• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : عيد بأي حال جئت يا عيد *** أبما مضى أم لأمر فيك تجديد .
                          • الكاتب : شهد الدباغ .

عيد بأي حال جئت يا عيد *** أبما مضى أم لأمر فيك تجديد

 
أم الأحبة فالبيدأ دونهــــم *** فليت دونك بيدا دونها بيد
الخوف والقلق والرعب محنة الانسان، وأزمته الكبرى والأمن والسلام من المخاطر ووسائل الرعب والارهاب التي تهدد أمن الانسان على المستويات الفردية والاجتماعية هي من أهم غايات الانسان وحقوقه في الحياة.. خلق الانسان ليعيش في أمن وسلام على هذه الأرض، وذلك حقّه الأوّل في الحياة، وحينما يصبح هذا الحق مهدداً بالزوال،وشبح الخوف والرعب والارهاب والقلق يطارده، تفقد الحياة قيمتها ومعناها في نفسه، وتتحول إلى شقاء وعذاب، وعائق يقف في طريق نمو الحياة السوي, وشر الظلم والفساد هو القتل، وانعدام الأمن... 
هذه حقيقة يشعر بها كل انسان، فهو عند ما يفقد الأمن يفقد معنى الحياة. وما أروع كلمة الإمام علي (ع) وهو يقرن قيمة الحياة بالأمن، ويوضح أن لا حياة مع الخوف والرعب.. تلك الحقيقة النفسية والحياتية الخطيرة التي لخصها بقوله (ع): (لا حياة لخائف).
وحين تحدّث الرسول (ص) عن أمن المجتمع قال: (كل المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه). وتثبت الشريعة الإسلامية هذا الحق لكل مواطن من أهل الكتاب، يعيش في بلد المسلمين ما زال يتعامل بسلام وموادعة، ويحترم عقيدة المسلمين ومصالحهم، ويعتبر نفسه جزءاً من المجتمع، لذا نجد الرسول (ص) لا يحرم الاعتداء عليهم وإقلاق أمنهم فحسب، بل ويحرم إيذاء أحد منهم، جاء ذلك في بيانه الخالد: (مَن آذى ذمياً فقد آذاني). وفي موارد أخرى يدعو القرآن إلى الحوار والتفاهم مع أهل الكتاب (اليهود والنصارى) ويوضح وحدة العقيدة والأصول المشتركة في الكتب الإلهية جميعها. قال تعالى : 
(قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلاّ الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتّخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمــــــــــــون)(آل عمران/64). (ولا تجادلوا أهل الكتاب إلاّ بالتي هي أحسن إلاّ الذين ظلموا منهم وقولوا آمنّا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون)(العنكبوت/46).
 ثمّ ينتقل القرآن في خطابه إلى المسلمين بفتح الأفق النفسي تجاه غير المسلمين لئلاّ يسلك البعض منهم السلوك المنفِّر، ويقف خلف الحواجز النفسيـــــــــة فلا يتقدّم في الحوار والمخاطبة تجاه الآخرين.. 
فالقرآن يشجع المسلمين، ويحثّهم على التفاهم مع أهل الكتاب بالتي هي أحسن ويوضح المشتركات التي ينطلق منها الحوار والخطاب، كما يكشف عن إمكان تقبل الدعوة لدى الطرف الآخر وعدم اليأس منه.
فاليوم تسيطرحسرة الغربة والاشتياق إلى طقوس العيد على قلوب العراقيين مع حلول العيد وهم في انتظار حل الازمة السياسية وتشكيل الحكومة وتوفر الأمن واستقرار والسلام في الوطن الحبيب.
منذ سنوات عجاف وشلال الدم العراقي النازف يتدفق دون وخزه ضمير او شرف او إحساس يدفع من يوقفه او يدخل لنشر روح التسامح والمحبة بين مكوناته!! بل نجد بالضد من ذلك من يعمل على تأجيج العنف وتمزيق النسيج العراقي الواحد ويطرب لدوي الانفجارات وينشرح لتطاير اشلاء الضحايا!!! ولم يستهدف الإرهابيون فئة معينة بدون فئة آخرة كما هو الحال في جميع عملياتهم السابقة فقد استهدفت جميع مكونات الشعب العراقي ,واختلاط الدم العربي بالكردي و المسلم بالمسيحي والصابئي . وكان العراقي هو العدو الأوحد لهم فليس هنالك استثناء فيقتل الطفل كما تقتل النساء فالطريقة القذرة التي يتبعها الإرهاب في تفجيراتهم هواستهداف اكبر عدد من المواطنين في تجمعات سكانية والأسواق وأي تجمع يحصد اكبر عدد من أرواح العراقيين، فما هذا الفكر المتطرف لهولاء وما هذا الرب الذي يعبدون ؟؟!!....
 فلا ندري هل أصبحت دماء العراقيين وسيلة ضغط سياسية من اجل الوصول البعض إلى مأرب خفية وبطرق ملتوية للوصول إلى عرش الرئاسة وهل يستحق هذا الكرسي كل هذه الدماء التي سالت , فهل دماء العراقيين رخيصة إلى هذه الدرجة وهل هيه الوسيلة الجديدة التي يستخدمها البعض من الضغط على تغير مسار الديمقراطية وتحويل العراق إلى بلد صراع قومي كل فئة فيه ترى أحقيتها في الرئاسة .!!!.((( وكل ساع صاحبنه زعلان و فدوه رضوه)))!!!!!!!!!!
(((( يمته يا موطــني تلملم اجراحك و نفرح وتفرح الاطفال بيوم العيد الحقيقي والضحكه تمسح الدمعه و يصبح يوم عيدك , اسعد الايام , كافي قهر وهموم مو شيب قلبنه)))).
فأن أنعدام الأمن الأجتماعي بما يمثله من فتنة طائفية بغضاء بين مكونات الشعب العراقي وأنهيار للمنظومة القيمية وأنتشار للفساد وروح اللامبالات والأنحراف الأجتماعي واستشراء الفساد وانتشار للفكر المتشدد والديكتاتورية السياسية وزيادة مطردة في جرائم السرقات والقتل والعنف والأرهاب والأختطاف وتدهور مختلف مناحي الحياة,يشكل أكبر المعوقات لأحلال الأمن الشامل.
وأن أحلال الأمن الأجتماعي يشكل نقطة البدء والأنطلاق لتأسيس أنسانية الفرد العراقي , على خلفية الأشباع المتواصل للحاجات الأنسانية المختلفة.
أن الأتجاهات العامة للوضع في البلاد تؤكد أن مطلب الأمن هو الهاجس اليومي للمواطن , وأن نضال الانسان  العراقي لايزال محصورا في قاعدة الحاجات أوالدوافع الفسيولوجية,وهي لازمة لبقاء الأنسان وأستمراره(من أكل وشرب وجنس وراحة وتجنب للألم وغيرها) ترتبط وثيقا بالأمن , الا أن أشباعها في ظل ظروف شاذه يكون كيف ما أتفق ولأغراض البقاء فقط . وأن تمحور ومراوحة نضال الناس عند حدود الأمن , أي أن ما يأتي بعد الأمن وهو أنساني صرف لايزال لم يأخذ مداه كما ينبغي , ولأن كل مايأتي من حاجات بعد الأمن يستند الى الأمن اولا وأخيرا.
وفي ظل هذا الاعتراك السياسي فان العراق سوف يستمر برفد انهار الدماء العراقية ، وان أي تغيب لفئة معينة في الحكومة القادمة تعني تغيب أصوات الملايين التي اختار هذه القائمة ويجب الرجوع إلى الطاولة المستديرة و المستطيلة من اجل تحقيق الشراكة الوطنية وبخلافه فليس هنالك أي متضرر في فشل العملية السياسية سوى المواطن العراقي البسيط الذي يجلس على الأرصفة من اجل كسب رغيف العيش . 
 

