• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : نكوص السيد كمال الحيدري في فهم تراث أهل البيت (ع)!  .
                          • الكاتب : حسن كاظم .

نكوص السيد كمال الحيدري في فهم تراث أهل البيت (ع)! 

 ادعى السيد كمال الحيدري ادعاءً عظيماً عندما قال أن أغلب تراث أهل البيت (ع) من الروايات الاسرائيلية ولم يقدم أية أدلة علمية رصينة على هذه الدعوى الخطيرة الى هذه اللحظة إلا بعض الأدلة الظنية الضعيفة التي ليس لها أساس علمي رصين يُعتد به. 
وفي هذا المقام سنكتب رداً بسيطاً مختصراً على هذه الدعوى حتى يتيسر لجميع الاخوة الاحبة من مختلف الخلفيات أن يقفوا على بطلان هذه الدعوى التي طالما اعتمدها السيد كمال الحيدري في بناء منظومته الفكرية الجديدة التي يريد أن يصدّرها للناس وكأنها قراءة جديدة للدين، وإذا ما بطلت هذه الدعوى فستبطل منظومته الفكرية من أساسها لأن هذه الدعوى تعتبر الركن الركين فيها. 
قال السيد كمال الحيدري: "فان قلت أن الرواية حديث النبي والأئمة، يا ليت كان الأمر كذلك! هذه أحاديث الاسرائيليات، هذه أحاديث أعداء الدين، الكثير منها ها! الكثير منها احتراماً لكم وللحوزة ولبعض العقول مولانا! والا يا كثير مولانا ويا أكثر مولانا وعندي أدلة..."(فقه المرأة – محاولة لعرض رؤية أخرى، درس 15، والرابط للمحاضرة تجدوه في التعليقات). 
قال السيد كمال الحيدري: "فان قلت أن الرواية حديث النبي والأئمة، يا ليت كان الأمر كذلك! هذه أحاديث الاسرائيليات، هذه أحاديث أعداء الدين، الكثير منها ها! الكثير منها احتراماً لكم وللحوزة ولبعض العقول مولانا! والا يا كثير مولانا ويا أكثر مولانا وعندي أدلة..."(فقه المرأة – محاولة لعرض رؤية أخرى، درس 15).
الواضح من سياق كلامه أنه يؤمن أن أكثر أي أغلب التراث الشيعي الامامي من الاسرائيليات وهذه دعوى خطيرة جداً كما ذكرنا سلفاً وتحتاج الى أدلة قوية يُعتد بها في البحث العلمي وهذا ما لم نجده من السيد كمال الحيدري. 
من أجل الرد على هذه الدعوى لابد من بعض المقدمات:
١-ما معنى الاسرائيليات؟ 
٢-ما هي الميزات الأساسية للاسرائيليات؟ 
٣-وبعد ذلك نتساءل: هل هذه الميزات الأساسية للاسرائيليات موجودة في التراث الشيعي الامامي أم لا؟
١- يقول أستاذ علوم القرآن والحديث في كلية الشريعة في جامعة الأزهر الدكتور محمد حسين الذهبي في تعريف الاسرائيليات: "ولفظ الاسرائيليات - وإن كان يدل بظاهره على القصص الذي يروي أصلاً عن مصادر يهودية - يستعلمه علماء التفسير والحديث ويطلقونه على ما هو أوسع وأشمل من القصص اليهودية، فهو هو اصطلاحهم يدل على كل ما تطرق الى التفسير والحديث من أساطير قديمة منسوبة في أصل رواياتها الى مصدر يهودي أو نصراني أو غيرهما، بل توسع بعض المفسرين والمحدثين فعدوا من الاسرائيليات ما دسه أعداء الاسلام من اليهود وغيرهم على التفسير والحديث من أخبار لا أصل لها في مصدر قديم، وانما في أخبار من صُنع أعداء الاسلام، صنعوها بخبث نية، سوء طوية، ثم دسوها على التفسير والحديث... (الاسرائيليات في التفسير والحديث - الدكتور محمد حسين الذهبي - صفحة ١٣). 
