• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : مسيرة عشق الرسول الأعظم .
                          • الكاتب : عائشة بحّان .

مسيرة عشق الرسول الأعظم

كان المساء أردت السير إلى مرقد الإمام علي عليه السلام كالعادة ، خرجت من البيت متوجهة إلى شارع الرسول يوم 6 نونبر 2018 أتفاجأ أن هناك طناجير كبيرة تحتها حطب موقد ورجال وشباب منهمكين بالطبخ ، البعض يغطي الطناجير ويضع فوقها الجمر والبعض يحرك لم أعرف ماهي الطبخة لكن أظن أنها نفسها ما دام تحرك بنفس الطريقة وأنا أمر بزقاق آخر أجد نفس المشهد والطناجير موضوعة بتناسق ونفس المسافة الواحدة تلوى الأخرى ، أصل الشارع الرئيسي أجد نفس الشئ تساءلت ، ألم تنتهي زيارة الأربعينية وانتهى خدام الحسين من اطعام الزوار فما هذا الطبخ ولمن ، من طبيعتي أسال بعفوية ولكن الأمر هنا يختلف أنا لست بأوربا إنه النجف ، يعتبر عيب مني أن أسال الرجال هي من الأمور الغير محبوبة لهم ، المرأة بالنجف حريتها وتصرفها محدود ومن عادتي أحترم عادات أي مكان أذهب له فلم أسال .

فهمت أنهم يطبخون لزوار النجف ، لم تمضي أيام على خدمتكم واطعامكم للزوار الآتين من العراق وخارج العراق في الأربعينية والآن بكل محبة تطبخون لاستقبال زوار النجف ، أراه عمل متواصل خدمة متواصلة لا يتوقفون عن الخدمة ، وصلت مقام الإمام علي عليه السلام لأناجي خالقي و أشكره أنه أخيرا أنا هنا بين رب العالمين قرب مقام أفضل الطاهرين ، عدت للبيت جلست أفكر ماهي المناسبة أكيد هناك شي قد يحصل غذا ، سألت صديقتي بالوات ساب تسكن في بغداد فكان الجواب إنه العزاء ، عزاء وفاة الرسول صلى الله عليه وآله ، وستكون وفود قادمة من كل المحافظات هنا لتقديم العزاء للإمام علي عليه السلام ، قررت أن أشارك ومثل ما حضرت الأربعينية سأحضر العزاء وأكون من المعزيين غذا ، تمنيت لو حتى أنا أساهم في الطبخ لكن كلهم رجال ولا يمكنني فعل ذلك لكن سأمشي غذا في العزاء .

في الغذ 7 نونبر وأنا أخرج ظنا مني لن أجد أحدا بعد لأن الوقت مبكر أفاجأ بكثرت المعزيين والعديد من سيارات الأجرة أتت من كل المحافظات تحمل الزوار للعزاء ، حركة كثيرة بالأزقة والشارع الرئيسي مملوء وهناك خيم ، أظن الخيام نصبت ليلا بشارع الرسول ، الطريق طويل كلهم منهمكون في توزيع الشاي ويوجد كذلك البيسكويت للأطفال وفئة أخرى يحظرون الغذاء و الأكل لكل من حضر ، بإبتسامة يتسقبلون الكل لا يتوقفون عن الحركة ، هناك من يطبخ من يقدم الشاي كل له عمل يقوم به ، استمريت بالمشي وأنا أرى أمامي ثاني مسيرة بعد مسيرة المشي لكربلاء ، إنها مسيرة العزاء ، أمشي و اكتشف أمور أعيشها أول مرة بحياتي تدمع عيني كوني هنا أمام هذا المنظر العظيم ، كانت المسافة طويلة إلى أن وصلت تحت الجسر لأفاجأ أن المكان هنا أكثر زحمة بشكل كبير مواكب وكل يعرض شعارات للعزاء والكل يحمل لافتة عن انتمائه أو عن جامعته أو فرقته القتالية ضد داعش أو محافظته الكل أتى بشغف لا أحد تعب أو توقف رغم أننا وصلنا للازدحام لكن الكل مستمر بالمشي ليصل لمرقد الإمام علي عليه السلام ، كان البعض يتوقف للأكل في حافة الطريق وهناك من يمشي دون توقف كنت أراقب كل شي ، تمنيت لو كنت هنا بالعراق لأشارك بكل المناسبات بفرحها وحزنها ، مقالي الأول كان عن قنطرة الوصول للحسين الآن أنا في مسيرة عزاء الرسول فلربما مستقبلا أكون بينكم بشكل دائم ،

الحركة مستمرة والاستعراضات متنوعة من تحت الجسر وصولا الى حرم الإمام علي عليه السلام ، من يرى المنظر أول مرة اتحداه أن لا يبكي وهو يرى حب شيعة علي لرسولهم كل هذه الجموع أتت للعزاء ، أحسست كم أنا صغيرة أمامهم خجلت من نفسي ، فنحن في بلد لا نقدم العزاء بوفاة الرسول عندنا فقط عيد المولد و ليس هناك ذكرى الوفاة أصبحت أعلم أن هناك عزاء يقدم لأمير المؤمنين ، أنا الآن وصلت للحرم بعد ساعات من المشي الحركة كانت بطيئة بسبب الازدحام .

قدمت العزاء تأملت المنظر جموع غفيرة ،لقد حان موعد العود ، وجدت عدد سيارات الأجرة تكاثر وباصات صغيرة ملأت الأزقة تنتظر انتهاء الزوار من العزاء لإعادتهم لمحافظاتهم ، عند وصولي البيت بقيت صامتة استرجع كل ما رأيت والدمع بعيني صور النساء والأطفال والزوار والخدام أراها كشريط يمر أمامي ، الحمد لله أنني كنت معهم وقدمت العزاء .

هنيئا لكم سكان النجف أطعمتم بالأربعينية و تطعمون في العزاء بيوت مفتوحة للزوار هنيئا لكم بهذا الفضل أنكم قرب مرقد أمير المؤمنين .

و سألت لاحقا ماذا كانت الطبخة إنها القيمة النجفية للأسف نظامي الغذائي دقيق مما جعلني لم أطلب الأكل الذي يقدم لكل .




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=138916
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2019 / 10 / 27
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29