• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : لمحة اعجازية وتفسيرية لـ "وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا".بين الماضي والحاضر... .
                          • الكاتب : عبدالاله الشبيبي .

لمحة اعجازية وتفسيرية لـ "وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا".بين الماضي والحاضر...

قبل ايام كتب احد الاخوة موضوعاً يوضح فيه الاعجاز العلمي للآية التي نحن في صدد تبيان اعجازها العلمي والتفسيري وما ذكره اهل الاختصاص والباحثين في الماضي والحاضر، ذهبت الى المكتبة وجمعت بعض المصادر التي ذكرت الآية، كما شغلت الحاسبة واخذت ابحث في مواقع الانترنت وقرأت عنها في عشرات المواقع، وشاهدت اكثر من خمس مقاطع يوتيوبية، ومنها ما تحدث به الاستاذ علي منصور الكيالي وزغلول النجار وعبدالدئم الكحيل وغيرهم، ومن هذا المنطلق قمنا بتدوين هذه الاسطر لتعم الفائدة بين الجميع.
قالوا ان في القران الكريم سبعمائة وخمسون ايه كونية، تدل على عصارة ما توصل اليه العلم الحديث وما سيصل اليه في المستقبل. فقد قال ابن عباس "ان في القران معانٍ سيكشفها الزمن" ومن جملة تلك الآيات الباهرات الآية الثامنة والثلاثون من سوره يس "وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ". المصدر: التكامل في الإسلام، ج2، ص128.
فقد نزلت في وقت لم يكن علم الفلك الا كالف باء بالنسبة الى ما بلغ اليه علم الفلك في الوقت الحاضر، نزلت في وقت كان يقول فيه علماء اليونان ان الارض مركز العالم وكل الكواكب والانجم تدور حولها. نفس المصدر، ص454.
لقد اعتقد العلماء في القرن الماضي أن الشمس هي مركز الكون وأنها ثابتة في حجمها وكتلتها ومكانها، وأن كل شيء يتحرك حولها، واعتقدوا ببقاء المادة وعدم نفاذها، واعتقدوا أن للمـادة دورات وللزمان دورات فلا ينتهيان، ولكن تأتي هذه الآية لتبين بهذا النص المعجز منذ 14 قرناً من الزمان، أن ما يجري لكل شيء في الكون يجري على الشمس وعلى المادة وعلى الزمان أيضـاً، فالشمس تجري وتتحرك وتهوى في هذا الكون السحيق، وهي تتوهج الآن ثم سوف تخبو وتستقر بعد حين. فالشمس تتناقص حجماً ووزناً حتى تستقر وتتلاشى بعد حين.
ويذكر الباحث في هذا الشأن عبدالدئم الكحيل: لقد قام العلماء بدراسة حركة الشمس لمعرفة المسار الدقيق الذي ترسمه الشمس أثناء دورانها حول مركز المجرة. وقد وجدوا أن الشمس لا تدور دوراناً بل تجري جرياناً حقيقياً!! وأن جريانها يشبه جريان الخيل في حلبة السباق.
لقد وجد العلماء أن للشمس حركتين داخل المجرة: الأولى حركة دورانية حول مركز المجرة، والثانية حركة اهتزازية للأعلى وللأسفل، ولذلك فإن الشمس تبدو وكأنها تصعد وتنزل وتتقدم للأمام! وتتم الشمس دورة كاملة حول مركز المجرة خلال 250 مليون سنة! ويستغرق صعود الشمس وهبوطها بحدود 60 مليون سنة، وهكذا تصعد وتهبط وتتقدم مثل إنسان يجري.
لقد وجد العلماء بعد دراسات معمقة أن الشمس تجري باتجاه محدد أسموه مستقر الشمس أو solar apex ويعرفه الفلكيون كما يلي: أي هو النقطة التي تتحرك الشمس (مع كواكبها) باتجاهها أي بزاوية تميل 10 درجات جنوب غرب نجم النسر بسرعة تقدر بحدود 19.4 كيلو متر في الثانية. المصدر: موقع عبد الدائم الكحيل.
ويقول الاستاذ نوفل وتتضمن هذه الآيات الكثير من الحقائق والقوانين العلمية الفلكية التي لم تعرف الا في عصرنا الحاضر، بل ان علماء الفلك قد وصلوا في ايامنا هذه الى حقيقه جريان الشمس بسرعه مذهلة نحو مستقر لها وهو ما يسمونه برج النسر. المصدر: الآيات العلمية في القران الكريم، ص61.
فان جريها حركتها وقوله "لمستقر لها" اللام بمعنى إلى أو للغاية، والمستقر مصدر ميمي أو اسم زمان أو مكان، والمعنى أنها تتحرك نحو مستقرها أو حتى تنتهي إلى مستقرها أي استقرارها وسكونها بانقضاء أجلها أو زمن استقرارها أو محله.
