يوما بعد آخر تتساقط قلاع أحلامنا وهي ايضا احلام كل الشهداء الذين سقطوا قبل النظام وبعده للدفاع عن عراق لطالما تمنوا أن يحيوا فيه بكرامة وقرار مستقل لأتباع مذهب ذاق أتباعه الأمرين عبر التاريخ.. لكن لا يبدو اننا نرى بزوغ ذلك الفجر الذي طالما حلمنا ونحن ننسج خيوطه بأيدٍ ما زالت تعاني قيود أمن النظام السابق، كنّا نأمل ان نرى اليوم الذي تُبنى فيه مدننا وتعلوا فيه قباب مأذننا ومقدساتنا كنّا نحلم باننا سنحكم لترى الدنيا حكم اتباع علي نحكم لنصور للخلق عدل علي ونكن لكل المظلومين خير مغيث ومعين
كنّا نحلم لكننا اليوم اخذ الندم يدب في أوصالنا فما عادت تنفعنا احلام ولا أماني أصبحنا نلعق جراح الامس القريب، بعد السقوط فكل هذه الأعوام لم تسعفنا بشيء من بصيص أمل وعدنا به وما أبصرناه، كم من الصرخات تتابعت وكم من الآهات تتالت حتى ذاك الرجل العطوف الذي بُح صوته من مطالبة بأصلاح أحوالهم، لكنهم صموا آذانهم فأذن من طين واُخرى من عجين وماتت القلوب فما عادت تنفعها ذكرى أو موعظة ولسان الحال
أسمعت لو ناديت حيا ..لكن لا حياة لمن تنادي
فمن يتحمل كل هذه الأخطاء ومن يتحمل كل هذه التبعات ومن يقر بالذنب ومن منهم يأتي ويعترف بما ارتكبت يداه وجنت نفسه وصحبته لكني أرى أن أخوة يوسف لم يصلوا بعد لمرحلة التوبة والندم وأصلاح ما أفسدوا ..
هيهات أنى لهم ذلك وقد مُلئت البطون من الحرام فمُسخت واكتوت النفوس بأهات الثكلى واليتامى فماتت وتحجرت القلوب بعدما داست على دماء الشهداء الكرام بدم بارد..
إنما نشكو بثنا وضعفنا الى الله ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلون والعاقبة للمتقين.