• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : مُعادَلَةُ .
                          • الكاتب : زعيم الخيرالله .

مُعادَلَةُ

المرجعيةُ الدينِيَّةُ لها قُوَتُها وحُضورُها بشَكلٍ عامٍ ، وعندَ العراقِيينَ بشكلٍ خاص ، وهذهِ مسألةٌ يَعرفُها القاصي والداني ، والعَدُّووالصديقُ . الميرزا السيد محمد حسن الشيرازي كان يقطن في سامراء حينما اصدر الفتوى الشهيرة ، التي عرفت بثورة التنباك ، عندما كانت تتحكمُ شركة بريطانية في السيطرة على التبغَ الايراني في كل ايران ، وتحتكر تجارتَهُ .. هذه الفتوى ادت الى تحرير الاقتصاد الايرانيِّ من احتكارات الشركات البريطانية ، جعلت خدمَ القصر وزوجةَ الشاهِ يَتَمردونَ عليه ، ويلتزمونَ بفتوى الميرزا الشيرازي بحرمة تدخين التبغ .
وكذلك الامر مع الامام الخمينيِّ الذي كان مَنفِيّاً في باريس ، ومن موقعه في شمال وسط فرنسا ، وعلى بُعدِ الاف الكيلومترات ، كان يرسلُ خطاباته الى الشعب ، وكان الايرانيون ينزلون الى الشوارع بصدورٍ عاريةٍ وصرخات "اللهُ أكبر" ، ليواجهوا اسلحةَ الشاه ، وماكنته القمعيّة .
وفي العراق ، كانت المرجعيةُ سفينةَ الانقاذِ ، حينما تعصف المحن والازمات بامواجها العاتية .
الرُّكنُ الاخرُ في هذهِ المعادلَةِ في المشهدِ العِراقيِّ هو : العشائرُ العراقيّةُ الابيّةُ التي قدمت التضحيات والشهداء دفاعاً عن الوطنِ واستقلال العراقِ وحريتهِ .
هذه المعادلةُ "المرجعية-العشائر" كانت سفينةَ الانقاذِ لكلِّ الازمات والتحديات التي واجهت العراقيين . ابّانَ الاحتلال الانكليزي للعراق عام 1914م ، وقفت العشائرُ العراقيةُ تقاتلُ البريطانيينَ تحتَ قيادةِ العلم الكبير السيد محمد سعيد الحبوبيّ . وفي ثورة العشرين كانت العشائر العراقية تحارب الانكليز تحت قيادة الشيخ محمد تقي الشيرازي .ووقفت مرجعية السيد الحكيم موقفاً حازماً من الاحتراب الداخلي ، وافتت بحرمة قتالِ الاكراد.
واستمرت هذه المعادلة معَ مَرجعيّةِ السيّد السيستاني ، عندما احاقت الأَزمةُ بالعراقيينَ ، وكادت بغدادُ ان تسقط ، اصدرَ السيد السيستانيُّ "حفظه الله " ، فتواه بوجوب الدفاع عن الوطن بوجه داعش التي احتلت ثلث الارض العراقيّة، وجوباً كفائياً . استجابت عشائرنا العراقيّة لفتوى المرجعية ، ودافعت عن الوطن ، وقدمت خيرة ابنائها قرباناً للوطن، وقدم الشيعةُ قرابينَ من الشهداء ، دفاعاً عن محافظاتهم السنيّة ، تحت قيادةِ المرجعيّة التي كانت خيمة يستظل بظلها جميعُ ابناءِ الوطن ، على اختلاف اديانهم ومذاهبهم وقومياتهم ودياناتهم.
في هذه التظاهراتِ التي اجتاحت العراق في الاول من اكتوبر، والتي كانت بداياتها بدايات مطلبيّة حقة، ورفعت مطالبَ قانونيّة ودستوريّة لايختلفُ عليها احد، ولكن دخلت فيها اطراف شريرة ، حرفت مسارَ التظاهرات عن اهدافها الحقيقية ، ودخلت اطراف اقليمية ودولية تغذي الاحقاد ، وتحرض ، وتنشر القتل والحرق والنهب والسلب.
بعد ان قالت المرجعية كلمتها في خطبتها الاخيرة ، استجابت عشائر الناصرية ، وانتفضت بوجه المخربين والمندسين وعزلتهم عن صفوف المتظاهرين ، ورفعت شعارات تندد بالجوكر الامريكي ، واشارت باصابع الاتهام الى دول الجوار التي تغذي الفتنة ، وتولت حماية حدود الناصرية .
عشائرُ الناصرية ، صوبت الوعيَ ، ووجهت البوصلةَ الوجهة الصحيحة ، واعادت المعادلة (المرجعيّة - العشائر) الى سابق عهدها ، والتي اراد الجوكر تفكيكها ، وعزل العشائر عن مرجعيتها . وانتفضت عشائرنا في سائر المحافظات ، واعادت المعادلة الى وضعها الصحيح . وفضحت خططَ الاعداءِ والاعيبهم.
مُعادلةُ " المرجعية-العشائر" هي المُعادَلَةُ القوية التي تحمي العراقَ في الازماتِ والخطوب والمحن . ولو كسرت هذه المعادلة -لاسامح الله- لغرق العراق في الفوضى والحرب الاهليّة . ولاتوجد معادلة اخرى ، تضبطُ الايقاعَ ، وتصححُ المسارَ ، وتقتلُ الفتنَ في مهدها غير هذه المعادلة . فحذارِ حذارِ من كسر هذه المعادلة ، التي يعملُ اعداءُ العراق -ليلَ نهار- على كسرها.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=139762
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2019 / 12 / 05
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28