• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الفيتو المزدوج!! .
                          • الكاتب : علي وحيد العبودي .

الفيتو المزدوج!!

للمرة الثانية وفي اقل من خمسة اشهر يتذوق العرب طعم الفيتو بنكهة مختلفة بعد ان اعتادوا لعقود طويلة على الفيتو ذات النكهة الامريكية الخالصة ليأتي هذه المرة  بنكهة روسية – صينية مزدوجة، بعد ان استخدمت تلك الدولتان للمرة الثانية حق النقض لعرقلة مشروع قرار لمجلس الأمن الدولى حول سوريا والذي حظي بدعم 13 دولة من الدول الاعضاء في مجلس الامن ، معتبرتان ان هذا القرار لا يمثل  الخيار الأفضل لتعزيز السلام فى هذه الدولة.
فحق الفيتو او حق النقض هي كلمة لاتينية تعني (لا اسمح) اي انها حق اجهاض وعدم تمرير اي قرار او تشريع يصدر عن مجلس الامن ويسمح للدول الخمس الدائمة العضوية فقط ان تتمتع بحق الاعتراض على اي قرار دون ابداء الاسباب التي دعت لاستخدام النقض.
ولعل هنالك اسباب كثيرة دعت روسيا والصين لا تخاذ هذا الموقف فالاول يريد ان يعيد للعالم الصورة القوية التي ظهر عليها الروس ايام الاتحاد السوفيتي المرعب ولم يكن على استعداد تام لخسارة سوريا التي تعتبر اهم حليف لها الان في الشرق الاوسط، اما الصين فبدت اكثر حزما وقوة على اعتبارها قوة اقتصادية كبرى لاتستطيع دول العالم التخلي عنها فكان موقفها مؤلماً حتى لدول اقتصادية مهمة كالمانيا وبريطانيا وفرنسا. 
ولو عدنا للحديث عن حق النقض فلن ننسى كيف قدم الفيتو الامريكي المساعدة والدعم السياسي لاسرائيل  بإفشال صدور الكثير من القرارات في مجلس الأمن والتي تلزم إسرائيل بضرورة وقف احتلال الأراضي الفلسطينية او تمرير أي قرار يدين على اقل تقدير الاعتداءات الإسرائيلية نتيجة استخدامها القوة المفرطة خصوصا في حرب لبنان عام 2006 او قصفها الهمجي على قطاع غـزة نهاية عام 2008 ، حيث بلغ عدد القرارات التي تنتقد إسرائيل في مجلس الأمن والتي أعاقتها الولايات المتحدة الأمريكية بحجة العمل على استقرار المنطقة وحفظ السلام العالمي اكثر من 40 قراراً.
كل ذلك أدى إلى الشك في مصداقية الأمم المتحدة بسبب الفيتو الأمريكي الذي لم يعطي الحق لاي بلد عربي مقابل استهتار وهمجية اسرائيل في حروبها مع العرب وهذا ما دعا الى ظهور اصوات طالبت ومنذ سنوات بتعديل نظام الامم المتحدة وتوسيع مجلس الامن ليشمل دولاً اخرى تكون دائمة العضوية كاليابان والمانيا والبرازيل.
ان مجلس الامن وُجد ليلعب دوراً كبيراً في حل النزاعات الدائرة بين الدول ووضع حد للكثير من الصراعات التي واجهت دول العالم، الا اننا نرى الانحياز الواضح في مواقف بعض الدول الكبرى ومساندتها اطراف معينة دون الوقوف بموقف الحياد كل هذا اثر بشكل كبير على نزاهة وموضوعية القرارات الاممية التي تصدر عن مجلس الامن.
 امريكا تقول انها مشمئزة من الفيتو الروسي الصيني!! اذن ماذا يقول العرب على الفيتو الامريكي الذي اشهر سيفه منذ نصف قرن بوجه الشعب الفلسطيني؟
وما بين هذا وذاك بقيت الشعوب العربية هي الخاسر الاكبر في هذه الصراعات اللامتناهية فقديماً وبالتحديد ايام (الفيتو الامريكي) كانت جميع الدول العربية تساند القرارات التي تندد باسرائيل واليوم ونحن امام (الفيتو الروسي) نجد العرب منقسمون حتى في تايدهم او رفضهم للقرار الذي يدين النظام في سوريا!!.
alikhassaf_2006@yahoo.com



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=13981
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 02 / 09
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18