ينقل في حديث مشهور على الالسن , وفي الكتب عن النبي صلى الله تعالى عليه واله , وهذا الحديث موجود في كتاب بحار الانوار , للشيخ المجلسي اعلى الله مقامه في الجزء الثاني والخمسون , عن النبي صلى الله تعالى عليه واله , انه قال : افضل اعمال امتي انتظار الفرج ,
طبعا الائمة عندهم هذا الحديث بشكل اخر , الامام الجواد ايضا يقول : افضل اعمال شيعتنا انتظار الفرج , الى غيرها من الصياغات والأساليب في معنى الانتظار , فنحن مع هذا الحديث الشريف , المروي عن الخاتم صلى الله تعالى عليه واله , افضل اعمال امتي انتظار الفرج ,
ماذا الذي يفهم من الحديث وكيف نفهم هذا الحديث,
الانتظار لغة : بمعنى الترقب , وانتظر بمعنى ترقب , والانتظار لابد ان يكون منتظر , ومنتظر , وزمان الانتظار , ومكان الانتظار , وكيفية الانتظار ,هذه خمسة ركائز لابد للإنسان المنتظر ان يلاحظ هذه الامور
كيفية الانتظار , ايها الاحبة , مهمة في بحثنا , ونبداء بالركيزة الاولى , حتى يتسنى لنا الانتظار الحقيقي , وهل نحن في مصف المنتظرين ؟ ام نحن في جانب , والانتظار في جانب اخر,
اول امر هو مكان الانتظار , لابد لكل منتظر , ان يكون له مكان في الانتظار , التفتوا ايها الاحبه ان المكان له ساحة واسعة في مدرسة النبوة , وفي مدرسة العصمة الشريفة في روايات النبي صلى الله تعالى عليه واله
وروايات مدرسة اهل البيت صلوات الله تعالى عليهم اجمعين ,
حيث يروى عن النبي الخاتم صلى الله تعالى عليه واله , هذه الرواية ينقلها الشيخ صاحب الوسائل ,اعلى الله مقامه , الشيخ الحر العاملي , عن النبي صلى الله تعالى عليه واله , قال : يا ابا ذر ما من رجل يجعل جبهته في بقعة من بقاع الارض إلا شهدت له بها يوم القيامة ,
التفتوا الارض تشهد للإنسان حين ما يعبد الله , وعلى ذلك عندنا من المستحبات , ان يغير المصلي مكان صلاته , يعني كل فترة من الزمن , انت في البيت , عليك ماذا , ان عليك ان تغير موضع صلاتك , لماذا ؟ حتى يوم القيامة , اكثر من مكان يشهد لك بعبادتك لربك , تبارك وتعالى ,
وعن الامام الكاظم عليه السلام : اذا مات المؤمن بكت عليه الملائكة , وبقاع الارض , التي كان يعبد الله عليها , وابواب السماء التي كان يصعد اعماله فيها , ايضا هذه الرواية في وسائل الشيعة للحر العاملي ,وهي تتحدث , على ان الارض تشهد للإنسان في العمل , فإذن لابد اولا للمنتظر , ان يكون هناك مكانا للانتظار ,
الركيزة الثانية : ألا وهي زمان الانتظار:
نحن نقرا انا وانتم دعاء الصباح , ونجد في دعاء الصباح عن امير المؤمنين عليه السلام , هذا المقطع الشريف ( واجعل اللهم صباحي هذا نازل عليه بضياء الهدى , وبالسلامة في الدين و الدنيا , ومسائي جنة من كيد العدى , ووقاية من مرديات الهوى , )
فإذن ايها الاخوة , الصباح ايضا ماذا ؟ , للزمن اهمية , وللزمن احترام , وعلى ذلك التفتوا , كيف ان القران يهتم بالزمن ؟ عندما تحدث عن ليلة القدر ( ......انا انزلناه في ليلة مباركة
