهم في الكتب والمصنفات الرجالية نذكرهم على نحو الإجمال .
     سعد بن عبد الله :  هو سعد بن عبد الله بن أبي خلف القمي الأشعري من أصحاب الإمام العسكري (عليه السلام) جليل القدر، واسع الأخبار، صاحب تصانيف الكثيرة ثقة  ذكره الشيخ الطوسي في فهرسه، والنجاشي في رجاله بقوله: شيخ هذه الطائفة وفقيهها ووجهها، كان قد سمع من حديث العامة شيئاً  كثيراً، وسافر في طلب الحديث... وكان أبوه عبد الله بن أبي مخلف قليل الحديث، توفي سنة إحدى وثلاثمائة، وقيل: سنة تسع وتسعين ومائتين(64)، ووثقه السيد إبن طاووس في التحرير الطاوسي في ترجمة  الحسن بن فضال، ومعالم إبن شهر آشوب ، والوجيزة  والبلغة  والحاوي وغيرها، بل ادعى السيد في الإقبال الإجماع والإتفاق على وثاقته، حيث قال : أخبرنا جماعة  باسنادهم إلى سعد بن عبد الله من كتاب : فضل الدعاء المتفق على ثقته وفضله وعدالته... إلى أن قال :  قد ذكرنا  بعض أسمائهم  في الجزء الأول  من المهمات بطرقهم المرضيات إلى المشايخ المعظمين محمد بن محمد ابن النعمان والحسين بن عبد الله، وجعفر بن قولويه، وأبي جعفر الطوسي... وغيرهم باسنادهم جميعاً إلى سعد بن عبد الله من كتاب فضل الدعاء المتفق على وثاقته وفضله وعدالته(65).
     أحمد بن محمد :  أحمد بن محمد بن عيسى بن عبد الله بن سعد بن مالك بن الاحوص بن السائب بن مالك بن عامر الأشعري. من بني ذخران  بن عوف بن الجماهر بن الأشعر. يكنى أبا جعفر وأول من سكن قم من آبائه : سعد بن مالك بن الأحوص(66)، شيخ القميين ووجههم وفقيههم غير مدافع وكان أيضّاً الرئيس الذي يلقى السلطان(67) ، ولقى الإمام الرضا (عليه السلام) ولقي أبا جعفر الثاني (عليه السلام)  وأبا الحسن العسكري (عليه السلام) (68) ووثقه العلاَّمة الحلي في الخلاصة(69) . قال السيد الخوئي (قده) : أحمد بن محمد ثقة ، له كتب ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرضا (عليه السلام) ، وعدّه من أصحاب الجواد (عليه السلام)(70)، وقال العسقلاني : أحمد بن محمد شيخ الرافضة بقم له تصانيف وشهرة كان في حدود الثلاثمائة(71).
      الحسن بن علي بن فضال:  الحسن بن علي بن فضال عدّه الشيخ الطوسي في الرجال في أصحاب الرضا (عليه السلام)، قائلاً: مولى ...، كوفي ثقة، وعنونه في الفهرست قائلاً: التيملي ابن ربيعة بن بكر، مولى يتم الله بن ثعلبة، روى عن الرضا (عليه السلام)، وكان خصيصاً به ، وكان جليل القدر عظيم المنزلة، زاهداً ورعاً ثقة في الحديث وفي رواياته.... وكان فطحياً، وقد وثقه الشيخ في رجاله، ومدحه في الفهرست مدائح جليلة، وقد رجع عن فطحيته، وهو من أصحاب الإجماع(72)، وذكره السيد بحر العلوم في إرجوزته، وعده ابن النديم من علماء الشيعة ومحدثيهم وفقهائهم(73)، وكذلك ذكره  بن حجر (74). 
      الحسن بن الجهم :  الحسن بن الجهم بن بكير ثقة، روى عن أبي الحسن موسى والرضا (عليه السلام)، له كتاب يختلف الروايات فيه، وعده الشيخ في رجاله من أصحاب الكاظم (عليه السلام) قائلا: ثقة ، وعده في أصحاب الرضا (عليه السلام) بلفظ الحسن بن الجهم الرازي، والأصل الزراري(75).
