لا يخفى على أَحَدٍ أَنَّنا نتعاملُ طوالَ اليومِ بالعملةِ نتداولُها (نبيعُ - نشتري ، نعدُّها - نوثِّقُها) في السوقِ ، في المصارفِ ومكاتبِ التصريفِ ، في البيوتِ ومكاتبِ العملِ ، لأّبنائِنا ، للسائلين ، اجتماعيًّا ورسميًّا.
ولا يخفى أَنَّ العادةَ المعتادةَ عندنا معها أَنَّنا نضعُ إِصبَعَيِ (الإِبهامِ ، والسَّبَّابةِ) على الشَّفتَين وطرفَيِ اللسانِ لاكتسابِ البلَلِ الذي يتطلبُه حِسابُ النقودِ.
فهل ما عارفٍ بما على هذه النقودِ المتداولةِ كلَّ لحظةٍ - بحسبِ صاحبِها وشأنِه ، وبلا انقطاعٍ - مِن ڤيروساتٍ ، وميكروبات ، وبكتيريا ، و(كورونا) ، وهي يجري تداولُها بين خلْقِ اللٰهِ جميعًا بلا تمييزٍ ، ولا حذَرٍ ، ولا تمحيصٍ ؟!
وتجدُرُ الإِشارةُ هنا إِلى أَنَّـه لا فرقَ بين غنيٍّ وفقيرٍ في هذا الموضوعِ ؛ فقد تُعَدُّ الملايينُ تعاملًا ، أَو رزمًا ولا ڤيروسَ عليها ، وقد يُتعامَلُ بورقةِ (المئتَينِ وخمسينَ دينارًا) وعليها المكروهُ المتحاشَى عنه. وقد يكونُ العكسُ.
إِذًا ؛ هل ينفعُ شيءٌ لحفظِنا من (كورونا) وغيرِه ؟! نَعَمْ الوِقايةُ لازمةٌ في العمومِ قدْرِ الممكنِ ، ولكن ما الذي ينفعُ مع النقودِ ؟!
لا حارسَ لنا إِلَّا اللٰهُ ؛ فهو ((خيرٌ حافظًا ، وهو أَرحمُ الرَّاحمين)).
|