• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : قضية رأي عام .
              • القسم الفرعي : قضية راي عام .
                    • الموضوع : مُقتَضَياتُ الفَهمِ العَمَلِي والواقعي لِحَرَاكِ المرجعيّةِ الدِّينيَّةِ العُليا الشريفةِ في قيادةِ الإصلاحِ والاحتجاجاتِ والتظاهراتِ الراهنةِ – مَنهجَاً وسُلُوكا . .
                          • الكاتب : مرتضى علي الحلي .

مُقتَضَياتُ الفَهمِ العَمَلِي والواقعي لِحَرَاكِ المرجعيّةِ الدِّينيَّةِ العُليا الشريفةِ في قيادةِ الإصلاحِ والاحتجاجاتِ والتظاهراتِ الراهنةِ – مَنهجَاً وسُلُوكا .

 


: نقاطٌ مُهمّةٌ جِدّاً - للأحبّة المُتظاهرين السِلمِيين – باركَ اللهُ سعيَهم وحفظَهم وسدّدهم :

:1: إنَّ رؤيّة المرجعيَة الشريفة تؤكّد على مشروعيَّة وحقّانيّة التظاهر السِلمِي الآمن و الواعي والحضاري في مواجهة الظلم والفساد الحكومي وتراكماته الفادحة ، وضرورة تحقيق الإصلاح المنشود سياسيّاً وإداريّاً وماليّاً واقتصاديّاً وغير ذلك من المطاليبِ القانونيّةِ الحقّةِ .

:2: في أغلب بياناتها النصيّة تحرصُ المرجعيّةُ الدّينيّةُ على تربية الشعب والُنخبَة وعامة الناس والمسؤولين على تحمّل المسؤوليّة الشخصيّة والاجتماعيّة والأخلاقيّة في التصدّي للفساد ومُعالجته بالطرق والوسائل السلميِّة التي كفلها الشرعُ والقانونُ والعقلاءُ كافةً ،بما يضمن حِفظَ النظام ومصلحة البلاد والعباد ومؤسسات الدولة والمُمتلكات العامة والخاصة والحُرمَاتِ .

وهذا الأمر له ارتباط وثيق وواقعي بين الأخذ بالقناعة الاختياريّة الصالحة والتي مَبدؤها التغييرُ النفسي والذاتي فِعلاً ومدى تأثير ذلك في التغيير الاجتماعي والتدبيري منهجاً وطريقا .

وهي ( المرجعيّة الشريفة):- تدركُ ضرورةَ مُراعاة سُنّة اللهِ تعالى بالتغيير وفاعليته الأكيدة المرتبطة بإصلاح الإنسان نفسَه ومُجتمعه - ولذا توجّه بذلك وفق ما قاله تعالى :(( إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ (11))) الرعد.
((ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (53))) الأنفال.

:3: لا ضمان للقضاء على الفساد والظلم وتطبيق الإصلاح والعدل في المجتمع ومؤسساته دولةً وحكومةً وإدارةً ونظاماً إلّا باعتماد الشعب على نفسه في تدبير ذلك والوثوق بإرادته وقدراته – وهذا يتطلّبُ النزوعَ إلى الوطنيّة الخالصة ولاءً وخياراً وموقفاً وقراراً وتصحيح القناعات.

:4: ممّا ينبغي إدراكه أنَّ الضغط الاحتجاجي ومواصلته واستمراره هو أمر مطلوب فعليّاً ، وبشرطه السِلمي الآمِن وتجنّب العنف والعنف المُضَاد ، وعدم إراقة الدماء، وذلك من أجل سد باب التحجّج أو الاستغلال على المُتربصين والمُندّسين والمُخرّبين ، بل وحتى على الماسكين بالسلطة.

:5: في خضمّ التظاهرات السِلميَّة منذ انطلاقتها الأولى – دائماً ما تُقدّمُ المرجعيّةُ الُعليا أفكاراً وخرائطَ طريقٍ عقلانيّة وحكيمة ودقيقة كمخارجَ وحلولٍ ومُعالجاتٍ واقعيّةٍ تَصبُّ في إمكانيّة تحقيق الإصلاح الضروري للقضاء على الفساد الحكومي والفشل في إدارة البلد .

– فعلى الأحبّة المُتظاهرين بمختلف مستوياتهم الثقافيّة والاجتماعيّة توظيف هذه الأفكار عمليّاً والالتزام بها والتثقيف عليها من أجل تحقيق الأهداف المَرجوّة .

:6: من المعلوم أنَّ التظاهرَ السِلمي حقٌّ غير مُلزِمٍ ووظيفةٌ كفائيّة يتصدّى لها العاقلون البالغون شرعاً من عامة الناس أو من طلبة المدارس الثانوية والمعاهد والجامعات بما يُحقّق الضغطَ الاحتجاجي على الحكومة ويُجبرها على تنفيذ المطاليب المشروعة والحقّة .

وهذا الأمر الضروري قد يأخذُ وقتاً طويلاً وقاسياً وجهداً مُضاعفاً من أجل الوصول إلى المطلوب – ممّا يتطلّب تقدير المصلحة الواقعيّة والموازنة الفعليّة للمُشاركة بوصفها حقّاً واستمرار التواجد في ساحات التظاهر وبين مواصلة الدوام في الدوائر والمدارس والجامعات .

فلا مانع بالنسبة للطلبة الأعزّة أو الموظفين من المشاركة في التظاهرات في بعض الوقت أو بعض الأيّام التي فيها تعطيل من أجل إدامة زخم الاحتجاجات وعدم تفويت المصلحة الشخصيّة في حال التعطيل عن الدوام وظيفيّاً أو دراسيّاً.

:7: إنَّ النظرَ الدقيق للمرجعيّة العُليا الشريفة يتمحور حول ضرورة تحقيق مصلحة الشعب العراقي وحقوقه المسلوبة من خلال هذه الاحتجاجات والتظاهرات الراهنة ، والتي عبّرت عنها بالمعركة الإصلاحية المصيريّة من أجل إنهاء الحقبة الطويلة من الفساد والفشل في إدارة البلد .

وهذا النظرُ الدقيق مشروطٌ بشرطه الأساس والوحيد وهو الالتزام بالسِلميّة ومواصلة الضغط واستمراره واستجابة المَعنيين مع مُراعاة تطبيق التوجيهات الشرعيّة والقانونيّة نصّاً التي تؤكّد عليها المرجعيّة الشريفة في كُلّ جمعة.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=140011
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2019 / 12 / 15
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20