• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : حجابٌ ليس كالحجاب .
                          • الكاتب : يحيى غالي ياسين .

حجابٌ ليس كالحجاب

تُوجّه بعض المفاهيم للأسف الشديد إلى معان ضيقة وتُحصر بأشكال خارجية محدودة بسبب تحديث الإصطلاح أو تسمية الجزء بإسم الكل أو التسمية بالكناية والإستعارة وما شاكلها .. مما يوجب ظلم المفهوم ودلالات ألفاظه التي وُضعت له ..

ومنها الحجاب ، فقد جُرّد هذا اللفظ من مفهومهِ الواسع والشاسع حتى ضُيّق في وصلة القماش التي تضعها بعض النساء على رأسها لتغطية شعرها ..!!

ونريد من هذه المقالة أن نحرر الحجاب من هذا المعنى الضيّق ونطلق له العنان لكي يعود إلى أصلهِ ووطنهِ الأمّ مختارين من حجاب المرأة أشكالاً أخرى غير تقليدية بل غير متوقعة أحيانا .. ومنها :

* الزوج حجاب المرأة : قال تعالى ( أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَائِكُمْ ۚ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ ۗ ) .. فالزوج والزواج من أهم أستار المرأة حيث يساعدها على العفة ويجعلها تقوم بتفريغ بعض تصرفاتها الطبعية لزوجها وبيتها كالعاطفة وحب إظهار الزينة .. الخ

* التقوى : قال تعالى ( يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا ۖ وَلِبَاسُ التَّقْوَىٰ ذَٰلِكَ خَيْرٌ ۚ ذَٰلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ ) .. فتقوى الله هي الخامد الحقيقي لكل الشهوات والنزوات الخارقة للتعفف والتستر ..

* الحجاب التنّكري : بعض النساء العفيفات يعمدن إلى تضخيم الصوت مثلاً أو تغيير طريقة مشيها أوتغيير بعض الحركات الخاصة بالنساء عند الحضور او الظهور أمام الرجال الأجانب تعففاً واحتشاما ، فلقد نصح القرآن الكريم نساء النبي فيما يخص الصوت ( يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاءِ ۚ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا ) . وينقل لنا التاريخ أن الزهراء ع في خروجها إلى القوم بعد وفاة أبيها صلوات الله عليه أن مشيتها ع كانت لا تخرم مشية أبيها ص ( أي تشبهها تماما ) وصوتها صوت الرسول ص وأحسب أن هذا من الحجاب الفاطمي الذي تعمدته عليها السلام ..

* الليل : قال تعالى ( وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا ) ، وحقا أن بعض النساء اتخذن من الليل لباسا وسترا كي لا يرى لها شخصا ولا ظلا .. ومن هذه النساء السيدة زينب ع والتي كان خدرها حديث أهل الكوفة ، فلم يسمعوا لها صوتا ولم يروا لها شخصا ولا ظلا لأنها كانت لا تخرج إلا ليلا وبعد اخفات ضوء الفوانيس .. !!

فعلينا أن نفهم الحجاب فهما منسجما والأغراض التي أريدت منه والمصالح التي تترتب على نتائجه ..




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=141464
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2020 / 02 / 04
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 2