...) فالزمن مهم , الزمن له اهمية , ( ... والعصر...) يقسم بالزمن , وهو هذا الوقت المحدد , وغيرها من الايات , وكذلك نحن في مدرسة ال بيت العصمة , يوجد اهتمام في الزمن , ومنه حينما نجد ادعية الايام , اعمال الايام , ثم عندنا ايام معينة خلال السنة , كيوم النصف من شعبان , وليلة النصف من شعبان ,
ليلة المبعث , ويوم المبعث , ويوم الخامس عشر ذي الحجة , وأعمال ليلة القدر وليلة العيد ويومها , اذن الزمن يشغل مساحة من الاهمية والاحترام في الشريعة المقدسة ,
فإذن لابد ان يكون لنا زمن نعبر عنه بزمن الانتظار ,
المنتظــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــر
ثم عندنا المنتظر :
والان المنتظر هو سلطان الزمان سلام الله تعالى عليه , وانا وانتم منتظرون , فكيف ننتظر , ايها الاحبة ؟
فعليه الاعداد لأكون منتظر , وابتداء من داري , انها من المال الحلال, فرشي من المال الحلال , وان هذه داري تكون فيها قراءة القران , قرأه الادعية , مكان كلح ذكر الرحمان , انا منتظر عليه ان اهيئ المكان , بعد تهيئة الزمان , اب ان الهج بالليل والنهار بذكر الله , والهج بذكر محمد وال محمد صلى الله تعالى عليه واله ,
والهج بذكر القران واجسده بالتربية الصالحة ,والكلمات الطيبة , فإذن تهيئة الانتظار , بعد المكان والزمان , ونفسي , فعليه ان ابداء بغيري , اي ان اعد منتظرين جيدين , زوجتي اجعلها منتظرة , ولدي اجعله منتظرا خيرا , امي كذلك ابي , اخي , جاري , وأحث على ان يكون هناك , منتظر جيد, اي ان اعد واربي واصنع جيلا من المنتظرين المؤمنين الخيرين الصالحين ,
وهذه كل انسان حسب سعته , وقدرته , لعل هناك انسان قادرا على نفسه فقط , او زوجته مثلا , وعائلته , ويوجد اخر قادرا على ان يعد منطقة بأكملها , وهناك من تكون له قابلية ان يعد شعبا من الشعوب , والبعض امة من الامم,
يروى عن الامام الهادي عليه السلام , في بحار الانوار للعلامة المجلسي اعلى الله مقامة , قال : لولا من يبقى بعد غيبة قائمنا عليه السلام من العلماء الداعين اليه , والدالين عليه , والدالين على دينه بحجج الله , والمنقذين لضعفاء عباد الله من شباك ابليس , ومردته , ومن فخاخ النواصب , لما بقي احد إلا ارتد عن دين الله
مهمة العالم ليس اعدد نفسه فقط , لا وإنما هي اعدد الغير ,
وهي نقطة جوهرية , فتارة نعبر عن الانتظار انه انتظار نفسي وتارة تعبر عنه بالانتظار الغيري , اي اني اعد نفسي مرة , واخرى اعد غيري , للانتظار ,
فإذن ايها الاحبة , كيفية الانتظار , التي سنتحدث عنها , هي كيف ننتظر ؟
1. مكانية
2. زمانية
3. نفسي
4. غيري
اذن الملخص علي ان اكون منتظرا للإمام الذي امرنا الرسول الله صلى الله تعالى عليه واله ,
بالعمل الصالح , اي اختار الزمان , ثم احدد المكان , وهو ظرف هذا العمل الصالح . ويكزن ذلك بالقول النافع الصالح , في المكان الصالح , وفي الزمن الصالح ,
ومن اهم الافعال الصالحة , والأقوال , واثمرها , هو طلب علوم ال محمد عليهم السلام , حتى نهيئ جيلا من المنتظرين لقدوم وفرج
محمد ال محمد صلى الله تعالى عليه واله
اللهم عجل لوليك الفرج
وعجل فرجنا به
|