     الحسن بن محبوب السرّاد:  الحسن بن محبوب ( الزراد)  بن وهب بن جعفر بن وهب البجلي الكوفي عدّه الشيخ وغيره في اصحاب الكاظم (عليه السلام) والرضا ثقة عين جليل يعدّ من الأركان الأربعة في عصره ، وهو من أصحاب الإجماع على قول. وهم الذين أُدعيّ الإجماع على تصحيح مايصح وان بعضهم بدله ابن فضال(76)، روى عن ستين رجلاً من أصحاب أبي عبد الله (عليه السلام) ، له كتب معتمدة رواها عنه أزيد من أربعين رجلاً منهم عشرون أو أزيد من الثقات الأجلاء، مات الحسن بن محبوب في آخر سنة 224هـ  وكان له 75سنة(77) . 
     معاوية بن وهب : معاوية بن وهب البجلي، أبو الحسن، عربي، صميم، ثقة، حسن الطريقة، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن (عليهما السلام) له كتب . له كتب منها كتاب فضائل الحجّر رواه عنه ابن أبي عمير(78) . 
السند الثالث: قال : وقال أبو العباس بن سعيد ، وحدثني يعقوب بن يونس بن زياد الضرير قال : حدثنا الفيض بن الفضل،عن أبي مريم عبد الغفار بن القاسم، عن عبد الله بن عطا عن أبي جعفر (عليه السلام) مقال أبو العباس : وحدثني الحسين بن الحكم الخيبري(79) –الحبري- قال : حدثنا حسن بن حسين العرني، عن أبي مريم عن عبد الله بن عطا عن أبي جعفر(عليه السلام)،الدعاء(80).
       وذكر السيد ابن طاوس : روينا ذلك باسنادنا إلى جدي السعيد أبي جعفر الطوسي باسناده إلى أبي العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الحافظ، قال: حدثنا علي بن الحسن بن علي بن فضال، قال : حدثنا ثعلبة ابن ميمون، عن صالح بن الفيض، عن أبي مريم، عن عبد الله بن عطا، قال: حدثني أبو جعفر محمد بن علي الباقر، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه أمير المؤمنين صلوات الله عليه وعليهم أجمعين...... )(81) . 
      ذكر المحدث العلاَّمة محمد باقر المجلسي ( طيب الله ثراه)  سند آخر- لدعاء العشرات وروايته-  بعد نقله لدعاء العشرات حيث قال ، أقول : وجدت في أصل قديم من أصول أصحابنا هذا الدعاء بهذا السند :
السند الرابع : أخبرنا محمد بن محمد بن سعيد، عن جعفر بن محمد بن مروان الغزال، عن أبيه،عن إسماعيل بن إبراهيم التمار،عن محمد بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي،عن أبيه علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وساق الحديث والدعاء مثله )(82) . 
     ناهيك عن بقية الاسماء التي ذكرها السيد ابن طاوس وهم الاجلاء المعظمين(83)(قدس الله أسرارهم أجمعين)، وجزاهم الله تعالى خير الجزاء لحفظهم الأدعية والأخبار وإيصالها للأجيال التي ورثت منهم هذا التراث العظيم، وهنيئاً لمن واظب على قراءته في الصباح والمساء سيما بعد العصر من نهار يوم الجمعة.
