• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الكاظمي والتخبط العشوائي .
                          • الكاتب : مهدي المولى .

الكاظمي والتخبط العشوائي

لا شك ان السيد الكاظمي يتخبط تخبط عشوائي في كل ما يصدر من قرارات وما يقوم به من حركات وخطوات   فيحاول ان يظهر انه لا لون له ولا طعم ولا رائحة محاولا الاستفادة من إرضاء طرف  على حساب طرف آخر وفي الحالتين الشعب هو الخاسر

المشكلة العويصة  التي لا حل لها وهي حكومة المحاصصة التي لم تأت برئيس حكومة مؤهل ومهيأ  لهذا المنصب لم تأت برئيس حكومة هو نفسه أعد نفسه وهيئها للوصول لهذا الكرسي وفق خطة مسبقة تستهدف  بناء الوطن وسعادة الشعب  وإنما أتت برؤساء للحكومات بالوزراء بالصدفة او كما يقول العراقيون جاء بالحظ يا نصيب   ابتداء  بعادل عبد المهدي مرورا بمحمد علاوي والزرفي و انتهاء  بالكاظمي أي لم يأت  وفق ما نص الدستور عليه    والمؤسسات الدستورية  وإنما عن طريق   المصالح الخاصة والمنافع الذاتية  للطبقة السياسية  لا يهمهم مصلحة الوطن ولا منفعة الشعب ولا مستقبل العراق والعراقيين

والدليل منذ تحرير العراق في 2003 وحتى يومنا لم تشكل حكومة مهمتها خدمة الشعب وإنما هدفها خدمة الطبقة السياسية فقط  لهذا نرى الطبقة السياسية تزداد ثراء وتخمة ورفاهية والشعب يزداد فقرا وجوعا  وشقاء

 المعروف ان السيد الكاظمي  كان  رجل امن يقولون انه مدير جهاز مخابرات   فأي نظرة لوضع العراقي الأمني  تقول لنا  إنه لم يضبط الأمن في العراق فكيف يمكنه ضبط  كل الحكم في العراق  هذا يحتاج الى كتلة برلمانية قوية وكبيرة تقف الى جانبه وتسانده وتؤيده اي الى حكومة الأغلبية مؤمنه بخطته ببرنامجه كل الإيمان    وساعية بكل طاقاتها وإمكانياتها من اجل تطبيق ذلك البرنامج وتلك الخطة  مهما كانت التحديات والتضحيات وهذا غير موجود ولن يوجد في البرلمان العراقي  وغير موجود لدى الطبقة السياسية

لان الطبقة السياسية ترى في الوصول الى كرسي  البرلمان   كرسي الحكومة وزير مستشار وكيل وزارة محافظ  عضو مجلس وزارة  مدير عام موظف وسيلة لسرقة الثروة العراقية وتحويلها  الى جيوبهم الى أرصدتهم الخاصة  لهذا فهم يعارضون اي قرار يحول دون تحقيق  مهمتهم تلك    وهذا هو السبب الذي يعيق مهمتك  تطبيق خطتك برنامجك اذا كان لديك فعلا مهمة او خطة او برنامج

لأن الجماعة  اي الطبقة السياسية  أعضاء البرلمان مقسم على شكل مجموعات لكل مجموعة مهمتها  خطتها  الخاصة بها   ومن الطبيعي تتضارب وتتعارض هذه المهمات مع بعضها البعض والضحية هو الشعب العراقي

  فهؤلاء يرون في الحكومة المركزية اي حكومة بغداد مجرد ستار يغطي سلبياتهم مفاسدهم وتحقيق رغباتهم وأهدافهم الخاصة  وتحميهم وتدافع عنهم ليس الا

لهذا ساد الفساد والفاسدين وعمت الفوضى في كل المجالات ومن القمة الى القاعدة وعدنا الى  حكم العصابات والأعراف العشائرية  ليتنا  عدنا الى أعراف العشائر وشيوخها المعروفة بحكمتها  وشجاعتها  حيث تحولت العشائر الى عصابات  وتحول اللصوص الى شيوخ عشائر وهكذا فسدت العشائر وأعرافها الا ما ندر ومثل هؤلاء  موجودين  لكنهم تراجعوا بعض الشيء خوفا على سمعتهم وقيمهم  وهذا التراجع سمح للفاسدين واللصوص  والعناصر السيئة والغير مؤهلة ان يحلوا محلهم

 من هذا نقول للكاظمي لا تصدق الذي يحبك ولا تصدق الذي يكرهك بل أقول لك كون قريبا من الذي يكرهك لأنه أقرب لك من الذي يحبك وخاصة في هذه الفترة فترة الاختبارات فهناك منافسة قوية جدا بين كل الأطراف للحصول على الهبرة الأكبر على الحصة الأكثر

لا ادري كيف تتعامل  مع طبقة سياسية اي مع عناصر حكومة مع أعضاء برلمان على شكل مجموعات هذه مجموعة  تعتبرك انك محتل لأرضها وعليك ان تسحب قواتك منها وتتمنى الخراب والدمار للعراق حتى تتمكن من تحرير أرضها ومجموعة تعتبرك محتل فارسي مجوسي وتطلب منك  ان تسحب قواتك من أرضها  ومجموعة ثالثة تعتبرك أمريكي  تعمل لصالح أمريكا وبالضد من مصلحتها

لا اعتقد يمكنك العمل في ظل هذه المجموعات ولا يمكنك التقدم خطوة واحدة الى الأمام مهما كانت قوتك شجاعتك  حكمتك  فالفساد يملك قوة كبيرة متوحشة تمكنت من السيطرة على كل المجالات في كل أنحاء العراق ومن القمة الى القاعدة   فأي حركة لقوة الإصلاح  تذبحها في مهدها

قامت حركة إصلاحية في البرلمان (سميت ثورة البرلمان) وكادت  تنتصر وتضع العراق على الطريق الصحيح وفجأة ذبحت على يد أعداء العراق

  كما دعت بعض الأطراف السياسية الى تشكيل حكومة الأغلبية السياسية اي الأغلبية تحكم والأقلية تعارض  لكن هذه الدعوة ذبحت في مهدها أيضا من قبل   المجموعة الفاسدة وعادت الى حكومة المحاصصة




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=145173
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2020 / 06 / 10
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29