• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع :  سلسلة الصيام في التوراة والانجيل الحلقة الرابعة .
                          • الكاتب : مصطفى الهادي .

 سلسلة الصيام في التوراة والانجيل الحلقة الرابعة

🌟 حوار بين صيام موسى وعيسى. الحلقة الرابعة. هل نزلت الكتب المقدسة في شهر رمضان؟

🔹 أولا أقول : نستفيد من نص التوراة ــ على ما فيها ــ بأن نزولها تم أثناء صيام موسى ، فقبل أن يتم موسى صومه على جبل الدخان نزلت عليه التوراة حيث تجلى له ربه وأمره أن ينحت له لوحين من حجر الجبل ثم يكتب فيهما أولى وصايا الله للبشر كما في سفر الخروج 34: 1(ثم قال الرب لموسى: انحت لك لوحين من حجر مثل الأولين، فأكتب أنا على اللوحين الكلمات). وهكذا نزلت التوراة وموسى صائم وهذا يدل على أن التوراة نزلت في أيام صيام ، وأما عيسى عليه السلام فبما أن صيام موسى نفسه جرى على عيسى عليه السلام حيث كان صائما في البرية فهذا يدل على أن الحدث ايضا حصل في فترة صيام ولو رجعنا إلى القرآن الكريم لرأيناه يُرسخ هذا المبدأ حيث يقول تعالى : (شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن).

🔹 وبما أن القرآن نزل في الأيام الأخيرة من شهر الصيام ، فهذا يدل على أن قوله هذه صحيح وأن كل الكتب المقدس نزلت في أيام صيام لربما هي شهر رمضان خصوصا قوله تعالى : (كتب عليكم الصيام كما كُتب على الذين من قبلكم).يدل دلالة واضحة على أن نزول الكتب المقدسة كلها قد نزل في أواخر هذا الشهر فإذا كُتب نزول القرآن على المسلمين كما كتب على الذين قبلهم وبما أن نزول القرآن نزل في أواخر هذا الشهر الكريم فهذا يدل على ان نزول التوراة والانجيل والزبور والفرقان قد تم نزولها في هذا الشهر أيضا وهذا ما نلاحظه وبوضوح هذه الأيام في (إسرائيل) حيث تجري اجراءات أمنية مشددة بمناسبة نزول التوراة واحتفال الشعب اليهودي بنزولها وهو ما يُعرف بعيد نزول التوراة شفوعوت وهو مطابق لشهر رمضان.

🔹 ثانيا :
الغريب فيما نقرأ كأن الإنجيل كُتب بقلم اليهود حيث نرى اقتباسات كثيرة غير مبررة إلا لربما لسد الفراغات وجعل الانجيل يبدو كتابا كبيرا حاله حال الكتب السماوية الأخرى.

🔹 ففي صيام السيد المسيح نرى أنه صام أربعين نهارا وأربعين ليلة دون طعام او شراب في صحراء قاحلة تحت وهج الشمس الساطع الذي يقتل الحياة . وبالرجوع إلى التوراة نرى أن موسى صام هذه الاربعين يوما ايضا من دون طعام او شراب وهو على الجبل المضطرم نارا (جبل الدخان) لاستلام التوراة حيث نقرأ في سفر الخروج : (وكان هناك عند الرب أربعين نهارًا وأربعين ليلة لم يأكل خبزًا ولم يشرب ماء). (1)

🔹 والمشكلة التي تعترضنا هي الرقم (40) حيث أن موسى عندما ذهب إلى جبل حوريب يقوده الروح اكل أكلة واحدة صمدت في بطنه (أربعين نهارا وأربعين ليلة) كما نقرأ : (فقام وأكل وشرب وسار بقوة تلك الأكلة أربعين نهارًا وأربعين ليلة إلى جبل حوريب).(2)

🔹 نفس هذه الحالة نراها في صيام السيد المسيح في الإنجيل وكأنهم اقتبسوا ذلك حرفيا لسبب نجهله حيث نرى السيد المسيح يُقاد من قبل الروح إلى الصحراء اللاهبة ليصوم أربعين نهارا وأربعين ليلة من دون خبز ولا ماء (ثم أصعد يسوع إلى البرية من الروح ليجرب من إبليس.فبعد ما صام أربعين نهارا وأربعين ليلة، جاع أخيرا).(3)

🔹 والغريب ان المفسر المسيحي عندما لا يجد تفسيرا لذلك يقول: (وفي تاريخ الكنيسة نلتقي ببعض القديسين الذين صاموا أيضًا أربعين يومًا، وبلا شك أنه عندما تكون الروح نشيطة فأنها تستطيع أن تحمل الجسد الجائع).

🔹 فهذا التبرير مبالغ فيه لأننا لو قلنا بأن موسى وعيسى أنبياء ولذلك اكرمهم الله بتلك الكرامة لما كان هناك أي اشكال ، اما ما يقوله المفسر المسيحي من أن كل من هب ودب قادر على تحمل أربعين ليلة وأربعين نهارا من دون أن يدخل جوفه ماء او طعام فهذه تحتاج وقفة نراجع فيها عقل المفسر المسيحي.

🔹 من كل ذلك نرى أن القمص حلمي عندما اخذت بخناقه غرابة صيام موسى (أربعون يوما من دون طعام ولا ماء) اطلق سؤاله المشكك في نص التوراة حول صيام موسى فقال : (هل صوم موسى أربعين يومًا الوارد في سفر الخروج يعد أسطورة؟).(4)

🔹 وبعد ان عجز عن إيجاد المبررات لذلك ترك الجواب فإنبرى القمص تادرس يعقوب ملطي ليقتبس من قول العلامة ترتليان في تفسيره لصيام موسى أربعين يومًا فيقول : (إن الله صار طعامهما المشبع. إذ كان موسى عند الرب لم يحتاج إلى خبز وماء، إذ كان الرب هو شبعه وسر ارتوائه). (5) والأحرى بهذا القمص أن يُبرر ذلك لعيسى وليس لموسى ولا ندري سبب تحاشيه ذلك.
فهل أن صيام عيسى هو نسخة (كوبي) من صيام موسى فقط تم تبديل الاسماء؟

📌 المصادر:
1- سفر الخروج 34: 28 وتكرر هذا النص أيضا في سفر الخروج أيضا 24: 18 . وكذلك في سفر التثنية 9: 9.
2- سفر الملوك الأول 19: 8.
3- إنجيل متى 4: 1.
4- كتاب النقد الكتابي: مدارس النقد والتشكيك والرد عليها - أ. حلمي القمص يعقوب.
5- تفسير سفر الخروج القمص تادرس ص 165، 224.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=144142
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2020 / 05 / 05
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19