يعد الضغط النفسي اكبر مصدر لزعزعة الاستقرار والسلام الداخلي لدى الانسان حيث انه واحد من أكثر الاضطربات شيوعًا بجانب اضطرابات أخرى مثل القلق والخوف، ويحدث نتيجة تعقّد الكثير من أمور الحياة وانسحاب القيم الروحية التي كانت تمد الإنسان شيئًا من الطمأنينة والسلام.
ويعرف انه : " الحالة الناتجة عن عدم التوازن بين مطالب الموقف وقدرة الفرد على الاستجابة لهذا الموقف".
وتتنوع مظاهر التأثر بالضغط النفسي الى أربع اصعدة :
- الجسمانية... وتتمثل بأعراض كثيرة مثل ارتفاع ضغط الدم ، او الآم ( الصدر او الظهر او القولون ) او صداع ودوار وغثيان او أمراض الحساسية ، او حدوث الإمساك ، والإسهال ، ونقص المناعة .
- الذهنية... وتتمثل أيضا بأعراض مثل عدم القدرة على التفكير المنتج الصحيح والمستمر وعدم القدرة على التركيز وضعف الاستيعاب والنسيان غير الطبيعي والانهيار العصبي.
- السلوكية... وتتمثل في طقطقة الأصابع ، والتدخين ، وقضم الأظافر ، والجدال والمشاجرة ، ومقاومة الذهاب للعمل .
- النفسية... وتتمثل بجملة أعراض كالإحباط والاكتئاب أو الشعور بقلة الحيلة والظلم أو حدوث الانفجارات العاطفية او الإحساس بالوحدة والأرق .
ولأجل معرفة التعامل مع الضغط النفسي لابد من عرض الاستراتيجيات السلبية والايجابية، ونبدا بتفصيل الاستراتيجية السلبية وهي تتكون اسلوبين هما التفادي والهروب .
فالتفادي هو العمل على تفادي الإحساس بالضغط دون العمل الايجابي لإزالته او التخفيف منه مثل :
• رفض الحديث عن مسببات الضغط
• التلهي بامور اخرى
• استعمال العقاقير المخدرة اوتناول الكحول
أما الهروب فهو الانفصال السلبي عما يظن انه مسبب الضغط الذي يعانيه مثلا :
انفصال عن الدراسة والعمل والزوجة والعائلة .
ومن اساليب استراتيجية التعامل الايجابي ؛ اسلوب رفع حدة القدرة واسلوب تقليل الضغوط ، وهناك عدة آليات لرفع حد القدرة مثل حسن التنبؤ والاستعداد المبكر للضغوط وكذلك عدم النظر للناس واجراء المقارنات، و زيادة الإيمان بالله والتوكل عليه، وممارسة تمارين الاسترخاء النفسي والابتعاد عن التفكير السلبي والتركيز على التفكير الايجابي .
اما الأسلوب الاستراتيجي الثاني الايجابي وهو تقليل الضغوط يتضمن التنظيم والتخطيط المسبق للوقت والمهام ومراعاة الأولويات، وحسن إدارة الوقت وتفويض العمل والاعتذار عن الإعمال الإضافية ولو كانت صغيرة.
ويمكن ان نقسم سلوك الإنسان مع الشدة الى سلوك تكيفي وسلوك غير تكيفي، فالسلوك التكيفي يتمثل بالسعي لحل المشكلة والمواجهة اجتماعيا ومهنيا والاستعانة بذوي الخبرة وكذلك التنفيس العاطفي لحل المشكلة.
أما السلوك غير التكيفي فيظهر للاسف عند البعض باستعمال العقاقير الطبية والشعور الدائم بالإحباط والتوتر، صعودا الى السلوك الهستيري وحدوث الإغماء المتكرر ونوبات الصراخ والارتجاف، وأخطرها ايذاء النفس بالانتحار.
لابد في الختام من المعرفة الصحيحة للضغوط والكيفية الملائمة للتعامل معها وعدم تأجيل معالجة الضغط او تأخير التعامل الايجابي تجاهها ، نسال الله ان يرفع عن كاهل الجميع الضغوط الشديدة وان يغمرهم بالخير والامان والسلام ..وهو نعم المولى ونعم النصير.
|