• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : من اين جاء الدين ؟ .
                          • الكاتب : سامي جواد كاظم .

من اين جاء الدين ؟

كلمة الدين ارتبطت بالرسالات السماوية وكانها تخص علاقة الانسان بربه ، والله عز وجل عندما يهذب اخلاقنا في كيفية عبادته او كيف تكون العلاقة معه فان عز اسمه لا ينظر الى خاصية العبادة فقط دون الامور الاخرى، فحتى المؤسسات التي تحتاج الى كفاءات للعمل فيها تسال عن السيرة والسلوك والنزاهة وهل له سوابق والتبعية والماضي ، فاذا كان يمتلك الكفاءة المطلوبة لماذا الاستفسار عن بقية الصفات ؟ الانسان السوي او المستقيم هو انسان تتمثل فيه المنظومة الاخلاقية التي يريدها الله عز وجل، البعض منها او اصولها امر به الدين اي دين مسيحي يهودي اسلامي ، والبعض هو وضعي فالقوانين الوضعية التي تنظم الحياة يجب ان يلتزم بها الانسان حتى يكون صورة سليمة لمعتقداته.

التطاول على الدين وتحديدا الدين الاسلامي اصبح امر مالوفا ، ولو سالت اي متطاول عن مصدر الدين فانه يجهل وان كان يعلم فاجابته لا تتعدى اثنين القران والسنة، وان كان لدينا السنة من القران ، الا اننا تماشيا مع هذا الجواب ، والسؤال الاخر عندما تكرر فصل الدين او ان الدين عاجز عن مسايرة التقدم العلمي لانه يخص علاقة الانسان بالله عز وجل ، هنا اود الاستشهاد ببعض الايات القرانية الواضحة المعنى للرد على هذه الخرصات .

(آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّىٰ إِذَا سَاوَىٰ بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا حَتَّىٰ إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا) هل هذه الاية تدل على العبادة او الركوع او السجود او الدعاء ؟ الا تدل على صناعة الحديد والتي اليوم تطورت هذه الصناعة لتكون جزء مهم من صناعة السيارات والطائرات والقاطرات والمكائن والاجهزة الطبية وغيره ، الا توجد سورة بالقران اسمها سورة الحديد ؟ فماعلاقتها بعلاقتنا مع الله ؟

( وَالشَّمْسُ تَجْرِيْ لِمُسْتَقَرٍّ لَهَاْ ذَلِكَ تَقْدِيْرٌ الْعَزِيْزِ الْعَلِيْمِ )، هل تدل على الصيام او الحج ، ام انها خاصة بعلم الفلك ؟

( مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَاْنِ*بَيْنهمَاْ بَرْزَخٌ لاْ يَبْغِيَاْنِ )، هل تدل على الزكاة ام على الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ؟ ام انها ضمن عالم البحار؟، ( وَأَرْسَلْنَاْ الرِّيَاْحَ لَوَاْقِحَ )، اليست معلومة علمية لظاهرة تلقيح الاشجار ام انها حكم شرعي ؟، ﴿ وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ ﴾، هل هذه الاية تدل على الجهاد او الخمس ؟ ، ﴿ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ﴾، هل هذه لها علاقة بالعبادات ؟ ام ان سفينة نوح عليه السلام تدل على يوم القيامة ؟!!

علما ان بعض هذه الايات قصصها لانبياء قبل النبي عليهم وعليه افضل الصلوات، والكلام يطول لان هنالك الكثير من الايات القرانية التي تدل على العلم والاخلاق اضافة الى الاحكام الشرعية .

وبالنسبة للسنة النبوية ففيها من الروايات العلمية ما لا يعد ولا يحصى مع الاخذ بنظر الاعتبار صحة الرواية من حيث السند والمتن ، مثلا السنة تحرم اكل بعض الحيوانات او بعض اجزاء الذبيحة وقد اثبت العلم فساد هذه المحرمات وما يترتب عنها من امراض واوبئة ، والاستشهادات كثيرة لعلماء الغرب بهذا الصدد.

فالذي يرى ان الدين عاجز في مسايرة العصر فالعجز الحقيقي هو في تفكيره وليس في الدين هذا من جانب ومن جانب اخر يجب ان يؤخذ بنظر الاعتبار التطور اللغوي في استخدام مفردات لغوية انقرضت اليوم او انها كانت طبيعية في ذلك الزمن واصبحت غير طبيعية اليوم مثال بسيط على ذلك هذه الرواية البسيطة جدا جدا جدا ، طبيب يتماجن على مريض‌، يقول الراوي و رأيت طبيبا يتماجن على مريض، و قد شكا إليه شيئا، فقال: هذا يدلّ على أنّك، ثارت بك الصفراء، و كان الذي شكاه المريض رطوبة.

فقال: يا هذا أنا مرطوب، فكيف تثور بي الصفراء؟ قال: فالسوداء، قال: لا أعلم، قال: الذي عندي، انّه ثارت بك الملمّعة، ففطن الرجل لموضع قوله: الصفراء و السوداء، ثم وصف له ما يصلح له، مما شكاه إليه .

ماذا تعني الصفراء والسوداء والمرطوب والملمعة؟ انا شخصيا لا اعرفها الا عدت الى تفسيرها ولكن هل تعلم ان الملمعة تعني أن الحذاء الذي يشتمل على أكثر من لون، كان يسمى الملمع، و إلى ذلك أشار الطبيب في تماجنه على المريض، بذكر الصفراء و السوداء و الملمعة.

الصفراء هي المرّة وهي أحد الأخلاط الأربعة حسب الطب القديم، السوداء هي مرض الماليخوليا وهو فساد الفكر في حزن، أما فساد الفكر في سرور فاسمه المانيا.

بالله عليكم هذه الكلمات التي لا نستخدمها ولا نعرف معناها اليست هي علم الطب ؟ ولاننا ابتعدنا عنها فتاخرنا فيها .

بخصوص علم اللغة يستحق مقالا منفردا لكي اقارنه مع المصطلحات العلمانية الحديثة




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=143120
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2020 / 04 / 02
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29