ما برح العلماء يحاولون جاهدين معرفة الاسباب التي تؤدي الى المضاعفات المميتة الناتجة عن  مرض كوفيد 19 (الكورونا) ومن جملة ما درسوا هو الحمل الفايروسي ( عدد الوحدات من الفايروس المعزولة من مسحة الانف والبلعوم ) الذي اعتقدوا أن زيادته لها علاقة بالمضاعفات  الناجمة من المرض حيث لاحظوا ان هذا الحمل يكون عالي عند بداية  تشخيص المرض لدى  مرضى الكورونا ويستمر عالياً في الحالات الشديدة .

يعتقد العلماء أن أقل حمل فايروسي يسبب مرض الانفلونزا على سبيل المثال  هو 10 وحدات من الفايروس  ألا أن اعتقادهم ان الكمية اللازمة للاصابة بالكورونا هي أقل نظراً لشدة انتشار الكورونا مقارنة بالأنفلونزا وربما تكون النسبة بالمئات  لفايروسات أخرى.

لقد واجهت نظرية الحمل الفايروسي العالي  ما يدحظها فوفق لصحيفة اللانسيت الطبية  البريطانية فان هذا الحمل يكون عالياً حتى في الحالات البسيطة أو الخفية من المرض  فلا بد أن السبب يتعلق بعامل آخر ويفترضون من جملة ما يفترضون نظرية   الحمل  الفايروسي  المستمر أو المتعدد والمقصود بالحمل المستمر أو  المتعدد هو الإصابة المتكررة بالفايروس أثناء الإصابة الاولى بالمرض  مما يجعل السايتوكينات  و الوسائط التي تفرز في بداية المرض كنوع من أنواع الدفاع لمجابهة المرض تستمر بالارتفاع لتهاجم الحويصلات الرئوية و بالتالي  يؤدي ذلك  الى العجز التنفسي في حالة كون الإصابة شديدة  . إن الباحثين عزوا  ارتفاع السايتوكينات و الوسائط الأخرى إلى الايعازات المستمرة التي تحفزالجسم على انتاجها  وأن الحمل الفايروسي المتعدد كان احد الاحتمالات التي اقترحوها دون ان يثبتوها بالدليل القاطع.

و نظرية الحمل المتعدد أجد مما يعززها  بقوة للأسباب الآتية :

1-العاصفة كانت قليلة مع وباء انفلونزا الخنازير H1N1  بسبب انتشار الانفلونزا كان أقل وفرصة الحمل الفايروسي المستمر تكون اوطأ و لان درجة العدوى اقل فلا يحصل حمل متعدد كما في الكورونا .

2-حدوث الوفيات من الكورونا  في الكوادر الطبية والصحية والادارية العاملة في المستشفيات  كانت اكثر في الكورونا لمن يتعرض لحمل عالي واصابات متعددة ومستمرة  قبل الشفاء

3- أن  شدة الوفيات  بفايروس انفلونزا الخنازير H1N1   حدثت في بداية الجائحة في حينها أما لاحقاً فصارت نسبتها كنسبة الانفلونزا العادية  لسببين أولهما  أصبح الحمل المتعدد أو المستمر احتمالاً نادراً لقلة انتشارها مع حصول مناعة مجتمعية من جانب ومن جانب آخر أن الإصابات التي تحدث غالبا ما تكون اصابات غير أولية لاحتمال تعرضنا لها في السابق كون عاصفة السايتوكين لا تحدث لمن لديه مناعة من إصابة سابقة كون الجسم سيتعامل معها كإصابة معرفة لديه سابقاً.

4- ما يعزز هذه النظرية هو ازدياد نسبة الوفيات  بالكورونا بازدياد اعداد الاصابات كأن تكون 2% من الاصابات في بداية انتشاره في بلد ما لتصعد الى 5% مع ارتفاع الاصابات في نفس البلد و الأمثلة كثيرة لايسع المجال لذكرها.

و في الحقيقة ورغم ما تقدم من أسباب تدعم  هذه النظرية بشدة  ولكن  يصعب  اثباتها بسبب صعوبة  تشخيص الإصابات المتعددة بالفايروس كون الفحوصات تعطيك إيجابية المرض وليس تاريخ الإصابة بالضبط أو تكرار الإصابة.

ومما يذكر من احتمالات أخرى لحدوث عاصفة السايتوكين هو  خلل في الجهاز المناعي او أسباب عرقية أو جينية. لقد افترضت بعض الابحاث وجود مناعة معينة لدى الملقحين سابقاً بلقاح البي سي جي كون اللقاح يعطي مناعة تقاطعية لفايروس الكورونا أي يجعل المصاب يتعامل مع الفايروس كفايروس مُعرّف لديه ولا تحدث عاصفة السايتوكين وأفترضنا في بحثنا  في المجلة العالمية للتأهيل النفسي والاجتماعي  وجود  علاقة بين نسبة الوفيات بسبب الكورونا ومعدل الاصابة بالتدرن الكامن  لنفس السبب المشار اليه مع لقاح التدرن.

تفترض الباحثتان الأمريكيتان  مارتا كاكليا  من جامعة توفت وسيما لاكداوالا  من جامعة بتسبرك الباحثتان المتخصصتان في هذا المجال احتمال وجود الحمل الفايروسي المتعدد أو المستمر ويوصيان بعدم التعرض لأي حمل فايروسي كإجراء وقائي للوقاية من المرض ومضاعفاته.

ولو صحت هذه النظرية فهل سيكون للقاح الكورونا المرتقب و الذي يتأمل الناس من انتاجه في الأشهر القادمة من دور في هذه الجائحة ولا سيما أن نسبة عالية من السكان أصيبت او ستصاب بالمرض وان الحمل المستمر او المتكرر سيصبح نادر الحدوث  مما يهدأ من عاصفة السايتوكين التي ضربت الكثير من سكان العالم في دول العالم المختلفة و ربما تصبح الكورونا فايروس تنفسي بسيط جداً و لايحتاج أي علاج ؟ أسئلة سيكون للزمن دوراً كبيراً للإجابة عليها.