• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : العلم دعامة الدين وفريضة على المسلمين .
                          • الكاتب : ايات محمد حسين .

العلم دعامة الدين وفريضة على المسلمين

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على خير خلقة محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين

العلم هو الحصن للمرء من الشبهات وأضاليل المضلين؛ فالمتعلم والمتفقه الذي يعلم المسلمات لمذهبه ودينه واخذها ممن هم معدن للعلم لاتلتبس عليه لوابس الفتن والمضللات، ولايسقط في شباك المفسدين وأهل الضلالة.
فهو أقوى سلاح للمرء أمام التيار الذي يجرف الناس إلى هاوية الفتن وكثيرون وقعوا فيها ؛ بسبب جهلهم  فالفقة هو الحصن المانع للإنسان الذي يقيه من مضلات الفتن، وهو دعامه الدين، وهو الذي يهدي صاحبة إلى طريق الصواب.
فالمرء الذي يدخل متاهه متعددة المداخل والمخارج إن لم يعرف الطريق أو لم يملك خريطة تدلة على مسالك المتاهه فسوف يتعب وهو يحاول الخروج وربما يخرج أو لايخرج فيبقى حبيس فيها ، عكس من يملك خريطة تدله الطرق والمخارج والمداخل للمتاهه  إذا عرف الطريق للخروج وعمل وفق مافي الخريطة فسيخرج بسهوله فهكذا المرء إن لم يملك علماً يهديه ويصبر له الحق وطريق الصواب فأنه سيقع في دوامات ومتاهات الجهل والشبهات وما إن يخرج من مدخل ستدخله متاهه الجهل في مدخل آخر وشبهه أخرى وإنه سيتحير فيها أو يضل.
ولن يصل الإنسان إلى مبتغاه من السعادة والكمال إلا في ظلّ الطاعة لله والالتزام التام بقوانين الحق وأحكامه. 
والالتزام بالأحكام الإلهية بحاجة إلى معرفةٍ وعلمٍ بهذه الأحكام لكي يتمكّن الفرد المسلم من تطبيقها والعمل بها فيغدو مسلماً بحق. لذا كان طلب العلم واجباً على كل مسلم ومسلمة كما قال (رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم): "طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة"(١)؛ لأنه الباب الذي من خلاله يعرف المسلم دينه، والمعرفة الصحيحة بالدين مقدمة للإيمان الصادق والحقيقي، والعمل الصحيح والمقبول.
وعن أَمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: "أَيها الناس اعلموا أَن كمال الدين طلب العلم والعمل به، أَلا وإن طلب العلم أَوجب عليكم من طلب المال، إن المال مقسومٌ مضمون لكم قد قسمه عادل بينكم وضمنه وسيفي لكم، والعلم مخزون عند أَهله وقد أُمرتم بطلبه من أَهله فاطلبوه"(٢).
ولأن الطاعة التي هي الطريق الوحيد للنجاة من العذاب غير ممكنة من دون المعرفة بمن تجب علينا طاعته، وبما يريده منا، كان طلب العلم واجباً كما ورد عن الإمام الكاظم (عليه السلام): "نُصِبَ الحق لطاعة الله، ولا نجاة إلا بالطاعة، والطاعة بالعلم، والعلم بالتعلم"(٣).
فالعلم فريضة لا تقلّ شأناً عن بقيّة الفرائض، وأمّا تعبيرنا عن العلم بالفريضة فناشئٌ من وصف الأحاديث الشريفة لطلب العلم بأنّه فريضةٌ.
والفريضة تعني الواجب(٤)، وبهذا يكون المراد من الحديث الشريف أنّ طلب العلم واحدٌ من الفرائض والواجبات الإسلاميّة، فتلخَّص أنّ تحصيل العلم والمعرفة فرضٌ واجبٌ على جميع المسلمين، كالصلاة والصوم وغير ذلك من الفرائض الإسلاميّة.
لقد بلغ فضل العلم وأهميته إلى الحد الذي جُعل الهدف من خلق الإنسان والغاية من وجوده في هذا العالم، فعن الإمام الصّادق (عليه السلام) قال: "خرج الحسين بن عليّ عليهما السلام على أصحابه وقال: أيّها النّاس إن اللّه جلّ ذكره ما خلق العباد إلّا ليعرفوه، فإذا عرفوه عبدوه، وإذا عبدوه استغنوا بعبادته عن عبادة من سواه"(٥).
من هنا نفهم معنى قوله تعالى حيث قال في معرض تعليله للهدف من خلق الإنسان: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾(٦)، حيث فسّر بعض المفسرين(٧) قوله تعالى: ﴿لِيَعْبُدُونِ﴾ أي ليعرفون، لأنه لا عبادة من دون معرفة، فالمعرفة بالمعبود سابقة على العبادة له، فلا يمكن أن تصحّ عبادةٌ من دون معرفة.
وقد جعل الله سبحانه وتعالى العلم أول منّة امتنّ بها على آدم بعد خلقه لما للعلم من فضلٍ وأهمية حيث قال في أول سورة أنزلها على نبيّه محمد صلى الله عليه وآله وسلم: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ* خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ *اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ﴾(٨) فاختصّ الله تعالى الإنسان بوصف الأكرمية ؛لأنه علّمه العلم وفتح له بابه، حتى جعل أمير المؤمنين علي (عليه السلام) قيمة المرء مقدار ما يعلمه حيث قال: "قيمة كل امرئ ما يعلم"(٩).
وإن الله قد عظمه وحث عليه، وكذلك النبي وأهل بيته (صلوات الله عليه وعليهم) لأهميته ولأنه يمثل دعامة للإنسان، ودرع ،وسفينه تنجيه من الغرق في بحور الجهل والضلالة لهذا وردت أحاديث وآيات كثيرة تبين أهميته وعظمته.
قال الإمام الصادق(عليه السلام) : لَيسَ إلَى اللهِ تَعالى طَريقٌ يُسلَكُ إلّا بِالعِلمِ ، والعِلمُ زَينُ المَرءِ فِي الدُّنيا وسِياقُهُ إلَى الجَنَّةِ ، وبِهِ يَصِلُ إلى رِضوانِ اللهِ تَعالى(١٠).
قال تعالى{ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ}(١١)
اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد"(١٢), وفيه إشارة إلى أنّ طلب العلم لا يختصّ بزمانٍ دون زمانٍ، فهو فريضة على كلّ مسلمٍ في كلّ زمان.
 "اطلبوا العلم ولو في الصين"(١٣) فليس لطلب العلم مكان معيّن، وكلّ مكانٍ مهما كان بعيداً يوجد فيه علم نافع ومفيد هو من الأمكنة الّتي يجب على المسلم أن يسعى للوصول إليها، لتحصيل ذلك العلم والإفادة منه، وهذا ما يجعل طلب العلم فريضةً متميّزةً عن كثيرٍ من الفرائض الإسلاميّة الّتي حُدِّد لها وقت معيّن، كالصلاة والصوم مثلاً، أو مكان معيّن، كالحجّ.
وللعلم فضائل كثيرة ومن فضائله:
 _طلب العلم وسيلة لتطبيق الأحكام والفرائض،الإسلام هو الدين الوحيد الذي يمتلك الأحكام الشاملة لكل شأنٍ أو حادثةٍ في الحياة، ولهذا فهو البرنامج الأوحد لمخالفة النفس لأنه البرنامج الصادر عن خالق الخلائق أجمعين الذي يعلم حاجاتنا وشؤوننا كلّها. 
وهذا البرنامج ليس سوى الشريعة التي هي عبارة عن الأحكام الصادرة عن المولى القدير في كل شأنٍ من شؤون حياتنا. والطاعة لله عزّ وجلّ لن تتحقّق إلا باتّباع هذه الشريعة والعمل بأركانها. 
واتّباعها يحتاج إلى المعرفة المسبقة بأحكامها وقوانينها لكي يُصار إلى تطبيقها  فرضها الله تعالى علينا وحثّنا على الإتيان بها وعدم التخلف، لأنها أصل كل سعادة ومنبع كل خير. 
من هنا كانت الحاجة إلى طلب العلم وتعلّم الأحكام والمسائل الشرعية، لأنها الباب الذي من خلاله نلتزم بما فرضه الله علينا، فنحظى بفرصة الدنوّ منه والتقرّب إليه كما قال تعالى في الحديث القدسي: "ما تقرب إليّ عبدٌ بشي‏ءٍ أَحب إلي مما افترضت عليه‏"(١٤). 
أما الجهل بأحكام الله وحقوقه علينا فإن صاحبه لا يُعذر بل سيكون الباري تعالى خصيمه يوم القيامة، فقد سُئل الإمام الصادق (عليه السلام) عن قوله تعالى: ﴿فَلِلّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ﴾(١٥) فقال: "إن الله تعالى يقول للعبد يوم القيامة: أكنت عالماً؟ فإن قال: نعم، قال: أفلا عملت بما علمت؟ وإن قال: كنت جاهلًا، قال: أفلا تعلّمت حتى تعمل؟ فيخصمه، وتلك الحجّة البالغة"(١٦)
_العلم نور يضيء للمرء طريق الحق، ويقيه من الوقوع في فخاخ أهل الضلالة وجنود الشيطان ،ويقيه من الانقياد الأعمى لأهل الباطل قال الإمام الصادق(عليه السلام): إن الظلمة مع الجهل ،وإن النور في العلم(١٧) .

