• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : التشويش على الفضائيات العربية إنتهاك خطير لحرية التعبير .
                          • الكاتب : هادي جلو مرعي .

التشويش على الفضائيات العربية إنتهاك خطير لحرية التعبير

بغداد:هلال كوتا
يعد قيام جهات مجهولة في بلدان عربية وإقليمية بالتشويش المتعمد على بث العديد من القنوات الفضائية عملا غير مبرر، وانتهاكاً خطيراً لحرية التعبير يسترعي أعلى درجات التنديد والإستنكار لأنه يستهدف تعطيل وسائل الإعلام – الفضائية – خاصة عن أداء دورها في إيصال المعلومات الى ملايين المتلقين حول العالم.
ومنذإنطلاق حركة الإحتجاجات الشعبية فيما سمي (الربيع العربي) مطلع العام 2011 ,فإن عديد من القنوات الفضائية تتعرض الى التشويش حيث تم رصد مواقع بعينها يتم فيها تعطيل البث الفضائي من خلال التشويش المتعمد الذي تقوم به تلك الجهات, في مخالفة صريحة للقانون.
مرصد الحريات الصحفية عبر,وفي أكثر من مناسبة عن القلق البالغ, والرفض الصريح لكل سلوك من هذا النوع يحرم المتلقين في العالم العربي من حق الحصول على المعلومة سواء بالتشويش على القنوات الفضائية، أو بتعطيل عمل شبكة الأنترنت التي أستخدمت بشكل فاعل في حملة الإحتجاجات الشعبية على مساحة الوطن العربي.
وفي هذا السياق يقول هادي جلو مرعي رئيس مرصد الحريات الصحفية,إن المرصد تابع وبقلق ماتعرضت له العديد من وسائل الإعلام, وفي المقدمة منها القنوات الفضائية التي كانت تبث في خضم موجة الإحتجاجات التي عمت عددا من البلدان العربية,إضافة الى شبكة الأنترنت ومواقع التواصل الإجتماعي, مثلما حدث في بعض تلك البلدان التي قطعت خدمات الشبكة الدولية في أراضيها لعدة أيام الى أن عادت بعد فترة,وهو أمر يعد إنتهاكا خطيرا لحرية التعبير وحق المتلقي في الحصول على المعلومات من خلال تلك الفضائيات,لكن لاتتوفر الظروف الموضوعية التي تتيح محاسبة الجهات التي تقوم بالتشويش لحد اللحظة.
الدكتور هاشم حسن عميد كلية الإعلام بجامعة بغداد يرى في ذلك العمل غير القانوني ( قرصنة فضائية) ,وشبيه بمايقوم به قراصنة البحار الذين يحتجزون السفن ,ويستولون على مافيها من بضائع, أو يطلبون أموالا مقابل الإفراج عنها ,وهم بذلك يحرمون ملايين البشر من الحصول على البضائع التي تنقلها تلك السفن والبواخر التي تجوب البحار والمحيطات,منوها الى خطورة عمليات التشويش التي تستهدف الفضائيات العربية حيث يكون الضحية المتلقي ذاته.
الكاتب والصحفي  الأستاذ جواد الحطاب صنع مقاربة بين قيام السلطات في الأنظمة القمعية بإعتقال الصحفيين والكتاب والمفكرين ليمنع الناس الإستفادة من أفكارهم وطروحاتهم وأرائهم الحرة,وحدث مايشبه ذلك في هذه المرحلة, ولكن بصورة مختلفة حيث يتم الحجر على المعلومة بالتشويش المتعمد الذي يؤدي في الغالب الى حرمان الملايين من متابعة تطورات الأحداث المتسارعة في البلدان العربية.
 الإعلامي والمنسق الحقوقي الأستاذ محمد الأحمدي من اليمن يقول,أعتقد أن التشويش هو تقليعة جديدة من تقليعات الحكام الدكتاتوريين, والحكومات المستبدة التي ضاقت ذرعا بالإحتجاجات الشعبية ,ودور وسائل الإعلام في نشر المعلومات وإيصالها الى المتلقين,ويعبر ذلك الفعل عن ضيق أفق العقليات الحاكمة والمتحكمة في الساحة وهي محاولة غير مجدية ولن تعود بالنفع عليها لأن حرية التعبير حق مكفول ولأن الشعوب قررت مصيرها وتحركت ولن تتوقف أبدا.
ياسر عبد الحسين مدير الأخبار في قناة بلادي دعا وسائل الإعلام كافة الى التعاضد معا للوقوف في وجه هذه الحملة الشرسة التي تفتقد الى أبسط معايير الأخلاق ,وتمارس دورا سيئا في حجب المعلومات ,وتؤكد ضيق أفق من يقف ورائها من حكومات ,أو جهات لاتمتلك الموضوعية, ولاتقيم وزنا لحرية التعبير, ولاتمنح المساحة الكافية لوسائل الإعلام الحرة في إداء دورها في بناء المنظومة القيمية الإنسانية, والدفاع عن حقوق المواطنين الذين حرموا منها على مدى عقود من الزمن.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=14201
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 02 / 15
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19