• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : عقاب الهي أم تهاون أخلاقي .
                          • الكاتب : جنان الهلالي .

عقاب الهي أم تهاون أخلاقي

أهمية السلوك الإنساني وتطويره في إطار من عادات الأمة وتقاليد المجتمع وأخلاقياته .. للتربية والالتزام بالأخلاق الفاضلة في الديانات السماوية هي المرتكز الأساس في عملية التنشئة الفكرية والتربوية والخلقية والاجتماعية!وهي أساس رقي وتقدم الدول..  وتبصير المواطنين بالمفاهيم الأساسية لأنماط السلوك الإنساني الصحيح وربطه بحقائق الحياة والإيمان وممارسة العادات  الصحية الصحيحة، والمثابرة في درء الخطر عند حدوث الكوارث والأوبئة ضرورة لابد منها.واكبر دليل علي تهاون وجهل المواطن  بمرض كارونا المستجد والذي آخذت بسببه نسب الوفيات تزداد بزيادة اعداد الأصابات.
فغياب الوعي الصحي والأهمال و كسر حضر التجوال رغم مناشدات دولية ومحلية للحد من أنتشار المرض.هو تهاون الكثير في الحد من أنتشار الفايروس، 
فالمطارات لم تغلق والحجر لم تأخذ على محمل الجد؛ الا بعد وسعة رقعة أنتشار المرض وتفشية في اغلب المدن،اما المواطن فكان ضد نفسه وضد المجتمع بعد أن تهاون بكسر  مدة الحجر المنزلي الذي اتبعته اغلبية الدول العظمى بسبب ذلك الفايروس.. كارونا الذي نشر الهلع والذعر على المستوى العالمي مما جعل كل دول العالم تتخذ العديد من الإجراءات الوقائية لمحاصرته ووقف انتشاره حفاظا على سلامة الجنس البشري كله متناسيا أن هذا الفيروس هو كالارهاب التكفيري والدولي لا يفرق بين انسان وإنسان آخر ولا يميز بين الطوائف والأديان والأعراق.. بلأخص بعدالنتائج الصادمة التي اعلنت عنها منظمة الصحة العالمية : فترة حضانة فيروس كورونا أطول مما يُعتقد أذ قد تصل ًفترة حضانة الفايروس  إلى 24 يوما. بسبب الأختلاط أو السفر لبعض الدول الحاضنة للفايروس الذي أودى بحياة مئات الأشخاص في الصين،ومدن كبرى. ووفقاً لمقال جديد شارك في كتابته خبير الأوبئة الصيني تشونغ نانشان.الذي اشتهر بجهوده في التعامل مع تفشي متلازمة الالتهاب الرئوي الحاد (سارس) عام 2003 وتم تعيينه مستشاراً كبيراً في أزمة كورونا الحالية، حيث قال:أن فترة الحضانة قد تكون قصيرة لدرجة أنها لا تستمر ليوم واحد أو تكون أطول من 24 يوماً، وهو ما يزيد بعشرة أيام عما كان يعتقد سابقاً. وأشار بعض الخبراء إلى أن الفيروس يمكن أن ينتقل خلال فترة الحضانة هذه الخالية من الأعراض، على الرغم من أن البعض الآخر شكك في ذلك.
مسؤولية الشعوب الآن هو "لا يزال احتواء (الفيروس)، لأنه حتى هذه اللحظة لايوجد له لقاح يحد من أنتشاره؛ وألا أصبنا بكارثة كالتي حصدت ارواح المئات  في ايطاليا وأيران وبعض الدول الأوربية الأخرى. ومازالت تزداد فيها اعداد الأصابات حتى  أقترح رئيس وزراء بريطانيا   التعامل  مع  أنقاذ المصابين من المرضى على اساس (مناعة القطيع)بما  تعني أن الحكومات حسبت التكلفة المادية ..واختارت أن يعم المرض وينتشر ثم ينجو من يستحق العيش ..أي البقاء للأقوى.. من الفئات الصغيرة من العمر. يمكن تلك السياسة الصحية التي تحدث بها رئيس وزراء ايطاليا وعبارته المشهورة حين قال لقد (انقضت حلول الأرض وبقى الأمر متروك للسماء) غيرت مفهوم بعض الذين استهانوا بهذا المرض الفتاك وابتلع كلماته بكسر الحضر الصحي عندما قال (خليها على اللّه)
وتناسى قول اللّه جلى وعلى:(ولاتلقوا بنفسكم  للتهلكة)وتناسى ان لا  أمكانيات للدول العربية اذا ماقورنت بالدول العظمى.