       وفي الختام  ننبه القارئ الكريم إلى أهمية مطالعة المطالب التي ذكرها الإمام علي بن ابي طالب (عليه السلام) في المعاهدة التي عهدها لولده الحسين (عليه السلام) ، ونقلها إلى الائمة (عليهم السلام) ، وتناقلها أصحاب الائمة وتلامذتهم وحملة علومهم وقد وصلت إلينا بهذه الطريقة الاعجازية حيث قام بنشرها الإمام أبو جعفر الباقر (عليه السلام) بعد أنّ مرت بعصر منع تدوين الحديث، وكذلك الحال الأدعية الصادرة عنهم (عليهم السلام)، ولذا يوجد في متن دعاء العشرات مضامين عقدية، ومعارف حكمية وهي خلاصة الدين الذي جاء به النبي الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، وصاغها وصيه ووزيره بالحق يعسوب الدين الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام)، ونشره الائمة (عليهم السلام) من بعده، وقد واظب عليه كبار علماء الإسلام والمحدثين، وتناقله حواريي ورواة الأخبار عن العترة الهادية (عليهم السلام)، وقد عُرف هذا الدعاء من أدعية السيدة الجليلة أُم كلثوم بنت الإمام زين العابدين بن الحسين بن مولانا امير المؤمنين ( صلوات الله الله عليهم اجمعين)، وهي جدة السيد رضي الدين بن طاوس من أُمه، وقد تزوجها جده السيد داود بن الحسن(84).
المصادر والهوامش
ــــــــــــــــــــــــــــ
(*)ـ يمكن مراجعتها بتمامها وكمالها في كتاب مهج الدعوات ومنهج العبادات، للسيد ابن طاووس، ص146.
(1)ـ ورد هذا المتن بعدة طرق وعبارات مختلفة : (أن من بلغه ثواب على عمل فعمله التماس ذلك الثواب أوتيه وإن لم يكن الحديث كما بلغه). و ما رواه الكليني(طيب الله ثراه) عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله (عليه السلام) : (من سمع شيئاً من الثواب على شيء فصنعه كان له أجره وإن لم يكن على ما بلغه ). وعن محمد بن حمران قال سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول : (من بلغه ثواب من الله تعالى على عمل فعمل ذلك العمل التماس ذلك الثواب أوتيه وإن لم يكن الحديث كما بلغه) . وعن هاشم بن صفوان عن أبى عبد الله ( عليه السلام) قال : (من بلغه شئ من الثواب على شئ من الخير فعمله كان له أجر ذلك وإن كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يقله ). وعن هشام بن سالم عن أبى عبد الله ( عليه السلام) قال : ( من بلغه عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) شيءمن الثواب فعمله كان له أجر ذلك وإن كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يقله).  و عن محمد بن مروان عن أبى عبد الله ( عليه السلام ) قال: ( من بلغه عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) شئ من الثواب ففعل ذلك طلب قول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كان له ذلك الثواب وإن كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يقله)،وعن الشهيد الثاني (قده) في شرح الدارية : ( من بلغه عن الله تعالى فضيلة فأخذها وعمل بما فيها إيماناً بالله ورجاء ثوابه أعطاه الله تعالى ذلك وإن لم يكن كذلك) ( ومنها ) ما عن عدة الداعي قال روى الصدوق (طيب الله ثراه) عن محمد بن يعقوب بطرقه إلى الأئمة ( عليهم السلام ) : ( أن من بلغه شئ من الخير فعمل به كان له من الثواب ما بلغه وإن لم يكن الأمر كما فعل) ( وعن ) الكتاب المذكور أيضاً قال : وروى أيضا بإسناده عن صفوان عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) : ( أن من بلغه شيء من الخير فعمل به كان له أجر ذلك وإن كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يقله )، ( ومنها ) ما عن السيد السعيد ابن طاوس في كتاب الإقبال عن الصادق ( عليه السلام) قال : ( من بلغه شئ من الخير فعمل به كان له ذلك وإن لم يكن الأمر كما بلغه)  .
(2)ـ رَجَاْءُ المَطْلُوبِيَّة : مُصطلح فقهي يَخُصُّ نية الإنسان المُقْدِم على فعل أو ترك لإحتمال كونه موافقاً لواحد من الأحكام الخمسة و هي:  ( الوجوب،  الحرمة،  الاستحباب،  الكراهة،  الاباحة ) مع عدم الوثوق التام بصدوره عن الشارع المقدس، حيث لم يثبت ذلك بالأدلة القطعية، لكن لم يثبت ضده أيضاً، فيبقى إحتمال صدوره غير منتف، فيكون الاحتياط وارداً.
