ومما قرأتُه ، وشاهدتُ كثرةَ تداوُلِه في مواقعِ التواصلِ هذا القولُ المنسوبِ (زورًا) إِلى الإِمامِ عليٍّ (عليهِ السلامُ) :
((يأتي عليكم زمانٌ تكثُرُ فيه المنايا ، وتَعظُمُ عليكمُ الرزايا ، ويُصابُ رَهْطٌ بمجاعةٍ ، ولا يُصلَّى على الميتِ جَماعةً ، فالزَموا منازلَكم ، ولاتَبرَحوا شِعابَكم ، وكونوا للشِّفاءِ مَدًّا ، وفي وجهِ السُّقْمِ سدًّا. لاتُعينوه ؛ فيُحرِقَكم كالعُودِ في اللظى)).
وبنعمةِ اللٰهِ تعالى التي مَنَّ عليَّ بها يومَ كتبتُ رسالتي في الماجستير في العام الدراسيِّ (٢٠٠٠-٢٠٠١) بعنوانِ (الجملةُ الخبريةُ في نهجِ البلاغةِ: دراسةً نحويةً) بإِشرافِ أُستاذي القدير العلامة الدكتور (علي ناصر غالب الشمري) ، ونِلتُ بها تقديرَ (الامتياز) ، وعشتُ في المدرسةِ الفكريةِ الكشْفيةِ التوجيهيةِ للإِمامِ عليٍّ (عليهِ السلامُ) الموثقةِ في الأَجزاءِ العشرينَ بشرحِ ابنِ أَبي الحديدِ ، وتحقيقِ الأُستاذ محمد أَبوالفضل إِبراهيم. ثم عِشتُ سموًّا فِكريًّا متتابعًا - منذُ العامِ (٢٠٠٨) الذي نِلتُ به لقبَ (أُستاذ مساعد) إِلى اليومِ - بـ(الإِشرافِ على رسائلَ عُـلا كثيرةٍ ، وبمناقشةِ مثيلاتِها) كتبها طلبةٌ فائقون في نهجِ البلاغةِ ؛ فلم أَقرأْ هذا القولَ عنه (عليهِ السلامُ) ، ولم أَجده في مصادرَ حديثيةٍ ، أَو تفسيريةٍ ، أَو تاريخيةٍ ، أَو سواها.
أَيُّـها الجاهلُ المُدَّعي الملفِّقُ قال اللٰهُ تعالى: ﴿وَلا تَقفُ ما لَيسَ لَكَ بِهِ عِلمٌ إِنَّ السَّمعَ وَالبَصَرَ وَالفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنهُ مَسئولًا﴾ [الإسراء/٣٦].
|