• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : تحرحمة الديون الخارجية .
                          • الكاتب : عبد الامير آل حاوي .

تحرحمة الديون الخارجية

وَمِن نَكَدِ الدُنيا عَلى الحُرِّ أَن يَرى
عَدُوّاً لَهُ ما مِن صَداقَتِـــــــهِ بُــــدُّ
على ديدن ونهج الحكومات التي تعاقبت منذ 2003 وليومنا هذا والتي أفرزتها صناديق الأنتخابات بكل (شفافية) وقانون أنتخابات أكثر وضوحاً من الزجاج البلوري. جميع هذه الحكومات سارت على درب الفشل والفوضى والأرتباك والأرباك المتعمد والمرسوم والمخطط له في الدوائر الخارجية المظلمة والتي أسقطت البلد في هاوية الأفلاس والعجز والفقر بسبب الأنسحاق التام والخضوع الكلي لأرادة خارجية ومقدرات وأوامر عابرة للقارات عملت على تجفيف منابع الأقتصاد العراقي ...وبعد مخاض عسير وولادة قيصرية رأت النور حكومتنا الحالية بين معارض ومؤيد وسط نيران أحتجاجات ساحات التظاهر وصيحات المحتجين والتي لعبت جائحة كورونا دوراً أساسياً في أخماد النيران وأجبار المحتجين ملازمة بيوتهم قسراً وبدلاً من تصحيح المسار المنحرف من خلال العمل الجدي وبكل همة ونشاط لأنتشال البلاد من الأنزلاق في هاوية الدمار الكامل بتنشيط القطاعات الأقتصادية (الزراعية والصناعية) التي طالتها يد التخريب والأهمال عمداً ولأسباب واضحة تتعلق بمصالح أقليمية ولائية تصل الى حد الخيانة العظمى من جانب ومن جانب أخر مصالح شخصية دونية فاسدة أجتمعت لدى أصحاب قرار فاسدين وتجار وأرباب عمل منتفعين حتى بات الأقتصاد العراقي أمره وأعتماده وديمومتة أسير ( النفط) نأكل ونعيش حينما ترتفع أسعاره ونتضور جوعاً بأنخفاضها وقد عمل (ولاة الأمر) لتحويلنا من سادة مالكين الى عبيد متوسلين ومتسولين على أبواب من لا يستحق السؤال ( لا تطلب الحاجات ألا من أهلهه) والسؤال مذلة كما يقول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام حتى ولو كان أين الطريق ...هؤلاء الذين يقول عنهم الشاعرالعراقي البابلي موفق محمد:
×(شلوا يمينك وأستعانوا بالذئاب على يسارك )×
هل نسينا كل شيء بهذه السرعة وهل ذاكرتنا مثقوبة لا تحتفظ بشيء ألم يكونوا هؤلاء أدوات أمريكا الرخيصة لتدمير العراق وبواباتها التي دخل منها كل الأوياش والأشرار بالعالم برعاية وقيادة الصهيونية الأمريكية العالمية ....ألم تشهد مدن وشوارع العراق ولا تزال أعراس الدم التفجيرية ل(4000)أنتحاري من جيراننا الجنب فقط وبأعتراف وزراء خارجيتهم (صورة وصوت ) هؤلاء يتنعمون بأفضل أنواع الطعام وفي سجون خمس نجوم ويتنفسون الهواء برعاية أممية تحت مظلة (حقوق الأنسان) ومنظمتها الغير منصفة ومئات الألاف تحت التراب والملايين من عوائلهم يتضورون جوعاً وعطشاً ...فبدلاً من تدويل القضايا ورفع شكاوى للمحاكم الدولية وتقديم القرائن والأدلة وأعترافات المجرمين أنفسهم الموثقة لدى المحاكم نطرق ابواب ذويهم للأستجداء والطلب فمن الطبيعي جداً أن يكون الثمن حرية المجرمين .
هذه البداية التعيسة والوقوف المذل على ابواب الجيران الشامتين والطامعين لا تؤشر الى أنفراج قريب في الأفق العراقي المدلهم .
فبدلاً من سلخ (الجلود جزو الأصواف )كما تقول الرواية لنجتاز المحنة التي هي من صنع أيدينا :
×(هذا جزاؤك أن تموت فداً لصوتك وأختيارك)×




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=144865
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2020 / 05 / 30
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28