إن هذا  الجهل َوالأستخفاف بحياة الناس هو سبب انتشار المرض فلوأخذ الكثير الحيطة والحذر لما وصلنا إلى هذه الأعداد المتزايد من المصابين. ونلاحظ من تجربة الصين كيف قضت علي المرض بفترة قياسية بتضامن  شعبها مع السلطات والكوادر الصحية بعد  إجراءات مشدّدة شملت إغلاق مدن بأكملها ومنع سكانها من مغادرة منازلهم إلا للضرورة.فلأنسان يحتاج الى ممارسة في التعامل مع الأخر ، وان الروح الأخلاقيه العالية هي اساس التعامل، وأن  ننظر الى الآخر بمنظار يحمل معه كل صفات التربية والأخلاق كي نبني مجتمعاً ديناميكاً يفكر ويعمل ويشارك مشاركه فعالة ليصبح فردا فعال يغير في مجتمعه نحو الأفضل وبعقلانية لا بأنانية.. .فالدين حَتم على احترام  الأنسان لأخيه الأنسان والنهي عن أيذاء الآخرين والحاق الضرر بهم. ونحن    اليوم نحتاج  إلى تكاتف الجميع.. مواطن ومؤوسسات للقضاء علي هذا الوباء الذي شل حركة جميع البلدان.
الأول : ان نلتزم بديننا الحنيف التزام  حقيقي.. عملي ونجسد تعاليمة قولاً و فعلاً والخيار الثاني :ان نلتزم بالقيم والأخلاق العرفية التي ُيتفق عليها لتكون محورا يحكم الجميع ويدور حوله الجميع نحارب الفساد بالأخلاق العملية لكل عمل يخالف الذوق العام ويفسد الحياة فلافرق بين من يسرق الأموال من مشروع وبين من يستغل مريض في وقت حرج،ومن يتهاون بكسر الحجر الصحي.. ويتسسبب باأنتشار المرض الذي هو الحل الوحيد للقضاء على الفايروس.فليكن نصب عين الجميع إذا ذهب "ﻛﻮﺭﻭﻧﺎ" ﻭﻟﻢ يحرك ﺿﻤائرنا ، ﻓﺘﺄﻛﺪﻭﺍ ﺃﻧﻨﺎ ﻧﺤﻦ ﺍﻟﻮﺑﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺭﺽ، لأن الفيروس لم يأتي ليقتل فقط، بل جاء ليوقظنا من غفلتنا.والدين لا يعتمد على الخوارق و المعجزات. بل بلألتزام والثبات.
اذا ما نحتاجه الان هو نهضة معرفية اخلاقية تكون فيها الأخلاق والقيم محورا
للأنسان الواعي والمؤمن وقد يكون سبب ظهور فايروس كارونا  ليوقض ضمائرنا ولنرجع لحدود معرفة الله تعالى وطاعته وهذا الإيقاض والرجوع يكون   بما فيه خير  لنجاة الامة خاصة والبشرية عامة يجب علينا أن لانبخس حق بلدانا فهناك تراحم ومبادرات عظيمة للتراحم والتكاتف بين  المواطنين،فكثير من المواقف والتكافل والمساعدة احيتها كورونا وقد تكون ظهور بعض الأبتلاات رحمة لتحي ضمائر الأمة و لتوقضنا من غفلتنا، جائت لترينا صغر حجمنا ﻷننا عجزنا أن نرى جرثومة أستطاعت أن تهدد الكون بأكمله رغم صغر حجمها التي تكاد لا تذكر ، جائت لتقول لنا أن هناك رباً غفلنا عن ذكره وهو القادر على إستبدالنا في عشية وضحاها ذرة لا تكاد ترى بالعين المجردة أوقفت العالم بأسره ولم تقعده شلت أركان دول وأمم ، أهتزت لها منصات العالم، اليوم وجب على ي الجميع التكاتف والألتزام بالحجر الصحي  وهو السبيل الوحيد للنجات من الفايروس.بلأضافة إلى  الأيمان بقدرة الّله على التخلص من أنهاء المرض  (فإذا اراد شيّء فأنما يقل له ُكن فيكون).
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=143961
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2020 / 04 / 29
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 3