• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : مَن هوَ جزءٌ من منظُومةِ الفسادِ لا يحقُّ لهُ أَن يشترِطَ! .
                          • الكاتب : نزار حيدر .

مَن هوَ جزءٌ من منظُومةِ الفسادِ لا يحقُّ لهُ أَن يشترِطَ!

*الخِطابُ المرجعي فضحَ مُؤامرتهُم وأَسقطَ توافُقاتهُم!
     *الرَّئيس ترامب يُقدِّم [أَشلاء دَولة] للفلِسطينيِّين!.

   ١/ لقد فضحَ الخطابُ المرجعي الأَخير مُحاولات زُعماء الكُتَل السياسيَّة الرَّامية إِلى مُواصلة التَّسويف والمُماطلة في تسمية رئيس الحكومة الجديدة لحينِ فرضِ الأَمرِ الواقع للعَودةِ إِلى منحِ الثِّقة ثانيةً للحكومةِ الحاليَّة أَو الإِبقاء عليها كحُكومةِ تصريفِ أَعمالٍ ليس بيدِها فعلِ شيءٍ وبالتَّالي الإِبقاءِ على الأُمورِ كما هي.
   لا يمكنُ التَّراجع أَبداً فليسَ أَمام مَن بيدهِ زمامِ الأُمور إِلَّا تسميةِ رئيسٍ جديدٍ للحكُومةِ المُرتقبةِ بعد أَن أَصبحت الحكومة الحاليَّة جُزءاً من الماضي لحظة قَبُول إِستقالتها من قبلِ مجلس النوَّاب.
   لقد أَسقط الخطابُ المرجعي كلَّ التَّوافُقات السريَّة بهذا الصَّدد والتي جرت مؤَخَّراً تحت الطَّاولة بين عددٍ من زُعماء الكُتل السياسيَّة و [غُرباء] لتمريرِ صفقةٍ سياسيَّةٍ تُماطل في تسميةِ رئيس الحكومةِ الجديدةِ لتحقيقِ الغرضِ أَعلاه.
   ٢/ كما فضحَ الخطابُ تجاوز [العِصابة الحاكِمة] على كلِّ التَّوقيتات الدستوريَّة المُتعلِّقة بهذا الخصُوص، وهو الأَمرُ الذي يُثبتُ مرَّةً أُخرى وبالدَّليل القاطِع، أَنَّ مَن بيدهِ زِمام الأُمور لا يعنيهِ الدُّستور إِذا تعارضَ مع مصالحهِم الحزبيَّة والكُتلويَّة الضيِّقة ولكنَّهُ في نفسِ الوقتِ يعنيهِم إِذا كان يمثِّلُ لهُم مخرجاً من ورطةٍ أَو يُحقِّق لهُم مصلحةً آنيَّةً.
   ٣/ الإِحتجاجات المُستمرَّة منذُ أَكثر من أَربعةِ أَشهُرٍ ليست مُلكاً لأَحدٍ أَو حِكراً على جِهةٍ لتتصرَّف بمساراتِها أَو تُتاجِرَ بها! إِنَّما هي إِنتفاضةُ شعبٍ ضدَّ الفسادِ والفشل، ولذلكَ فليس مِن حقِّ أَحدٍ أَن يفرض أَجنداتهِ الحزبيَّة وشروطهِ الكتلويَّة عليها بأَيِّ شَكلٍ من الأَشكالِ.
   أَمَّا مَن هوَ جزءٌ مِن منظومةِ الفسادِ، فلا يحقُّ له أَن يُصادِرها لصالحِ أَجنداتهِ الفوضويَّة التي لم تستقرَّ يوماً.
   مَن أَحبَّ أَن يشتركَ في ساحاتِ الإِحتجاج فبها ومَن شاء الإِنسحاب فذاكَ شأنهُ ليس لأَحدٍ أَن يعترِضَ عليهِ، ولكن وفي نفسِ الوقت ليسَ من حقِّهِ أَن يُسيِّرَ الإِحتجاجات بالطَّريقةِ التي يراها هوَ، فإِذا اشتركَ فيها فرضَ على الآخرين الإِشتراك، وإِذا قرَّر الإِنسحاب منها فرضَ عليهِم الإِنسحاب بالإِكراهِ والقُوَّة والتَّجاوز وإِشعال النِّيران.
