أولا ً (1) – تشرفت بلقاء العملاق السيد علي السيستاني ، في بيته / مكتبه المتواضع ( بيت شرقي مُستأجر عائد لمدرسة آل شبر ) في النجف الأشرف ، في يوم الأربعاء 9/8/2006 ( 14 رجب 1427 هجرية ) في جلسة خاصة الذي قدمت لسماحته ( موسوعة عن قتل و إضطهاد مراجع الدين و علماء و طلاب الحوزة الدينية لشيعة بلد المقابر الجماعية " العراق" ) التي تحتوي على 3484 صفحة من القطع الكبير ، مع 1645 صورة و وثيقة ، و تقرير ، و شهادة وفاة بإعدام مراجع الدين الكرام ، و العلماء ، و خطباء المنبر الحسيني ، ( ترجمة لثلاثة عشر 13 مرجعا ً دينيا ً تعرضت حقوقهم الأساسية للإضطهاد ، و توضح الموسوعة تفاصيل َ عن حياة الضحايا و دراساتهم و أساتذتهم و طلابهم ، الذين تعرضوا للإعدامات التعسفية ، و الإعتقالات العشوائية ، و الإختفاءات القسرية ، و الإضطهاد الشامل الواسع الذي تعرضت له هذه الشريحة من الشعب العراقي خلال الفترة من 1968 الى عام 2003 .
و قدمت له نماذج َ للكتب التي أصدرتُها في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان منذ عام 1959 أي منذ أن كان عمري (17) سبعة عشر عاما ً ، مرورا ً بالتقرير الذي تسلمه مكتب المرجع الأعلى الموسوم ( تقرير عن إغتصاب و قتل و تعذيب أكثر من 4000 إمرأة في بلد المقابر الجماعية "العراق" ) الذي صدر عام 2003في 934 صفحة معززاً بصورهن ، و وثائق و شهادت حية بخط الضحايا ، أو أقاربهن .
لقد شرحت ُ لسماحة المرجع الأعلى الصعوبات ِ الجمة ، و طرق َ العمل التي إستغرقت حوالي 20 العشرين عاما ً، من أجل إنجاز هذه الموسوعة التي تفضلت مؤسسة شهيد المحراب للتبليغ الإسلامي في النجف الأشرف بإخراجها و تكثيرها ، ( كما تفضل فيما بعد سماحة صهره السيد جواد الشهرستاني بطبعها طبعة ً ثانية ، كما شرحت ُ لسماحته طرق القتل التي تجاوزت أربعا ً و ثلاثين طريقة 34 التي نال بها الضحايا أوسمة الشهادة ، من أجل قول الحق و التمسك بالأهداف السامية ، وبينت ُ لسماحته كذلك ملاحقة أجهزة القمع الصدامية للضحايا في سبعة7 بلدان خارج العراق من أجل القضاء على أتباع المرجعية و روادها.
كما أستمع سماحة المرجع ما قدمته من الأرقام الإحصائية و الوثائق المنشورة في الموسوعة عن مختلف إنتهاكات حقوق الإنسان ، التي تعرض لها مراجعُ الدين و طلاب العلوم الشرعية ، التي لم تشهد لها أية ساحة أخرى ، أو أي ُ بلد آخر ، مثيلا لها.
إن آلاف الضحايا الذين كتب عن حياتهم المؤلف معززا بصورهم ووثائق إضطهادهم من الذين شملتهم الموسوعة كانوا قد إنتموا لمختلف مدن العراق
، و مدن 11 دولة
و من 7 قوميات متنوعة
و يتكلمون 9 لغات مختلفة ،
بما فيهم الشهداء السنة ( و أكثرهم من الأكراد) الذين شملتهم الموسوعة ، و من جملتهم سماحة المرجع السيستاني نفسه ، و إبنه العلامة السيد محمد رضا.
لقد ثمن سماحة المرجع هذا العمل الموسوعي الشامل كثيرا ً، ودعا لصاحبه بالموفقية و الخير و الاستمرار في خدمة الصالح العام ، و أوصاني أن ألتزم جانب الحق و لا تأخذني في الله لومة ُ لائم ، و دعا أن يكرس كلُّ الباحثين و المتصدين للشأن العام جهودهم من أجل الخير ، و منفعة الناس ، و الدفاع عن المظلومين .
و في هذه المناسبة دعا سماحة المرجع المسؤولين الى أن تكون حوائج الناس من أولى إهتماماتهم و أن ( يتفانوا ) من أجل مساعدة المحرومين و المحتاجين.