٢- وقد عرّف الدكتور محمد حسين الذهبي بعض الميزات الاساسية للاسرائيليات، فمنها ما نُقل من روايات أهل السنة والجماعة التي دلت على أن لله تعالى جسم، كالروايات التي أشارت الى ان لله تعالى أصابع ويد وغيرها من الاعضاء والاجزاء التي تتعلق بالجسم. الاسرائيليات في التفسير والحديث - الدكتور محمد حسين الذهبي - صفحة ٣٦). 
وذكر الدكتور محمد أبو شهبة عميد كلية أصول الدين في جامعة الأزهر ميزة أخرى من ميزات الاسرائيليات وهي ما ذكر في قصص الأنبياء، من أخبار تطعن في عصمة الانبياء، كقصة يوسف وداود (الاسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير - الدكتور محمد أبو شهبة - الصفحة ١٠٧). 
٣- تكفيك مراجعة بسيطة لتراث الامامية لتعرف أن هذه الميزات المذكورة للاسرائيليات غير موجودة فيه بل تجد العكس تماماً، فالروايات الشيعية الامامية تنزه الله تعالى عن الجسم والصورة والحد والمكان الزمان وغيرها من صفات وميزات التجسيم، وهذه الروايات تصل الى حد الاستفاضة والكثرة، ومن يحب أن يطلع على تلك الروايات فليراجع كتاب التوحيد في كتاب أصول الكافي، الجزء الاول، للشيخ الكليني (ر)، وكذلك كتاب التوحيد للشيخ الصدوق (ر)، ولا بأس أن نذكر بعض الروايات المختصرة في هذا المقام. 
روى الشيخ الكليني (ر) عن حمزة بن محمد قال: كتبت إلى أبي الحسن عليه السلام أسأله عن الجسم والصورة فكتب: سبحان من ليس كمثله شئ لا جسم ولا صورة، ورواه محمد بن أبي عبد الله إلا أنه لم يسم الرجل (الكافي - الشيخ الكليني - ج ١ - الصفحة ١٠٥). 
وروى الشيخ الصدوق (ر) عن إبراهيم بن محمد الهمداني، قال كتبت إلى الرجل يعني أبا الحسن عليه السلام: أن من قبلنا من مواليك قد اختلفوا في التوحيد، فمنهم من يقول جسم، ومنهم من يقول صورة، فكتب عليه السلام بخطه:
سبحان من لا يحد، ولا يوصف، ليس كمثله شئ وهو السميع العليم - أو قال: البصير (التوحيد - الشيخ الصدوق - الصفحة ١٣١).
أما ما ورد من روايات في تنزيه الأنبياء عن المطاعن والقصص الفاسدة قبل البعثة وبعدها في تراث الشيعة الامامية فهي كثيرة جداً، وعقيدة تنزيه الأنبياء عن المعاصي من أسس الفكر الشيعي الامامي، وقد ألف بعض أعلام الامامية كتباً في هذا المجال ومنهم من المتقدمين كالسيد المرتضى (ر) الذي ألف كتاب "تنزيه الأنبياء".
وفي هذا المقام نذكر رواية شيعية امامية عن الامام الصادق (ع) حيث نزّه فيها نبي الله داود (ع) عن تلك القصة الأسطورية القبيحة التي يرويها اليهود في كتبهم.
أورد الشيخ الصدوق (ر) بسنده عن الامام الصادق (ع): رضا الناس لا يملك وألسنتهم لا تضبط، ألم ينسبوا داود عليه السلام إلى أنه تبع الطير حتى نظر إلى امرأة أوريا فهواها وأنه قدم زوجها أمام التابوت حتى قتل ثم تزوج بها؟ والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة (الأمالي - الشيخ الصدوق - الصفحة ١٦٤). 
وأخيراً نقول للسيد الحيدري: إذا كانت أهم ميزات الاسرائيليات غير موجودة في تراث الامامية بل فيه العكس تماماً فكيف تقطع بأن أغلبه من الاسرائيليات؟!




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=143539
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2020 / 04 / 15
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29