كافة التعليقات (عدد : 3)


• (1) - كتب : سارا من : العراق ، بعنوان : عار عليكم..... عار عليكم .... عار عليكم في 2010/11/19 .

ايتها الاخت الاعلامية المتألقة و الواعية - لقد أوضحت سماحة الإسلام في نشر المحبة والتسامح وكما قال المسيح عليه السلام ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بالحب والسلام والأمن ولكن من أين يأتي هذا الأمن في عالم لايعرف سوى لغة الرصاص في عالم أصبح فيه البقاء للأقوى بعد أن انتشرت شريعة الغاب أن ما يحدث لنا هو لتقاعس العلماء عن نشر مبادء الدين السمحه وكذلك بسبب الهجمة الاستعمارية الشرسة بقيادة أمريكا والصهاينة على العالم الاسلامي هذه الهجمة تحاول اقتلاع مبادئ الدين بنشر المفاسد والترويج للحرية الجنسية وكذلك الخناق الاقتصادي وازامته الشديد ة بالاضافة عدم وجود المثل والقدوة والقومية التي تراجعت فأصبح كل بلد يهتم بمصالحه وفقط كل هذه الاسباب جعل الشباب لايميز بين الخبيث والطيلب فأصبح فربسة سهلة لبعض الجماعات التي ليس لها مرجعية سوي رفض الاخر والعنف وهذا إما لمصالح خاصة تتفق مع جهات أجنبية الكل يعرفها وإما عن جهل وحاولة البحث عن دور على حساب دماء الأبرياء ...
الظلم دفع طفلة فلسطينية الى الصراخ والبكاء في يوم عيد كهذا فقالت
يأتي العيد تلو العيد ويسقط الشهيد تلو الشهيد
وأبي قابع خلف زنزانة حقيرة لا تصلح إلا للعبيد
إليكم يا من تقبلون أبنائكم كل صباح أريد أبي
عار ..... عار عليكم عار عليكم وأبي قابع خلف الحديد
اضم صوتي الى واقول لكل الامرأء والملوك والقادة العرب
عار عليكم..... عار عليكم .... عار عليكم



• (2) - كتب : علي حسين النجفي من : العراق ، بعنوان : تصحيـــــح في 2010/11/19 .

عنوان المقال الذي اختارته الكاتبة الفاضلة هو بيتان من شعر ابي الطيب المتنبي في هجاء كافور الاخشيدي وحيث ان الضرورة تقتضي نقل النصوص الشعرية بدقة حفاظا على الاوزان والمعاني فارجو الانتباه الى ان اصل البيتين كالاتي:
عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ.......بمَا مَضَى أمْ بأمْرٍ فيكَ تجْديدُ
أمّا الأحِبّةُ فالبَيْداءُ دونَهُمُ......... فَلَيتَ دونَكَ بِيداً دونَهَا بِيدُ
مع التقدير للكاتبة .



• (3) - كتب : ماهر البصري من : العراق ، بعنوان : شكرا على المقال في 2010/11/19 .

شكرا للكاتبة على المقال



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=1389
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2010 / 11 / 19
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29