• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : تدبّر في آية .
                          • الكاتب : يحيى غالي ياسين .

تدبّر في آية

جاء في القرآن الكريم عن لسان فرعون وهو يتحدث مع موسى - ع - ( قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهاً غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ ) الشعراء ٢٩

الآية الكريمة تستعرض لنا قانوناً تعمل به الطغاة ومنطقاً يتصرفون على أساسه وهو : ( إن لم تكن معي فأنت عدوي ، ويترتب عليك ما يترتب على العدو من قتل او سجن او تعذيب .. الخ ) .

والآية الكريمة غنية بالأبحاث لمن أراد التوسع في تدبّره لها غير أننا نريد التركيز على أسباب هذا التفكير وأُسس هذا القانون الذي يعمل به المتفرعنون ..؟!

وإختصاراً يمكننا أن نُعطي بعض الأسباب ونترك البقية لفطنة القارىء ..

الأول : هو الإنشراح في الباطل والإرتياح له بحيث يكون كل ما عداه باطلاً وهو فقط الحق المطلق ، وهذا الإنشراح يأتي بعد التوغل بالباطل والعياذ بالله والدوام عليه .. ولقد أشار القران الكريم إلى هذه النتيجة في الطبيعة البشرية التي ترتكب جادة الضلال وتسير بها سنة الإستدراج ( وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) ..

الثاني : الخوف الشديد ، فإن لم يكن الطاغي منشرحاً بباطله فهو بلا شك سيعيش في حالةٍ من القلق الشديد وعدم الراحة ويحسب كلَّ صيحةٍ عليه - حسب التعبير القرآني - ولهذا فتراه يقطع الشك باليقين من كل مصدر للإزعاج او الأذى وإن كان إحتمالاً ضعيفا .. وكلما خاف وأرتعب أكثر كلّما تعامل مع نسب
المتدنية للخوف أكثر ..

الثالث : الجهل او التجاهل والجحود ( رغم إستيقان النفس ) بسنن هذه الحياة وطبيعة البشرية التي تختلف بالرؤى والقناعات والتفاوت في العلم والقوة والإستعداد .. الخ .. فعدم قبول إختلاف الآخر ناتج عن عدم قبول أو فقدان معلومة إختلاف الطبيعة البشرية هذه ..

الرابع : مقابلة قوة الحجّة والبرهان عند الآخر بقوة الحديد .. فمن لا يمتلك مقوّمات دحض حجّة الآخر فلا يبقى لديه سوى قوة الجسد والسلطة ..

الخامس : إنما الأسد عبارة عن مجموعة خراف مهضومة - كما قيل - فالسكوت على ظلم الظالم يجعله أكثر ظلماً وجرأةً ، فهذه النقطة تجعل من الخنوع والخضوع الذي يُصاب به عامة الناس سبباً لجرأة الظلمة عليهم ، فهم يجنون مما يزرعون ..

وأسباب أخرى ..




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=142490
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2020 / 03 / 11
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19