   صحيحٌ أَنَّ التحريض ضدَّ الإِحتجاجات يتعارض ورُؤية المرجعُ الأَعلى الذي اعتبر في أَكثرِ من مرَّةٍ بأَنَّ إِتِّساع رُقعتها لتشمِلَ كُلَّ فئاتِ المُجتمع أَداةً مُهمَّة من أَدوات الضَّغط على مَن بيدهِم زِمام الأُمور للإِسراعِ في تنفيذِ الإِصلاحاتِ الحقيقيَّة، ومع ذلكَ فالإِنسحابُ منها يظلُّ قراراً مُحترماً إِذا لم يُحرِّض عليها بالعُنفِ والتَّجاوز.
   ٤/ مَن هوَ جزءٌ من منظومةِ الفسادِ والفشل لا يحقُّ لهُ أَن يشترطَ بايِّ حالٍ من الأَحوال فالشَّعبُ فقط والمحتجُّون على وجهِ التَّحديد، هم مَن لهُ الحقُّ في أَن يشترطَ لتسميةِ رئيس الحكُومة الجديد، وهي واضحةٌ منذُ البدايةِ ليست بحاجةٍ إِلى مَن يزيدُ عليها أَو يُزاودُ عليها.
   لماذا اشترطَ الفاسدُونَ الآن؟! أَين كانُوا منذُ استقالةِ الحكومةِ الحاليَّةِ ولحدِّ الآن؟! أَلا يعني ذلكَ أَنَّهم يشترطُونَ لعرقلةِ تسميتهِ بعد أَن ضاقَ بهمُ الوقت؟!.
   هي محاولةٌ جديدةٌ منهم لعرقلةِ مساعي التَّسميةِ لتمريرِ صفقتهِم المشبوهةِ الرَّاميةِ إِلى الإِبقاءِ على الحكومةِ الحاليَّة، كما أَسلفنا، وهُما أَمران مرفُوضان جُملةً وتفصيلاً كما هُو معلُوم.
   ٥/ كلُّنا نعرف فإِنَّ المهمَّة الأَساسيَّة للحكومةِ الجديدةِ تنحصر في الإِعدادِ لإِجراءِ الإِنتخابات النيابيَّة المُبكِّرة، فمَن يشترط عليها بأَكثر من ذلكَ فإِنَّما ينتظر منها أَن تُحقِّق معجزةً لا يتخيَّلها عاقلٌ أَبداً.
   ٦/ لقد قدَّم الرَّئيس ترامب مُقترح [أَشلاء دَولة] للفلسطينيِّين أَسماهُ بصفقةِ القرن، وهي صفقةٌ فاشلةٌ سلفاً لأَنَّها تجاوزت على حقوقِ شعبٍ وأُمَّة.
   كما أَنَّ واشنطن لم تعُد وسيطاً مقبولاً، نزيهاً ومُحايداً، ليتقدَّم بمثلِ هذهِ المشاريعِ المشبوهةِ التي تزيدُ الأَزمة تعقيداً ولا تقدِّم حلّاً ابداً.
   ٧/ أَمَّا نظُم القبائل الحاكِمة في دُول الخليج فهذهِ لا تمتلك إِلَّا أَن تُوافق على كلِّ شيءٍ يتعلَّق بسياسات واشنطن في المنطقة والتي خدعتها بما تُسمِّيه بالخطرِ الإِيراني الذي يسعى لإِلتهامها الواحد تلوَ الآخر، وذلكَ لحلبِها وابتزازِها، ولهذا فهي لا تُفكِّر إِلَّا بأَمر واحدٍ وهو كسب رضا واشنطن لتحميها من الغَول الإِيراني المزعوم.
   ٢٩ كانُون الثَّاني ٢٠٢٠
                            لِلتَّواصُل؛
‏E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=141324
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2020 / 01 / 30
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29