ومثاله : أن يأتي الإنسان بعمل عباديٍ ما رجاء مشروعيته و مطلوبيته من المولى (وجوباً أو استحباباً)،  فإن تبين له بعد ذلك أنه مطلوب فقد أصاب، وإن تبين أنه غير مطلوب فلا يؤثم؛ لأنه لم يأتِ به بنية التشريع العمدي، أو بنية المخالفة. هذا و قد يُعبَّر عن هذا المصطلح أيضاً بتعابير أخرى كأن يقال : ( رجاءً أو بقصد الرجاء).
(3)ـ ابن طاوس؛ مهج الدعوات ومنهج العبادات: ص145.
(4)ـ الكليني؛ الكافي: ج1، ص171، ح1، طبعة دار الحديث .
(5)ـ القمي؛ مفاتيح الجنان:  ص 83.
(6)ـ لابد من التنويه للقارئ الكريم أنه قد وقع الاختيار في شرح دعاء العشرات على نسخة خطية لمصباح المتهجد بنسخ محمد بن العلقمي وزير المعتصم بالله والموجود في مكتبة مجلس الشورى، وعليها حواشي بخط الشهيد الأول محمد بن مكي والشهيد الثاني، والمحدث محمد باقر المجلسي، رقم القفص 13547 بطول 22 ×12 العرض .
(7)ـ المجلسي؛ محمد باقر، بحار الأنوار: ج87/ ص 78.
(8)ـ المدح والثناء الوارد في كلمات السيد ابن طاووس لنفسه انما هو بهدف تشجيع الناس وترغيبهم على التقوى والطاعة لله من جهة، ومن جهة أنّه من باب  وَاَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ[سورة الضحى/ الآية: 11].
(9)ـ ابن طاوس؛ جمال الأسبوع، ص 279.
(10)ـ أنظر: الاستبصار:ج4، ص 329، ورّبما يمكن أن يقال بواسطة واحدة لا التعدد حيث أن سنة وفاة ابن عقدة 332هـ وكان تلميذه أحمد بن محمد الأهوازي بعمر مابين 15 إلى 17 سنة وتوفي سنة 405هـ  فيكون عمره مايقارب 88 سنة يكفي في تحقق الواسطة الواحدة بين ابن عقدة وشيخ الطائفة ، ويمكن أن يكون أكثر من واسطة والله عالم .
(11)ـ الحلي؛ النهاية ونكتها؛ المحقق الحلي ج1/ 59 .
(12)ـ النجاشي؛ رجال النجاشي؛ ص403ـ [1068] .
(13)ـ الطهراني؛ آغا بزرك، طبقات اعلام الشيعة: ج2.
(14)ـ هدية العارفين: ج1- باب الالف ، ص 32. 
(15)ـ السمعاني؛ الانساب: ج4،ص 214 .
(16)ـ الذهبي؛ تاريخ الإسلام: ج25، ص 67
(17)ـ الصعلوكي الشافعي؛ الوافي بالوفيات: ج3،ص17. 
(18)ـ ابن شاهين ؛ فضائل فاطمة: 26.
(19)ـ طبقات القراء: ج1،ص 116
(20)-ابن كثير؛ البداية والنهاية: ج11، ص 236.
(21)ـ مصدر سابق.  
(22)ـ وقريب منه ما ورد في تاريخ بغداد: ج 5 ، ص 220 ؛ سير أعلام النبلاء ، ج 15 ، ص 346 ؛ الأنساب للسمعاني ، ج 4 ، ص 215.
(23)- العسقلاني؛  لسان الميزان: ج1 ، ص 263.
(24)ـ رجال النجاشي: ص 68
(25)ـ رجال ابن الداود: ص 210
(26)ـ رجال النجاشي : 94 ، رجال الطوسي : 441 ، الفهرست : 28 ، رجال العلاَّمة : 203 .
(27)ـ رسائل الشهيد الثاني: ج2، ص 1074. 
(28)ـ الطوسي، الاستبصار: ج4، هامش ص329. تحقيق وتعليق : السيد حسن الموسوي الخرسان الناشر : دار الكتب الإسلامية – طهران - نهض بمشروعه : الشيخ علي الآخوندي / تمتاز هذه الطبعة عما سبقها بعناية تامة في التصحيح : الشيخ محمد الآخوندي 1390هـ . 