وأما جريها وهو حركتها فظاهر النظر الحسي يثبت لها حركة دورية حول الأرض لكن الأبحاث العلمية تقضي بالعكس وتكشف أن لها مع سياراتها حركة انتقالية نحو النسر الواقع.
وكيف كان فمحصل المعنى أن الشمس لا تزال تجري ما دام النظام الدنيوي على حاله حتى تستقر وتسكن بانقضاء أجلها فتخرب الدنيا ويبطل هذا النظام، وهذا المعنى يرجع بالمال إلى معنى القراءة المنسوبة إلى أهل البيت وغيرهم: "والشمس تجري لا مستقر لها" كما قيل.
وأما حمل جريها على حركتها الوضعية حول مركزها فهو خلاف ظاهر الجري الدال على الانتقال من مكان إلى مكان. المصدر: الميزان في تفسير القران، ج14، ص89.
فظاهر الآية يدل على أمرين: الأول: أنها تجري لنقطة معينة فيها استقرارها أو انتهائها يوم القيامة بانطفائها. والثاني: أنها تجري لا مستقر لها يعني بدون استقرار. رأي سماحتكم بالآية الكريمة في الأمرين؟.
الظاهر منها هو الأمر الأول بوضوح. وأما القراءة: لا مستقر لها فهي قراءة شاذة. المصدر: الرد على الشبهات من السنة والآيات، ص44.
قال البعض (لمستقر) تعني (إلى مستقر). الشمس هي في حركة دائبة لا هذه الحركة التي نشعر بها تدور حول الأرض خلاف الواقع. إن الشمس تتجه بمنظومتها كلها إلى كوكب عظيم يسمونه (نسر) ومؤخراً أسموه (فوغا).
وعندما تصل إلى ذلك الكوكب يصل عمر المنظومة الشمسية إلى نهاية المستقر أي مستقر الشمس وهو ذلك الكوكب العظيم وعندما تقوم القيامة في علم الهيئة الحديث قيل أيضاً إن المنظومة الشمسية هي في عمر الشيخوخة (إقتربت الساعة) عندما تتوقف عن السير. ينتهي نورها مثلنا نحن عندما يبلغ عمرنا نهايته، تنتهي آثار الحياة. هذا السير ليس أبدياً حتى تصل الشمس إلى مستقرها. المصدر: التفكير، دستغيب، ص170.
وعليه فان هذه الآيات تقرر قراراً صريحاً وواضحاً أن الشمس تجري وتسبح في فلك السماء فهي ليست ثابتة كما كان يعتقد الناس قديما، فكانوا يعتقدون أن الشمس مسمرة ثابتة في كبد السماء، لا يعتريها زوال، وتستهجن الحركة والمسير، وتركن إلى الاستقرار والجمود.
لكن الله سبحانه وتعالى قرر أنها تجري، والفعل (تَجْرِي) فيه إعجاز عظيم، لأنه لا يدل على حركة الشمس الظاهرية التي يبصرها الناس عند ما تشرق الشمس شيئا فشيئا، ثم ترتفع وتتوسط السماء، ثم تزول وتأوي إلى مهدها في الغياب، ثم تتوارى عن أنظار الخلائق... بل هو يدل ويعبر عن حركة واقعية أثبتتها الأرصاد، وحركتها العظيمة هذه يعبر عنها الفعل (تَجْرِي) بالسرعة الهائلة التي تقطعها الشمس خلال جريانها، لأن الجري أسرع من المشي أو السير، ولذلكم فإن جريان الشمس السريع هذا المقرون بجاذبية الشمس يجر معه الكواكب السيارة التي تدور حولها. المصدر: الاعجاز القرآني في ضوء الاكتشافات الحديثة، ص156.
إذن، يصرّح القرآن الكريم بأن الشمس تجري باتجاه معين، وهذا ما قرره علماء الفلك بأن للشمس حركة حقيقية في الفضاء معلومة المقدار والاتجاه، وكشف النقاب عن ذلك بعد ألف ومائتي سنة من نزول هذا الكتاب الحكيم وأوضح علم الفلك، أن الشمس لها مجموعة من الكواكب والأقمار والمذنبات، تتبعها دائما، وتخضع لقوة جاذبيتها، وتجعلها تدور من حولها في مدارات متتابعة بيضاوية الشكل، وجميع أفراد هذه المجموعة تنتقل مع الشمس خلال حركتها الذاتية. المصدر السابق نفسه، ص213.
لقد أثبتت الأبحاث العلمية أن الأجرام كلها تجري في الفضاء، ولكل كوكب أو جرم فلك خاص به يدور حوله ولا يحيد عنه أبدا، والشمس من هذه الأجرام السيارة، ولها ثلاث حركات تقوم بها معا. المصدر: الإعجاز العلمي في الإسلام، محمد كامل عبد الصمد، ص42.
