• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : مُشكلَةُ فَكِّ الارتباطِ بينَ الخلقِ والخالِقِ .
                          • الكاتب : زعيم الخيرالله .

مُشكلَةُ فَكِّ الارتباطِ بينَ الخلقِ والخالِقِ

هل هناكَ مشكلاتٌ في عالَمنا ؟ أَم انَّ المٌشكلاتِ اوهامٌ نحنُ نَصنَعُها ، وَصورٌ ذِهنِيَّةٌ تخترعُها عقولُنا ، ولاوجودَ لها في الواقعِ الخارجيِّ؟ هَل هناك أمراضٌ أَم أَنَّ الامراضَ خَلَلٌ وَخٌروجٌ عن الاصلِ والوضعِ الطبيعي لاجسامِنا ، نحنُ نصنَعُهُ بانفسنا ؟ هَلْ هناكَ شُرورٌ أم أَنَّ الشُرورَ أعدامٌ لاوجودَ لها في الخارج ، كما يقولُ الفلاسفةُ؟ .
كُلُّ مانواجِهُهُ من مُشكِلاتٍ وَأَزَماتٍ نفسيّةٍ ، وامراضٍ ومِحَنٍ وحروبٍ ، ومشكلاتِ اسرة ، ونزاعاتٍ قَبَليّةٍ ترجعُ الى مشكلةٍ جوهريّةٍ ، هي فَكُّ الارتباطِ بينَ المخلوقِ وخالِقهِ .
هُناكَ اتجاهاتٌ وَفَلسفاتٌ تدعو الى فكِ الارتباط بين الانسان وخالقه ، وهناك نظرياتٌ عِلمِيّةٌ تَتَبَنى فَكِّ الارتباطِ بينَ عالمِ الخَلْقِ وخالِقِهِ .
نَطريةُ التطورِ الداروينيّةِ في تَفسيرِ نشأةِ الحياة ، تتحدث عن تطورٍ عشوائي ، غير مُنَظَّمٍ ، يستغرق ملايينَ السنين لينتج لنا حشرةً ، وملايين اخرى من التخبط العشوائي لينتج لنا سلحفاة ، دونَ انْ تكونَ هناك غايةٌ لهذا الخلق ، ولاخالق حكيم ينظم ويضبط ايقاعَ عملية الخلق . هذه نظريّةٌ تَفكُّ الارتباط بينَ عالم الخلقِ وخالقهِ . وكذلك هو حال " نظرية الانفجار العظيم " في تفسير نشأةِ الكون ، الكونُ نَشأَ بشكلٍ عَشوائي وفق ماتقررهُ نظرية الانفجار العظيم ، انفصلت اجزاءُ الكونِ بعضها عن بعض ، وبهذه العشوائيّة ، والفُوضى الكونية ، تشكلّ الكونُ .
نظرية التطور ، تقابلها نظرية الخلق ،وتقابلُها نظريةٌ اخرى تُعرفُ بنظرية " التصميم الذكي " هاتان النظريتان مرفوضتان ، لماذا ؟ لانهما تربطان عالَمَ الخلقِ بالخالق .
نظريةُ دارون تتحدثُ عن فُوضى في نشأَةِ الحياة ، ونظرية الانفجار العظيم تتحدث عن فُوضى في نشأةِ الكون . وَقَد نقلوا لنا هذه الفُوضى من مجال الحياة والكون والعلوم الطبيعيّة الى مجال المجتمع ، فاغرقوا مجتمعاتنا بفوضى سموها خَلاّقَة ، ولاادري كيف تخلقُ الفوضى نظاماً؟
لابد من اعادة تعريف الاشياء من جديد ؛ لان الجهلَ ليس معناهُ أن لاتعرفَ القراءة والكتابة ، وليسَ أن لا تعرف كيفَ تحل معادَلَةً رياضيّةً . الجهلُ ان لاتعرف الاشياءَ على حقيقتها ؛ فالعلم مثلاً حين يعرف الانسان بأنهُ مجموعة عناصر ( كالسيوم وبوتاسيوم وفوسفور ، وصوديوم ...) ، هل هذا هو الانسان ؟ هذا تعريف ظاهري للانسان . هذا جهل ؛ لانه جهلٌ بحقيقة الانسان . حقيقةُ الانسان هو روحُهُ الساريّة في بدنه ، والتي تعطي للبدنِ الحركة والحياة والنمو. حينما يُختَزلُ الانسانُ بظاهره ؛ فليس هذا هو التعريف الحقيقي للانسان . يقول الله تعالى :
(يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ). سورة الروم : الاية : 7.
المصباحُ على سبيلِ المثالِ جهازٌ ماديٌّ ، الذي يعطيهُ النورَ هو ربطه بالطاقة الكهربائيّة ، وبدون هذا الربط ، يبقى هذا الجهاز مظلماً . وكذلك كلُّ موجوداتِ هذا العالم الذي يعطيها النور والحركة هو ربطُها بالمصدر ، وبدون المصدر تفقد طاقتها وحيويتها وحياتها .
بعضُ الفلاسفةِ دَعَوا الى فَكِّ الارتباطِ بينَ الانسانِ وخالِقه . حين تحدثَ نيتشه عن " موتِ الاله " ، فكرة موتُ الاله تعني احلالَ الانسان محل الخالق ؛ ولذلك تحدثَ "نيتشه " عن " السوبر مان" . والفلسفة الوجودية الالحادية كفلسفة سارتر تحدثت عن الوجود الانساني بعيداً عن الارتباط بالخالق ، بل هي احلّت الانسان محلَّ خالقه .
الانسانُ الذي يفكُّ ارتباطَهُ بخالقهِ يعيشُ في دائرة الظلمة ؛ ولذلك يتجاوز حدوده ، ومن هنا قال فرعون : (فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَىٰ ).النازعات:الاية:24. وقال ايضاً مدعيّاً الالوهيّة : (وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحًا لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَىٰ إِلَٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ). سورة القصص : الاية : 38.
اكثر مشكلاتنا الاجتماعية ، علاقة ربُّ الاسرةِ باسرته ، وعلاقة رئيس العمل العمال ، ونراعاتنا العشائريّة ، وعلاقةِ الحاكم المستبد بالمحكوم ؛ سببها غياب البعد الروحي في حياتنا ، وطغيان البعد الماديّ في هذهِ العلاقات . اصل كلُّ مشكلاتنا فكُّ الارتباطِ بالله تعالى .... ولوعمقنا صلتنا وارتباطنا بالله تعالى لاختفت كل ازماتنا ومشكلاتنا وامراضنا الاجتماعية والنفسية




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=140336
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2019 / 12 / 27
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19