(29)ـ الخوئي؛ معجم رجال الحديث:ج3، ص64، 65. 
(30)ـ النعماني، الغيبة : ص25. 
(31)ـ الداماد؛ الرواشح السماوية:  ص 179. تحقيق : غلام حسين قيصريها ، نعمة الله الجليلي الطبعة : الأولى سنة الطبع : 1422-1380ش المطبعة : دار الحديث . الناشر : دار الحديث للطباعة والنشر – قم - ايران .
(32)ـ رجال النجاشي: ص 257.
(33)ـ كان الفطح ـ في البداية ـ يُقال على طائفة كبيرة ، ومنهم ( بنو فضال)، إلاَّ أنَّه صار يقال عليهم خاصّة؛ لكونهم آخر مَن بقي على الفطحيّة .
قالت الفطحيّة بإمامة عبد الله بن الإمام جعفر الصادق ( عليه السلام) ، وقد سمّوا بذلك ؛ لأنَّ عبد الله كان أفطح الرّجلين ، وقيل : إنّه كان أفطح الرأس ، أي عريضه . وقيل : إنّه كان لهم رئيس يقال له : عبد الله بن أفطح . وقيل : فطيح . وهو الذي دعاهم إلى الفطحيّة ، وكان مِن أهل الكوفة .كما أنَّ اعتقادهم بإمامة عبد الله لم يكن عن نصّ فيه ، وإنَّما عمَّا رووه مِن أنّ الإمامة لا تكون إلاَّ في الولد الأكبر .وقد ردَّ علماؤنا على دعواهم ردوداً شافية ، منها :ـ إنَّ في سنَّة النّصوص التي دلّت على أنَّ الإمامة تكون في الأكبر ، في سندها نظر.ـ هذه النّصوص لم تذكر إلاَّ مقيّدة بعدم العاهة . وقد كان عبد الله ذا عاهات ؛ فمِن المتواتر أنَّه كان مِن المرجئة ، ومخالطاً للحشوية ، وقد سئل عن مسائل في الحلال والحرام ما أجاب عنها بشي ، وقد صدر منه ما ينافي الإمامة .بعدما ادَّعى عبد الله الإمامة صارت إليه جماعة كثيرة ، إلاّ أنّه رجع أكثرهم عن القول بإمامته : فمنهم مَن رجع في حياته حينما سئل عن مسائل ولم يُجب ، ومنهم مَن رجع بعد وفاته وهم الأكثر ، ومنهم مَن بقي على القول بإمامته ، ثمَّ إمامة الكاظم ( عليه السلام) بعده  . راجع :  ـ التفريشي ، السيد مصطفى : نقد الرجال .الحُرُّ العاملي : الاثنا عشرية ، ص20 .الصراط المستقيم للنباطي العاملي ، ج2 ، ص274 .
(34)ـ  القمي؛ الكنى والألقاب :ج 1 ، ص 372 . المامقاني ؛ تنقيح المقال : ج2 ، ص 278 - 279  .
(35)ـ النعماني؛ كتاب الغيبة: ص 239.
(36)ـ بحر العلوم؛ الفوائد الرجالية: ج2،ص251
(37)ـ الانصاري؛ مرتضى المكاسب ـ كتاب البيع ـ : 212.
(38)ـ الخوئي؛ تنقيح في شرح العروة الوثقى: ج1 ، ص 149. كتاب الصلاة  ـ الطبعة : الثالثةـ سنة الطبع : ذي الحجة 1410ـ المطبعة : صدر – قم ـ الناشر : دار الهادي للمطبوعات – قم ـ تقريراً لبحث آية الله العظمى السيد أبو القاسم الموسوي الخوئي (وفاة 1411) / توزيع : دار الأنصاريان. 
(39)ـ الخوئي؛ معجم رجال الحديث: ج1، ص68.  الطبعة : الخامسةـ سنة الطبع : 1413 - 1992 م.