وفي الموسوعة الفلكية نجد أن الشمس تدور حول محورها مرة كل خمسة وعشرين يوما وتقاس حركتها بمراقبة البقع الكبيرة المظلمة على سطحها والتي تعرف باسم الكلف الشمسية. المصدر: الموسوعة الفلكية، خليل بدوي، ص21.
وقد أثبت العلم الحديث أن الشمس تسير بسرعة 43200 ميل في الساعة وبما أن المسافة بيننا وبين الشمس 92 مليون ميل فإننا نراها ثابتة لا تتحرك وقد دهش بروفيسور أمريكي لدى سماعه تلك الآية القرآنية وقال إني لأجد صعوبة بالغة في تصور ذلك العلم القرآني الذي توصل إلى مثل هذه الحقائق العلمية التي لم نتمكن منها إلا منذ عهد قريب.
ومن هنا لا يبعد أن يقال في قوله تعالى: "والشمس تجري لمستقر لها" إن المراد بقوله: "تجري" الإشارة إلى ما يعطيه ظاهر الحس من حركتها اليومية والفصلية والسنوية وهي حالها بالنسبة إلينا، وبقوله: "لمستقر لها" حالها في نفسها وهي سكونها بالنسبة إلى سياراتها المتحركة حولها كأنه قيل: وآية لهم أن الشمس على استقرارها تجري عليهم وقد دبر العزيز العليم بذلك كينونة العالم الأرضي وحياة أهله والله أعلم. المصدر: الميزان في تفسير القران، ج17، ص90.
وعليه فان هذه الآية تبيّن بوضوح حركة الشمس بشكل مستمر، أمّا ما هو المقصود من تلك الحركة؟ فللمفسّرين أقوال متعدّدة:
قال بعضهم: إنّ ذلك إشارة إلى حركة الشمس الظاهرية حول الأرض، تلك الحركة التي ستستمر إلى آخر عمر العالم الذي هو نهاية عمر الشمس ذاتها.
وقال آخرون: إنّه إشارة إلى ميل الشمس في الصيف والشتاء نحو الشمال والجنوب على التوالي، لأنّنا نعلم بأنّ الشمس تميل عن خطّ إعتدالها في بدء الربيع بطرف الشمال، لتدخل في مدار (23) درجة شمالاً، وتعود مع بدء الصيف قليلا قليلا حتّى تنتهي إلى خطّ إعتدالها عند بداية الخريف وتستمر على خطّ سيرها ذلك باتّجاه الجنوب حتّى بدء الشتاء، ومن بدء الشتاء تتحرّك باتّجاه خطّ إعتدالها حتّى تبلغ ذلك عند بدء الربيع.
وبديهي أنّ جميع تلك الحركات في الواقع ناجمة عن حركة الأرض حول الشمس وإنحرافها عن خطّ مدارها، وان كانت ظاهراً تبدو وكأنّها حركة الشمس.
وآخرون اعتبروا الآية إشارة إلى حركة الشمس الموضعية بالدوران حول نفسها، حيث أثبتت دراسات العلماء بشكل قطعي أنّ الشمس تدور حول نفسها.
وآخر وأحدث التفاسير التي ظهرت بخصوص هذه الآية، هو ما كشفه العلماء أخيراً من حركة الشمس مع منظومتها باتّجاه معيّن ضمن المجرة التي تكون المجموعة الشمسية جزءاً منها، وقيل أنّ حركتها باتّجاه نجم بعيد جدّاً أطلقوا عليه اسم "وجا".
كلّ هذه المعاني المشار إليها لا تتضارب فيما بينها، ويمكن أن تكون جملة "تجري" إشارة إلى جميع تلك المعاني ومعاني اُخرى لم يصل العلم إلى كشفها، وسوف يتمّ كشفها في المستقبل. المصدر: تفسير الأمثل، ج14، ص185.
وعليه يتبين لنا ان في الماضي كان التصور ان الشمس ثابته غير متحركة، رغم ان القران الكريم قد تحدث عن جريانها قبل 14قرناً، وبعد ان جاء العلم الحديث واستخدم الوسائل الفلكية الحديثة واطلع على الكواكب السيارة والانجم وما في الكون من اجرام سماوية، قالوا ان الشمس تجري كجريان الفرس وهي تجري الى مستقر لها، وتحتاج الى سنوات وسنوات حتى تصل الى هذا المستقر، الذي من المُرجح نهايتها.

المصادر:
1. التكامل في الإسلام.
2. موقع عبد الدائم الكحيل.
3. الآيات العلمية في القران الكريم.
4. الميزان في تفسير القران.
5. تفسير الأمثل.
6. الرد على الشبهات من السنة والآيات.
7. التفكير، دستغيب.
8. الاعجاز القرآني في ضوء الاكتشافات الحديثة.
9. الإعجاز العلمي في الإسلام.
10. الموسوعة الفلكية، خليل بدوي.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=143571
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2020 / 04 / 16
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29