• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : حب الحسين اجنني .
                          • الكاتب : رجاء الانصاري .

حب الحسين اجنني

 النهايات تشبه البدايات تماما

هيجان الارض واهتزازها حمله الى الشعور ذاته قبل عشرون سنة فبين الماضي والحاضر قلب يتلوى بصوت مذبوح
يلملم دموعه المختنقة لينثرها مع كل هدهدة يشق بها سكون الليل على مهد بات مسرح للاحداث
كان يصغي اليها بعمق وهي تترنم بابيات لقصة وقعت منذ الف عام
عشق هذه الترنيمة سمعها الف ليلة ((حيث الحسين على الثرى
خيل العدى طحنت ضلوعه
قتلته ال امية ظامي الى جنب الشريعة
ورضيعه بدم الوريد مخضب فاطلب رضيعه))
حتى بلغ الحلم ليتمخض ذلك العشق عن موكب صغير ليكون انطلاقه نحو سفر الخلود
موكب راهب ال محمد
اول مأدبة نصبه احمد على طريق زائري ابا عبدالله عليه السلام هو ابن الاثنى عشر ربيعا
عله يلتقي باابطال قصته الحقيقيين
فقلبه الصغير مازال يحلق باحثا في الوجوه لعله يلقاهم
لم يهدا قلبه ولن يستكين حتى يعايش الاحداث ولو من خلال تمثل الادوار فروحه المثخنة بحكايات العاشقين ترنو وتخفق كطائر يصارع تقلبات تشرين ليلتحق بالسرب
لكن قلبه انتكس اكثر عاد باكيا الى البيت يواري دموعه عن امه
ولما استخبرته عن حاله قال وبمرارة ان دور الشمر في التشابيه اوجع قلبي
ترأت لي مولاتي زينب و السياط تتلوى على متنها تقوم تارة وتسقط اخرى من هول المصيبة تنادي ولا من مجيب عين على الخيم وعين على الجسد الشريف وروح تضلل اشلاء القمر
رايت شر خلق الله كيف يكشر عن انيابه لسيخط السماء بافعاله
تعثرت في خطاي وخارت قواي وانا امسك السوط فالدور يحتم علي اضرب وبقسوة
وقلبي ينزف كنزف المنحر
صياح الاطفال
نحيب اليتامى
دخان الخيم
نحر ينزف دما عبيط
كف وقربة
مشهد يدمي القلب
ولكنه انتصف لدموعه في العام التالي حين تنسم دور الحر
شعور بالرضا ملا حناياه
وكانه اختصر المسافات للحسين
المواكب كانت مرتعا لسنوات عمره فعاشوراء لم تكن وليدة مهد وترتيلة بل هي سفر روحي بين طف كربلاء وذاته المتعطشة ليعيش ولو جزء من احداثها
حب الحسين اجنني...يلامس همس العاشق ونبض القلب يثور يمزق اوصاله
صبرا ايتها الروح يوم ما سيحين الوصال ليختزل كل المسافات فالروح حبلى والمخاض قريب
فهاهو ابليس يستنفر جنده ويجلب خيله ورجله
نعيق وعواء ونباح يعلو في مدائن الموتى
ثمة مؤامرة تحاك خيوطها تحت السقيفة المشؤمة
العد التنازلي قد ابتدأ..
سقطت موصل والانبار
الظالم امتشق سيفه يحصد بالارواح ويذبح
عاد الابقع متكئا على غرائزه رائحة زفيره المتعفنة سموم ملئت الارجاء
اكفهر وجه السماء
فالساعات اصبحت اياما والليل زاد حلكة ..الفجر كعجوز اجهضه المرض

الهدوء عم الارجاء
ثمة كلمات دوت تحت القبة رددت الايام اصدائها وسمع ترجيعها في الارجاء
(الا من ناصر)
سالت الف دمعة لتغسل عيون العاشقين فاض الشوق وقرب المراد ستتكلم البندقية بلغة الارواح
هب احمد والالم يعتصر قلبه فقد ضاقت به الارض بما رحبت
لا لن يدخلوا كربلاء كما دخلوا الموصل والانبار
اخبر والديه بعزمه على الالتحاق بصفوف المقاتلين
رفض طلبه من قبل والديه بادئ الأمر لصغر سنه، ألان احمد ذو العشرين ربيعا استطاع اقناعهم بالقول ألستم ترددون دائما باليتنا كنا معكم فهذه هي الفرصة لتكونوا مع أنصار الحسين عليه السلام...
استطاع إقناعهم وبل جعلهم فخورين به لأنه كان يترقب هذه الفرصة
فقلبه المتقد يتوهج كالجمر في مواقد الشتاء
الليل ضيف ثقيل يكتم أنفاس الصباح فثم روح ترتقب تحت أستاره بزوغ الفجر ليلتحق بصفوف المجاهدين
تنفس الصباح تألقت عينيه
حمل حقيبته تزود من النظر إلى وجه والديه ففي غياهب نفسه احتشدت كلمات الوداع الا انه اكتفى في حجكم هذه السنة نحو قبلة الاحرار لاتنسوني من الدعاء
انسابت كلماته في اعماقهم وتركت صداها اذكروني في دعائكم كأنه ينعى نفسه
حمل حقيبته وربط سيور حذائه
ثم لوح بيديه مغادرا أراكم بخير
حل شهر صفر وبدأ كرنفال الزحف الحسيني يشق طريقه من أقصى نقطة على الأرض الى كعبة الأحرار
وقعات خطواتهم وتراتيلهم مزجت بعطر النبوات المنعبث من قباب ذهبية عانقت السماء شموخا
فبين وقع الخطى وازيز الرصاص كان اليراع يخط في سفر الوجود أجمل القصص عن رجال لهم قلوبا كزبر الحديد يترجمون عشقهم تراتيل تعزفها سمفونية الشهادة لتسكب ارواحهم في قارورة الخلود ففي قاطع محكول أزفت لحظة الرحيل واحتشدت الارواح لتلتحق بركب الملكوت الاعلى فهاهو الحسين عليه السلام يسقيهم من كأسه الاوفى
واقعة الطف تستحضر إحداثها في مخلية احمد
التفت الى اصدقائه مودعا وهو يتلو ومنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر
حتى غفت عيناه على قلادة من دم نحره تزين وجه ابتسامة رضا
لقد نال مبتغاه ارتقى سلم الوصال
يشق الناس طريقهم من كل فج عميق ليالي ايام بخطى تعجز الارض عن عدها وفي كل مرة تنتحب ان فقدت وقع اقدام عهدتها اول الماشين تهتف باسمه في كل غرف النداء
الاان احمد اختصر الطريق واخترق حدود الزمن وعبر العوالم ونال قرب معشوقه
صار يرى الماشين للحسين عليه السلام كما لم يرهم من قبل المشهد من الأعلى اكثر عظمة رائ امرأة تحمل صورته تمشي بعنق مشرأب والنساء يرشقنها بعبارات لائمة جارحة مااقسى قلبك قذفتيه في لهوات كان غضا فتيا
شب لتوه
ترد عليهم بحزم هيهات هذا جمال صحيفتي وزينتها عند الحسين وفداء له
رأته ذات ليلة في عالم الرؤيا يحمل مفاتيح وهو يبتسم مفاتيحكم انت ووالدي بيدي
لكل هاتف رمز سري يحتفظ به صاحبه مغلق
الا احمد بقى هاتفه مفتوحا برصاصة اخترقت شاشته ليستقر في ساقه.....




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=145410
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2020 / 06 / 17
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18