(40)ـ الخوئي؛ معجم رجال الحديث: ج4، ص 316. 
(41)ـ رجال الكشي 412 ، ورجال النجاشي : 91 ، ورجال الطوسي : 161 ، 345.
(42)ـ الخوئي؛ معجم رجال الحديث: ج4 ، ص 317.
(43)ـ ورد التوثيق لمحمد بن الفيض الإبن ، وقد وصفه الذهبي بالصدوق، ولم  يرى فيه جرحاً . وهو من الطبقة السابعة عشر. أنظر سير أعلام النبلاء.  
(44)ـ البغدادي؛ تاريخ بغداد :ج3 ،ص 266.
(45)ـ السمعاني؛ الانساب: ج1،ص285. 
(46)ـ ابو طاووس؛ جمال الاسبوع: ص 456.
(47)ـ النجاشي؛ رجال النجاشي فهرست اسماء مصنفي الشيعة : ص 246. 
(48)ـ الحلي؛ خلاصة الأقوال: ص 209.
(49)ـ العسقلاني؛ لسان الميزان: ج 4 ، ص 43. 
(50)ـ الذهبي؛ ميزان الاعتدال، وفتح الباري في شرح البخاري للعسقلاني، و محاضرات في الاعتقادات للسيد الميلاني: ج1  ص102.
(51)ـ النجاشي؛ ص 228، رقم الترجمة [601]. 
(52)ـ الطوسي؛ الفهرست: ص171، رقم الترجمة[452].
(53)ـ الخوئي؛ معجم رجال الحديث: ج11، ص 273.
(54)ـ مصدر سابق؛ ج11، ص 274.
(55)ـ الصفار؛ بصائر الدرجات: الجزء 4، نادر من باب أنّ الائمة عندهم الكتب التي فيها أسماء الملوك 170.
(56)ـ  مصدر سابق، ص 252.
(57)ـ الحر العاملي؛ وسائل الشيعة: ج 20 ، ص 241 .
(58)ـ الذهبي؛ ميزان الأعتدال: ج 2 ، 461 رقم 4451 .
(59)ـ المزي؛ تهذيب الكمال في اسماء الرجال: ج15، ص 311- 312-313 .
(60)ـ ترتيب علل الترمذي الكبير : الورقة 76. 
(61)ـ ابن شاهين؛ الثقات: ( الترجمة 622،664) . 
(62)ـ سؤالات البرقاني الترجمة:( 246) .
(63)ـ تهذيب الكمال: ج15،ص 313 في الهامش . 
64))ـ رجال النجاشي، ص 133- ص135  الطبعة : المصطفوية، وفي طبعة الهند ص126- ص 127، وفي طبعة بيروت1/401، 404 برقم 465، وفي طبعة جماعة المدرسسين :177، 178 برقم 467.
(65)ـ ابن طاووس، الاقبال بالاعمال الحسنة فيما يعمل مرة في السنة: ج2، ص 202.
(66)ـ رجال النجاشي ، ج1، ص 216. 
(67)ـ أي : انه كان يستقبل الحاكم إذا وفد بلدة قم لوجاهته ومنزلته الكبيرة.
(68)ـ القهباني، الشيخ علي ،ج1 ، ص 165- دار احياء التراث العربي- الحاوي لذكر المترجمين في الاصول الخمسة الرجالية، بنصوصها على ترتيب الحروف 1- النجاشي .2- الكشي.3- الطوسي رجاله وفهرسه. 4- رجال ابن الغضائري . ذكرت ترجمته في العديد من الكتب الرجالية جمعها صاحب تنقيح المقال، وذكرت في هامش ج8، ص 15 . 
(69)ـ الحلي؛ الخلاصة :ج 13/2. 
(70)ـ الخوئي؛ معجم رجال الحديث: ج3،ص 85. 
(71)ـ العسقلاني ؛ لسان الميزان:  ج1، ص 807.
(72)ـ التستري؛ قاموس الرجال، ج3، ص 316، ص 317، ص 318. 
(73)ـ ابن النديم؛ الفهرست ، ص326. 
