الغربة تجعلك تفتقد لحضن أمك وأختك ، ملزم تنتضر سنة لتلتقي أهلك و يحضنوك فتغمض عينيك لتحس بذلك الدفئ الذي تفتقده ، كم أحزن وأتألم وأنا وحيدة و ليس هناك من يعطيني ذلك الدفء ، صعب جدا إيجاد حضن دافئ كما أهلك في الغربة .
أول مرة بغربة دامت 15 سنة أشعر بحضن نابع من القلب يحملني إلى شعور لم أشعره من قبل هل لأنها عراقية وأنا لي ارتباط روحاني بالعراق ، هل لأني كنت متشوقة إلى لقائها أنا متأكدة هناك سبب آخر أيضا كونها هي تحمل بقلبها كل الحب والصدق شعرتها مثلي سعيدة باحتضاني ، لم أرغب بالجلوس بقيت واقفة ودراعيّ ملتفة بظهرها وأنا سعيدة كأني أعرفها سنوات ، الحقيقة كان هذا أول لقاء ، شعرت بالسكينة والراحة ، أحسست محبة حقيقية لإنسانة اتبعت صفحتها بالفايسبوك من سنة من غير أن أتواصل معها لا تعرفني لكن رغم تعبها من العمل أتت لتلتقيني بابتسامتها كانت عطاءا إلهيا لتهديني الدفأ وأصدق حضن من عراقية أصيلة تعشق وطنها ، رغم غربتها مثلي عن وطنها و بعدها عنه فهي تعشقه ، هو بعد عن الوطن وبعد عن الأحباب وبعد عن الأهل يجعلك تحس بالمغترب مثلك ويكون نتاجه عطاء صادق من القلب لشخص يعيش نفس الغربة هذا هو الصدق والإنسانية التي تتميز بها نيران البصون ، الإنسانة المحبة للعراق وللعراقيين بكل أطيافهم دياناتهم أصولهم وثقافاتهم هي الإنسانة الرقيقة التي تعمل على لم العراقيين بلندن ليبقى ذلك التمسك بالهوية العراقية هو حبها لوطنها الذي ورثته من أجدادها .
وبهذا الحب الكبير ليهودية عراقية أصيلة أحسست معها عند لقائنا بلندن بحضن حقيقي لأن هي كانت صادقة .

شكرا لك عزيزتي على حضنك لي و الوقت الممتع الذي قضيته معك وكلامك الرائع ، يا أوفى إنسانة لوطنها .