• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الملحمة القادمة... سباق الاقتصاد الأصعب .
                          • الكاتب : طارق الغانمي .

الملحمة القادمة... سباق الاقتصاد الأصعب

بدأت مقومات وطموحات رؤية دول العالم تتجسد على واقع المشهد الترفيهي والسياحي بدلاً من واقع الموارد الطبيعية، وأصبحت بوضع استراتيجية حديثة وخطة تنموية سريعة لأجل تحويل الانتاج الاقتصادي للدولة من النفط إلى الاستثمار، وذلك عبر رسم وتنفيذ الكثير من المخططات الشمولية التي تتمحور حول الأهداف والمجالات لإنتاج أضخم صندوق استثمارات بالعالم وطرح الخصخصة وتوليد منتجات وصناعات جديدة، وصناعة حقيقية للسياحة والترفيه، ممّا يُسهم في تنمية قدرات البلاد على كافة الاصعدة والمستويات وتوفير المزيد من الفرص والوظائف.
ولعلّ قطاع السياحة أصبح هو النفط الجديد لعديد من البلدان التي بدأت تكتشف ذاتها من خلال ثرواتها وكنوزها وإمكاناتها المحدودة وتحويلها إلى طاقة وطنية تتغنى بها أمام الوافدين لتصنع شيء من لا شيء، وجني الأموال، ورفع الحالة الاقتصادية والاستثمارية لها، وهذه هي البداية الحقيقية لأي دولة عازمة على إنشاء قطاعات محلية للترفيه السياحي وجني الأموال بدلاً من انفاقها سنوياً على الترفيه والسياحة في الخارج.
إذ لم يعد الترفيه مجرد ممارسة عفوية بهدف التسلية والترويح عن النفس وشغل أوقات الفراغ، ولكنه تحول إلى منظومة صناعية لها أدواتها وآلياتها ومقوماتها، وأصبح ذراعاً اقتصادياً وطنياً مهماً يدر المليارات ويوفر آلاف الفرص، بل هو الآن أحد أهم مصادر الفخر والإلهام للأمم والشعوب المتقدمة.
أما لو نظرنا إلى مسألة الترفيه في بلدنا العراق الآن، فهو لا يحتاج للاجتهادات الفردية أو للمحاولات العفوية، بل العكس على ذلك، فهو بالأساس غني جداً بوسائل الترفيه والسياحة، وبمجرد أن تضع الاستراتيجية الصحيحة تشهد تنامي واجتذاب كبير على هذه الوسائل، وإذا أردنا تعدادها، فهي كثيرة من حيث المراقد الدينية والطبيعة الخلابة والمتاحف الجذابة والأماكن الأثرية من الشمال إلى الجنوب وغيرها، لكنه ما أن قررنا أن نبدأ من حيث انتهى الآخرون الكبار في مجال الترفيه، مع الرفض القاطع لتلك الصورة النمطية لواقع الترفيه السابق سننجح كثيراً في استقطاب الأخرين.
رسالتنا إلى ذوي الشأن، عليكم فقط تأسيس هيئة عامة للترفيه، تكون جهازاً وطنياً يُدار بعقلية احترافية حقيقية، تعيد تعريف مفهوم الترفيه بالشكل الذي يتناسب مع قيمة وطبيعة هذا البلد الزاخر بكل ملامح ومصادر الترفيه التي لا نظير لها في كل العالم. وخاصة أن قطاع الترفيه ما زال في بداياته الأولى، ويشهد تصعيداً وتطوراً غير مسبوق، ويُقدم نفسه كمنافس قوي لكل صناع الترفيه في العالم.
وإن قطاع الترفيه الجديد الذي يشهده العالم، لن يكون فقط حفلات وعروضاً مسرحية ومدناً ترفيهية، ولكنه كقطاع تنموي كبير وكصناعة حيوية مهمة، أكبر بكثير من كل ذلك، فهو يتضمن العديد من التجارب والخبرات والمنافسات العالمية التي تُشكل (سوق الترفيه الكبير) الذي تتحاصصه الدول الكبرى.
على الحكومة العراقية أو المؤسسات ذات الروح الوطنية أن تعي المهمة جيداً، وأن تبرم مذكرات تفاهم لمشاريع ترفيهية ومراكز للتسوق بمواصفات إنشائية عالية جداً للنهوض بالواقع الاقتصادي للبلد؛ لأن الترفيه أصبح سلة غنية ومتنوعة وجذابة، ويجب أن تُصمم بكل احترافية ومهنية ومسؤولية، لتُناسب كل الأذواق والأعمار والمستويات، وعلى سبيل المثال لا الحصر، هذه بعض أشكال الترفيه التي تستحق أن تتضمنها روزنامة الترفيه الوطني: العروض الفنية والمسرحية، مسابقات الخدع والإلقاء والكوميديا الارتجالية، المتاحف ودور الأزياء والدمى، مدن الملاعب والسيرك والألعاب الإلكترونية، دور السينما والدراما والبرامج التلفزيونية والالكترونية، وغيرها الكثير الكثير.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=144972
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2020 / 06 / 02
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28