• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : تظاهراتنا.. في مواجهة الإملاءات الخارجية. .
                          • الكاتب : عادل الموسوي .

تظاهراتنا.. في مواجهة الإملاءات الخارجية.


على مايبدو فإن القوى السياسية الممسكة بزمام السلطة متمسكة بسلطتها حد الإستماتة، فهي لا تريد إجراء الإصلاحات اللازمة لأنها غير قادرة على ذلك، وهي غير قادرة لأنها لاتريد ذلك، فلابد لها من التسويف والمماطلة والحيلة والإلتفاف.

تعتقد واهمة إنهاء الإحتجاجات وإنحسار التضامن معها، وتعمل على ذلك جاهدة، منقسمة على نفسها يستند كل فريق منها الى من يظنه ركنه الشديد من قوى دولية وإقليمية متنازعة.

تنعكس على سلوكها الإملاءات الخارجية، تاركة إرادة الشعب وإحتجاجاته إستضعافاً، ونصائح المرجعية الدينية وإرشاداتها وراء ظهرها زهداً في النصيحة، مع مجاملة سياسية خبيثة بإدعاء التضامن والإستجابة.

لا خطوات عملية إلا الإستجابة الشكلية في إعادة النظر في الحكومة التي إنبثقت من مجلس النواب بإستقالة رئيس مجلس الوزراء، تلك الوزارة التي تشكلت بعد الإنتخابات النيابية بستة أشهر لتستقيل بعد سنة لتعاد الكرة في مماطلات التسمية وتسويات التشكيل ومساومات القوى الممثلة للمكونات غير المحتجة حول مناصب سيادية وخدمية، وتلميحات وتلويحات بأقاليم وإنفصالات.

وإستجابة لإقرار قانون الإنتخابات الجديد، بعد هن وهن وعدم إجماع وطني لإقراره ولما يصادق عليه، ولما يطبق حق تطبيقه، ولم ينس المقرون ترك مساحة مبهمة معلقة كفرصة للمناورة والمراوغة.

لم تحدث القوى السياسية نفسها بإنتخابات مبكرة ولو مجاملة، أعياها قمع التظاهرات وتوزيع الإتهامات على عدة أطراف، وحملات لتشويه الصورة عملاً على إنحسار التضامن.

أحداث مؤسفة نتيجة أعمال غير مسؤولة او حكيمة كانت نتيجتها أعتداءات سافرة وإنتهاكات متكررة للأطراف المتنازعة لسيادة البلد.

إنتهزت الفرصة فإتخذت من دماء شهداء أبطال معارك الإنتصارات على الإرهابيين ذريعة بالإستمرار بنهج يفتقد الحكمة والتروي، فتفشل في الحصول على إجماع وطني لقرار إخراج القوات الأجنبية فتنفرد بقرارها لتشفعه بتظاهرات حزبية بإملاءات خارجية بصفقة عجيبة تختم بقمع المتظاهرين وحرق خيام المعتصمين، وتكليف المرشح المدخر لرئاسة مجلس الوزراء، بعد أسماء وهمية شغلت بها -للأسف-ساحات التظاهر لفترة غير قصيرة.

و"لايزال التكالب على المناصب والمواقع.."، ولم تحصد تظاهراتنا اي شيء، ولكن "لن يكون ما بعد هذه الإحتجاجات كما كان قبلها في كل الأحوال".

إن اللعبة الأخيرة بالتباك على السيادة الوطنية وذلك القرار وتلك التظاهرة "كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء".

السيادة الوطنية تعني الإستقلال بالقرار السياسي من تسلط وإملاءات جميع القوى الخارجية لا من طرف دون آخر، "إنّ المرجعية الدينية تؤكد موقفها المبدئي من ضرورة إحترام سيادة العراق وإستقلال قراره السياسي ووحدته أرضاً وشعباً، ورفضها القاطع لما يمسّ هذه الثوابت الوطنية من أي طرف كان وتحت أي ذريعة، وللمواطنين كامل الحرية في التعبير ـ بالطرق السلمية ـ عن توجهاتهم بهذا الشأن والمطالبة بما يجدونه ضرورياً لصيانة السيادة الوطنية بعيداً عن الإملاءات الخارجية".

لا قرارات مصيرية للمجلس الحالي وليس له اي صلاحية في ذلك "بالنظر الى الإنقسامات التي تشهدها القوى السياسية من مختلف المكونات، وتباين وجهات النظر بينها فيما يحظى بالأولوية في المرحلة المقبلة، وتعذر إتفاقها على إجراء الإصلاحات الضرورية التي يطالب بها معظم المواطنين، مما يعرّض البلد لمزيد من المخاطر والمشاكل، فيتحتم الإسراع في إجراء الإنتخابات المبكرة ليقول الشعب كلمته ويكون مجلس النواب القادم المنبثق عن إرادته الحرة هو المعنيّ بإتخاذ الخطوات الضرورية للإصلاح وإصدار القرارات المصيرية التي تحدد مستقبل البلد ولا سيما فيما يخص المحافظة على سيادته وإستقلال قراره السياسي ووحدته أرضاً وشعباً".
ولتحقيق ذلك لابد من "..الحضور الجماهيري الحاشد للضغط بإتجاه الإستجابة للمطالب الاصلاحية".

و "لا شك في أنّ الحراك الشعبي اذا إتسع مداه وشمل مختلف الفئات يكون وسيلة فاعلة للضغط على من بيدهم السلطة لإفساح المجال لإجراء اصلاحات حقيقية في إدارة البلد.."




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=141708
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2020 / 02 / 14
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28