• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : المألوف وغير المألوف عند علي الخباز في مدارج الحضور .
                          • الكاتب : مهند البراك .

المألوف وغير المألوف عند علي الخباز في مدارج الحضور

من غير المالوف في العراق أن تجد كاتبا حاز بقلمه مكانة مرموقة بين كتاب المقالات الدينية والاجتماعية في مجتمع سيطر عليه الفيس بوك وتويتر بعدما تحطمت مقولة القاهرة تكتب ولبنان تطبع وبغداد تقرأ ، فكان اسلوبه السلسل في استعراض مايريد ايصاله من بناة افكار التجديد في القضية الحسينية وربطها بواقع معاصر بعيدا عن الاسفاف والحشو غير المبرر لكلمات فضفاضة ليحبك المقالة الادبية والتأريخية ويجعلك تعيش تلك الاجواء الروحانية في حقب التاريخ الحسيني . 
هذا ما خطر في بالي وانا اتابع بدايات الاستاذ علي حسين الخباز في عالم المقالة الالكترونية ، فكانت امامي حاضرة اكثر من 2000 مقالة ادبية واجتماعية ودينية اخترت منها .. "مدارج الحضور" رائعته التي كانت من اولى كتاباته في ذلك العالم الافتراضي ، خلد فيها حضور شخصيات دينية وتأريخية في نافذة القول من التاريخ ليستحضر الماضي في صورة الحاضر وليعطي انطباعا ان التأريخ لايجب ان يمر عليه بعيدا من تصحيح بعض ما ورد فيه من مقولات وتعظيم لشخصيات كانت تكيل العداء لاهل البيت عليهم السلام ..
فيقول في حضور بعض المدونات " وقد ورد في بعض التدوينات.. لما ولد الحسن سماه أبوه حمزة ثم سمي الحسين جعفر فقال النبي (ص):{أني أمرت أن اغير اسميهما} فسماهما حسناً وحسينا كما شاء البعض أن يدس حقده المكين في ثنايا كل حدث كالجاحظ وأشباهه الكثار  ليقولوا أن عليا سمى جميع أبناءه حرباً لكونه رجل يحب الحرب فقال النبي (ص) سميتهم شبراً وشبيراً ومشبرا ..
نقول للعلم فقط إن المحسن لم يولد في زمن الرسول فكيف رفض النبي تسميته ثم حاشى لعلي أن يسبق جدهما الرسول في تسميتهما ومن ثم إذا كان التوبيخ الأول كما يذكر الجاحظ فهل يعقل أن يعيد أبا الحسنين الكرة وكأنه لا يريد الانصياع " 
وليسترسل اكثر في تلك المقالة في حضور علي (عليه السلام) بمقولة "بهمس هو الثناء في حمد هذا الوليد المحمل بعبق الأرث المحمدي حد التماثل العجيب (الحسن (ع) أشبه الناس برسول الله بين الصدر والرأس والحسين (ع) أشبه الناس بالنبي ما كان أسفل من ذلك." 
وكاني به وقد استحضر عليا (عليه السلام) لا ليعضد مقالته بعلي بل ليؤكد الحضور بهذه المقولة وليؤكد للمتلقي أن عليا (ع) هو نفس الرسول (ص) [ لحمك لحمي ودمك دمي] وليسترسل بحضور المعنى كما كان دأبه في كل مقالة قادمة ليزيح بعض الردن عن ذلك التأريخ بتجسيد حضور شخصيات تأريخية في زماننا ليحاكم من يحاكم على نقله وقائع تاريخية وليعيد للنص عبقه الأولي  ، فهذا هو الحافظ ابو الحسن الدار قطني يستدعيه الخباز ليقول " حين أخبر جبريل الرسول (ص) أن أمته ستقتل حسينا فقال يا جبريل ألا أراجع فيه ؟ قال لا لأنه أمر قد كتبه الله فلذلك كانت أمه تناغيه (واحسينا.. واحسينا.. واحسينا)
أو تقتبس من كلام أبيها كربلا يا كربلا يا كربلاء  كربلاء لا زلتي كرب وبلاء "
وهنا ربط الخباز بين النص (قتل الحسين (ع) ) والحداثة حينما تصرخ جموع المعزين يوم العاشر من محرم الحرام (( واحسيناه ،،، واحسيناه ،،،واحسيناه )) .

ويحاول أن يجد حضورا اخر لمعنى اخر ليعطي حبكة للمعنى داخل المقال وليشد القاريء باسلوبه الكتابي فلا يترك للمخيلات ان تسيطر على من يقرأ بل يحاول ان يستدرك ما كتب ويصحح الاخطاء الشائعة في تأريخ أعور فيستدعي عائشة زوج النبي (ص) لتقول في مدارج الحضور "  رأيت رسول الله (ًص) يحل أزرار الحسين فقلت ما هذا يارسول الله قال: ألبسه هدية ربي  إلا إن ربي أهدى إليه مدرعة وإن لحمتها من زغب جناح حبرائيل " 
وهنا يؤكد مرة اخرى بحضوره ومقولتها أن الأفق واسع المديات لكن لايبصره من جعل بصره بعيدا عن بصيرته ووضع وقرا على سمعه ، فهو في الدنيا اعمى وفي الاخرة اعمى . 
لينتقل بعدها الخباز صعودا ليصل الى جابر الانصاري ليفتح نوافذا للبوصلة والدليل كما يحب أن يطلقها في بعض كتاباته فيقول عن لسانه " كان الحسين (ع) أبطئ لسانه فصلى خلف النبي في يوم عيد فقال رسول الله (الله أكبر) قال الحسين (الله أكبر) حتى كررها سبعاً فسكت الحسين ثم قام في الثانية فقال الله أكبر فأجابه الحسين (الله أكبر) فكررها سبعاً فسكت الحسين فسبب فاضل التكبير في العيدين " 
وكاني بالخباز يفتح نوافذ كل دليل على مصراعيه ليؤكد مقولة الرسول (ص) " حسين مني وانا من حسين " وليعود بجابر الانصاري الى تلك الحادثة ليؤكد للعالم اجمع ان الحسين (عليه السلام) عاش حرا واستشهد حرا كما هي سيرة جده رسول الله (ص) .
هذا ما وجدته في مقالة فكيف لو اردنا الخوض في فكر الخباز وترتيبه ورؤيته لادراج النص التاريخي وتوظيفه كنص داخل النص ، فهنا كان لابد لي أن اتوقف واترك المجال لاهل الاختصاص ليستنطقوا الخباز في رائعة اخرى .  


كافة التعليقات (عدد : 2)


• (1) - كتب : الكاتب ، في 2020/06/21 .

اشكر مرورك دكتور .. فقد اضفت للنص رونقا جديدا وشهادة للخباز من اديب وناقد تعلمنا منه الكثير ..
اشكر مرة اخرى تشرفك بالتعليق وكما قلت فان الخباز يستحق الكتابة عنه

• (2) - كتب : د. سعد الحداد ، في 2020/06/20 .

نعم... هو كذلك ... فالخباز يغوص في أعماق الجمل ليستنطق ماخلف حروفها , ويفكك أبعاضها ليقف على مراد كاتبها ثم ينطلق من مفاهيم وقيم راسخة تؤدي الى إعادة صياغة قادرة للوصول الى فهم القاريء بأسهل الطرق وأيسرها فضلا عن جمالية الطرح السردي الذي يمتاز به في الاقناع ..
تحياتي لك استاذ مهند في الكتابة عن جهد من جهود الرائع استاذ علي الخباز .. فهو يستحق الكتابة حقا .



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=145490
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2020 / 06 / 19
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19