• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الحظرُ عالميًّا بين (التطبيقِ ، والتلاشي) في ظِلِّ الاحتجاجاتِ الأَمريكيةِ .
                          • الكاتب : د . علي عبدالفتاح الحاج فرهود .

الحظرُ عالميًّا بين (التطبيقِ ، والتلاشي) في ظِلِّ الاحتجاجاتِ الأَمريكيةِ

لعلَّ المتتبعَ الأَحداثَ العالميةَ يُعادلُ كفَّتَي ميزانِها بين القوَّتَين الكُبْرَيَيْنِ: الغربِ متمثِّلًا بأَميركا وأَتباعِها ، والشرقِ متمثِّلًا بالصينِ وإِيرانَ وحلفائِهما بينَ الحينِ والآخرِ ، بل يُرجِّحُ قوةَ الشرقِ في منعطفاتٍ ، وتحدِّياتٍ يَجِدُ فيها القطبَ الغربيَّ عبارةً عن فقاعةٍ إِعلاميةٍ أَدخلتِ الرُّعبَ في منظومةِ القطبِ الشرقيِّ طوالَ قرنَين خلت ، واشتدَّ مؤخَّرًا نتيجةَ ضعفِ القياداتِ الشرقيةِ ، وتبديدِ قُدُراتِها (البشريةِ ، والماديةِ) ، وتحكُّمِ الغربِ بالاقتصادِ العالميِّ منفردًا بالقطبيةِ على (صناعةِ القرارِ ، وإِدارةِ الأَموالِ) ، وتجارةِ (الطاقةِ ، والسلاحِ ، والممنوعاتِ).

وقد وجد صُنَّاعُ القرارِ الأَمريكيِّ ضالَّتهم من ظهورِ ڤيروس كورونا وانتشارِه المتسارعِ عالميًّا بتأجيجِ الإِعلامِ المُرعِبِ له حتى غدتِ (الوفياتِ الأَمريكيةُ بالحوادثِ الخارجيةِ ، وأَيُّ وفاةٍ) تُسجَّلُ بسببِ هذا الڤيروس ، بل صار التقتيلُ منهجًا بأَوامرَ أَمنيةٍ - سياسيةٍ رسميةٍ للناسِ ، ولا سيما كبارِ السِّنِّ كي تَضاعَفَ أَعدادُ الوَفَياتِ إِلى عشراتِ الآلافِ ويَزيدُ ، فضلًا عن مئاتِ آلافِ المصابين حتى المليونياتِ ادِّخارًا للشكوَى الدوليةِ المزمَعِ تقديمُها أَمريكيًّا على الصينِ استنزافًا لثرواتِها بالتعويضِ المأمولِ تحقيقُه. وهذا ما يُؤمَلُ باستدعاءِ الولاياتِ المتحدةِ دولَ العالمِ كلَّها أَن تحذُوَ حذوَها بتقديمِ هذه الشكوَى ، وطلبِ التعويضِ حتى إِعلانِ الإِفلاسِ الصيني ، وإِنهاءِ قطبيَّتِها العالميةِ (الإِيجابيةِ) التي أَرعبتِ التفرُّدَ الغربيَّ (السلبيَّ).

وتزامنًا مع ثباتِ الصينِ على عزيمتِها بالتغلُّبِ على الڤيروس ومساعدةِ الدولِ لذلك ، والثقةِ الإِيرانيةِ الراسخةِ بالنفسِ في هذا المنعطَفِ تندَلعُ نيرانُ الاحتجاجاتِ الشعبيةِ الأَمريكيةِ المتفجِّرةِ نتيجةَ التمييزِ العنصريِّ السافرِ الذي تتبعُه الحكومةُ الأّمريكيةُ ضدَّ مواطنيها السودِ كشفًا لعدمِ انتهاءِ مظلوميةِ هذا التمييزِ سياسيًّا ، واجتماعيًّا.

وقد أَربكَ هذا الحدثُ الخاطفُ انسيابيةَ المخططِ الأّمريكيِّ ، بل يكادُ أَن يُوقفَه ، ويُنهِيَ حُلُمَه. وربما تُعلِنُ الولاياتُ المتحدةُ استئنافَ أَعمالِها التجاريةِ عالميًّا وكأَنَّ ڤيروس كورونا لم يكُن ؛ فالانهيارُ الشعبيُّ يعني انهيارَ الجهودِ الاحترازيةِ ضدَّ الڤيروس ، وانعدامَ الحاجةِ إِلى الحظرِ ، وتلاشيه. وهذا ما لا يُمكنُ تحملُه مع التحدياتِ الخارجيةِ التي أَقحمت أَمريكا نفسَها فيها ظنًّا منها أَنها مَن سينتصِرُ أَخيرًا.

وهذا سيؤدي إِلى إِعادةِ الحياةِ العمليةِ كسابقِ عهدِها بدءً بإِعلانِ إِنهاءِ الحظرِ ، واستئنافِ التبادلِ التجاري ، وعودةِ تزايدِ الطلبِ العالميِّ للطاقةِ والنفطِ. ولكم أَن تأخذوا بأَفكارِكم إِلى ما سيتحققُ من استقرارٍ للدولِ والشعوبِ المظلومةِ. إِنها قراءةٌ لا غير.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=144934
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2020 / 06 / 02
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28