• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : ازدواجية موقف المنظومة الخليجية .
                          • الكاتب : علي جابر الفتلاوي .

ازدواجية موقف المنظومة الخليجية

نعيش هذه الايام الذكرى السنوية لثورة شعب البحرين ،  ونعيش  احداث  الثورة  في سوريا ايضا ، في البحرين ثورة وطنية شعبية سلمية ، تطالب بالحرية  والديمقراطية وبالتداول السلمي للسلطة ، هذه المطالب الشرعية تجري  بصورة  سلمية   حضارية بعيدة عن العنف ، وفي سوريا يطالب الشعب السوري بالحقوق المشروعة   كالحرية والديمقراطية وتشكيل حكومة منتخبة  وكذلك رئيس  منتخب ، وهي  نفس   المطالب التي يطالب بها كل شعب من الشعوب ، كلا الشعبين البحريني  والسوري على   حق في مطالبه وفي كلا البلدين تحركت للتدخل دول المنظومة الخليجية التي تُحكم وراثيا من قبل عوائل معروفة للشعوب العربية ، مثل ما تدخلت في بقية الدول العربية  التي شهدت ثورات شعبية ، ونجحت وبدعم  امريكي  من  توجيه  مسار الثورات  لصالح المجموعات السلفية المدعومة من هذه الدول البعيدة  جدا  عن  الحرية  والديمقراطية حيث حكومات هذه الدول تحكم بالوراثة وبطريقة دكتاتورية  ، وهي  تدعي  نصرتها للشعوب المطالبة بالحرية والديمقراطية والتداول  السلمي  للسلطة  المنتخبة  ، والكل يعرف ان فاقد الشئ لا يعطيه ، هنا تظهر بارزة للعيان ازدواجية الموقف في  التدخل في الشؤون الداخلية للبحرين وسوريا ، اذ تدخلت المنظومة الخليجية تدخلا  عسكريا سافرا في البحرين ، ولكن ليس لصالح شعب البحرين ، بل لصالح الحكومة البحرينية التي  تحكم  البلاد  حكما  وراثيا  دكتاتوريا ، وقمعت  تحرك الشعب المطالب بحقوقه المشروعة بقوة السلاح ، تدخلت القوات الخليجية المسلحة المسماة  ( درع الجزيرة ) لصالح حكومة البحرين الظالمة ، اذ ارتكبت القوات السعودية وبقية  قوات المنظومة الخليجية  مجازر  وحشية  بحق  المدنيين  المسالمين  من  شعب  البحرين  المطالبين بحقوقهم المشروعة بطريفة  سلمية  حضارية ، نفس هذه المجموعة الخليجية  تدخلت ايضا في الشؤون الداخلية لسوريا ، لكن هذه المرة تدعي انها تتدخل  لصالح  الشعب السوري ضد الحكومة السورية وصاحبَ هذا التدخل حملة اعلامية كبيرة ضد سوريا  مدعومة من امريكا والدول الغربية المؤيدة للكيان الصهيوني ، والمعادية للمقاومة في لبنان وفلسطين ،جاء هذا التدخل في سوريا والذي يدّعون انه لصالح الشعب السوري بفضيحة ازدواجية الموقف الخليجي الامريكي ، اذ دعموا الحركات المسلحة   وافراد القاعدة الذين اخذوا يمارسون الارهاب ضد الشعب السوري من  جهة ،  وضد  افراد القوات المسلحة السورية فبدأت التفجيرات بالسيارات المفخخة وتخريب للبنى التحتية وقتل الابرياء في الشوارع والبيوت بغية خلق الرعب  والفوضى  ، والقاء  تبعة  هذه الاعمال الارهابية على الحكومة السورية  ، اذ  نسمع  في  الاعلام الموجه من دوائر المال الخليجي باعداد القتلى ، والادعاء ان الحكومة السورية هي المسؤولة عن جميع اعمال القتل هذه ، من دون ذكر او الاشارة للمسلحين المدعومين خارجيا ، بل يجري التستر والتعتيم على جرائمهم من تفجيرات وقتل عشوائي وتخريب للبنى التحتية ،مع العلم ان المنطق والعقل يقول انه ليس من مصلحة الحكومة السورية اعمال القتل هذه او التخريب للبنى التحتية او التفجيرات هذا مع تأكيدنا على عدم تبرئة ساحة الحكومة السورية ، وان كان من ناحية منطقية القول  ان  تتحرك  الحكومة  السورية لمواجهة المظاهرالمسلحة حمايةً لمواطنيها ، ولمؤسسات الدولة ،وهذا واجب كل  حكومة عند مواجهتها لحركة مسلحة ، لكننا لسنا مع الحكومة السورية عندما  تستخدم  القوة  ضد الجماهير المطالبة بحقوقها الشرعية وبطريقة سلمية .
   
A_fatlawy@yahoo.com



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=14187
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 02 / 15
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29