• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : تصريحات المسؤولين بين غياب الوعي وحضوره .
                          • الكاتب : نعيم ياسين .

تصريحات المسؤولين بين غياب الوعي وحضوره

         من المفروغ منه - لانه امر بديهي - ان يعرف كبار المسؤولين في الدولة طبيعة الوظيفة التي يشغلونها , ماهي ؟ وماصلاحيتها التي ستكون صلاحياتهم ؟ وماهي القوانين السارية المتعلقة بتلك الوظيفة حتى لايقع المسؤول في مخالفة القانون وتحت مساءلته ( اذا كان المسؤول يحترم القانون ) ؟ هذا ما جرى عليه العرف في العالم , فالمسؤول ومن اجل ان يلم بضوابط مسؤوليته ووظيفته يحتاج احيانا للدخول في دورة سريعة يتعرف فيها على البروتوكول , والعلاقات العامة , والمراسم الى جانب دورة في الادارة والقانون , وليس ذلك عيبا , فالمسؤول لم تلده امه مسؤولا كما ولدته حرا , واغلب مسؤولينا لم يشبوا في اسر ملكية يحيط بهم فريق من المستشارين منذ نعومة اظفارهم , وانما اغلبهم من الطبقة الوسطى تكافح من اجل البقاء , لكن وللاسف انك عندما تسمع نشرة الاخبار او تتصفح جريدة يومية تصاب بما يشبه دوار البحر من كثرة التصريحات لكل المسؤولين على اختلاف درجاتهم واهمية مناصبهم وكأن المسؤول لايكون مسؤولا مالم يكن له في كل قضية تصريح الى وسائل الاعلام حتى بات بعض المسؤولين طرفة يتداولها المواطنون : 
 ( زوجة المسؤول : ابو فلان اليوم ما سمعتلك تصريح . 
 المسؤول لزوجته : لا  , صرحت على مليشيات الجنجويد بدارفور لكن على اذاعة ال ... 
الزوجة : لا , اني ما اسمع هاي الاذاعة , لكن شنو معنى جنجويد ؟ 
المسؤول : هاي جماعات بدولة ثانية يسموها السودان كل ما يموت واحد منهم يطلعون عراضات بالسلاح والناس تتاذى من عراضاتهم فحبيت انصحهم . 
الزوجة : واحنا شنو دخلنا بالسودان ؟ 
المسؤول : أي صحيح ما لنا دخل , لكن شلون ابقى بغير تصريح هذا اليوم ) . 
ومن اكثر مسؤولينا تصريحات , البرلمانيون , فهم لايكتفون بوزارة الخارجية , ولا المتحدث باسم الحكومة , ولا برئيس الوزراء في التصريح حول قضية من قضايا الشؤون الخارجية للعراق . ولا يكتفون برؤساء اللجان البرلمانية في التصريح حول ملف يخص تلك اللجنة , وهكذا , فبرلمانيونا حقا طراز فريد في العالم , فانت لاتسمع مثلا سيلا من التصريحات لاعضاء الكونغرس الامريكي او مجلس العموم البريطاني او الجمعية الوطنية الفرنسية على كثرة الملفات المطروحة امامهم داخليا وخارجيا , وهذا يدفعنا لنسأل لماذا يعمل اولئك بصمت ونحن نكثر الضجيج بلا عمل ؟ .  والى جانب كثرة التصريحات يحسن برلمانيونا التدخل في كل شيء والتجاوز على مسؤوليات غيرهم , فمثلا كشف القيادي في التحالف الكردستاني محمود عثمان عن تشكيل رئاسة البرلمان لجنة برلمانية لدراسة الطلبات المقدمة من مجلس القضاء بشان رفع الحصانة عن عدد من النواب ، مشيرا إلى أن اللجنة المشكلة ستقدم تقريرها لرئاسة البرلمان لغرض اتخاذ الإجراءات المناسبة . وقال محمود عثمان في حديث لـ"السومرية نيوز" إن "رئاسة مجلس النواب قررت تشكيل لجنة لدراسة الطلبات المقدمة من مجلس القضاء بشان رفع الحصانة عن عدد من النواب" . 
لماذا تشكيل لجنة يا سيادة النائب ؟ اليس طلب السلطة القضائية ملزم لكم بلا تسويف اومماطلة ؟ ولو لم تتفق لجنتكم على طاعة القضاء وصحة طلبه برفع الحصانة عن زملائكم , فماذا نسميكم ؟ .  لم ينتخبكم الشعب ايها النواب لتكونوا حجر عثرة بوجه القضاء . 
       المتحدث باسم القائمة العراقية حيدر الملا قال خلال مؤتمر صحافي حضرته "السومرية نيوز"، إن "السلطة القضائية مشكلة خارج إطار الدستور بأوامر الحاكم المدني بالعراق بول بريمر". وأضاف الملا أن "السلطة القضائية غير دستورية وتنتهج نهجاً غير مهني بطلبات رفع الحصانة ، في محاولة سياسية لتكميم الأفواه وتعطيل الدور الرقابي لمجلس النواب ". 
ياله من اكتشاف عظيم اكتشفه الملا , اكتشف ان السلطة القضائية غير دستورية ناسيا ان عدم الدستورية هذه تعني عدم دستورية عضويته هو ايضا في البرلمان , وعدم عضوية القائمة العراقية كلها لان العضوية لا تكتسب قانونونيتها الا بعد مصادقة السلطة القضائية , ثم كيف عرف الملا ان السلطة القضائية خارج اطار الدستور وهذا الدستور بين ايدينا يتحدث عنها بالتفصيل ؟ . ويمضي الملا في تهجمه على القضاء فيصف طلب رفع الحصانة عنه بانه غير مهني وتكميم للافواه وتعطيل الرقابة , وماهو المهني بنظرك ياسيادة النائب اذا كانت القضاء يرفع مذكرة بكل احترام الى مجلس النواب يطلب فيها رفع الحصانة عمل غير مهني ؟ واين سياسة تكميم الافواه وها انت تشتم القضاء في مؤتمر صحفي امام وسائل الاعلام ؟ . 
       قلنا في اول المقالة ان نوابنا بحاجة الى دورات سريعة في الديبلوماسية والعلاقات العامة واخلاقيات المهنة لكي لايتحولوا الى طرائف وفكاهة يتداولها الناس في المقاهي وجلسات الشاي .   



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=14359
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 02 / 21
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29