(74)ـ العسقلاني؛  لسان الميزان ج2، ص225- رقم 976. 
(75)ـ النجاشي : 40 ، ورجال الطوسي : 347 ، 373 ، المجلسي، رجال المجلسي ص185 .  قاموس الرجال ، التستري، ج3، ص204[1859] ابن اعين . وتنقيح المقال:ج 1 : 171 .معجم رجال الحديث ج4،ص294، ج5،215،ج22،ص172. 
(76)ـ رجال الكشي، ص 556. 
(77)ـ رجال الكشي : 556 ، والفهرست للشيخ الطوسي : 46 ، ورجال الطوسي : 347 ، 372 ،ومعجم رجال الحديث:ج 5 ، ص 90 .النمازي الشيخ علي، مستدركات على الرجال والحديث ج3، ص30، التستري، قاموس الرجال ج3، ص 347. شرح مشيخة الفقيه : 49 .
(78)ـ رجال النجاشي، 412/1097، شرح مشيخة الفقيه : 31 – نقد الرجال: ج4، ص 391-  قاموس الرجال: ج10 ، ص 142.
)79)ـ هو المحدث الكبير الحسين بن الحكم الحبري الكوفي الحافظ المتوفى 286هـ ، من أعلام القرن الثالث الهجري، صاحب التفسير المشهور بالحبري مؤلف كتاب ( مانزل من القران في اهل البيت (عليهم السلام) وهو منهل من مناهل المفسرين بالمأثور والمصنفين في أسباب النزول، وقد حققه السيد محمد رضا الجلالي الحسيني- طبعة  مؤسسة آل البيت (عليهم السلام) لاحياء التراث، كما انا لا نعلم عنه شيئاً سوى ماذكره ابن شهر آشوب، وقد ورد اسمه في الكثير في الأسانيد الناقلة لأخبار فضائل اهل البيت (عليهم السلام) سيما الآيات التي نزلت في حق علي بن ابي طالب (عليه السلام) .
(80)ـ ابن طاوس جمال الاسبوع 280
(81)ـ مصدر سابق 279 .
(82)ـ بحار الأنوار: ج 87، ص78 .
(83)ـ ذكر السيد ابن طاووس : اخبرنا جماعة  باسنادهم الى سعد بن عبد الله من كتاب : فضل الدعاء المتفق على ثقته وفضله وعدالته... الى ان قال :  قد ذكرنا  بعض اسمائهم  في الجزء الاول  من المهمات بطرقهم المرضيات الى المشايخ المعظمين محمد بن محمد ابن النعمان والحسين بن عبد الله، وجعفر بن قولويه، وابي جعفر الطوسي... وغيرهم باسنادهم جميعاً الى سعد بن عبد الله من كتاب فضل الدعاء المتفق على وثاقته وفضله وعدالته، (ولهذه الجهة يكون هذا الدعاء من الأدعية المعتبرة).
(84)ـ كما ذكر السيد ذلك في مهج الدعوات في ذكر ما أختاره من الأدعية والأذكار لجدته حيث قال : (ذكر ما نختاره من دعوات مولاتنا ووالدتنا من جهة أمنا أم كلثوم بنت زين العابدين بن الحسين بن مولانا أمير المؤمنين (صلوات الله عليهم أجمعين) تزوجها جدنا داود بن الحسن بن الحسن ( عليه السلام) فولدت منه جدنا سليمان بن داود بن الحسن وأعلم أن هذا دعا عظيم من أسرار الدعوات ووجدت به ست روايات مختلفات ذكرنا منها روايتين واحدة في أدعية الغروب وواحدة في تعقيب الصبح من كتاب عمل اليوم والليلة من المهمات ورواية في تعقيب العصر من يوم الجمعة في الجزء الرابع من المهمات ورواية في آخر كتاب إغاثة الداعي وإعانة الساعي ونذكر في هذا الكتاب الخامسة والسادسة استظهارا لهذا الدعاء العظيم عند العارفين به من ذوي الألباب) مهج الدعوات ومنهج العبادات:  ص 184.
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=138693
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2019 / 10 / 18
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28