_أبغض شيء لابليس هو العلم؛ لأنه بيان حدود الشريعة وبيان الحق من الباطل وهذا يفشل خطط إبليس وشبكات تسويلاتة؛ ولأن التقيد بالشريعة هو ميزان الاستقامة ومرمى إبليس ومطمعه هو إغواء الناس عن الإلتزام بحدود الشريعة بارتكاب المحرمات وترك الواجبات شيئاً فشيئاً ، ويسهل عليه ذلك بالجهل والغفلة للناس وبالتالي إغراؤهم في الإنسلاخ عن الدين  قال الإمام علي(عليه السلام):إن العلم يهدي وينجي، وإن الجهل يغوي ويضل ويردي(١٨).

_العلم حجاب وحرز وحصن فعن الإمام علي (صلوات الله عليه) إنه قال:«العلم حرز»(١٩)وعنه ايضاً: «العلم حجاب من الآفات»(٢٠) فهو السد المنيع والحرز أمام التيارات المنحرفة والضالة التي تتلبس بلباس الدين فترمي سمومها على الجهلاء من خلال وسائل متعددة وتسهل عملياتهم مع الجهل ،ومن هنا كان الفقه والتفقّه يوضّح معالم الدين وحدود الشريعة وحدود الطريق إلى الله تعالى وتمايزه عن حدود الطريق إلى الغواية والضلال، 

_العلم رفعة في الدارين ، قال تعالى{ يرفع الله اللذين آمنوا منكم والذين إوتوا العلم درجاتٍ}(٢١) فقيمة كل امرءٍ مايعلم ويكسب المرء الرفعة في دار الدنيا وذلك لأن المتعلم أفضل من الجاهل وكذلك في العبادة والرفعة في الدار الآخرة وذلك لأنه يجعل الإنسان في أعلى الدرجات قال النبي(صلى الله عليه وآله): «خير الدنيا والآخرة مع العلم...»(٢٢)

_العلم يدفع الغفلة وهو حياة القلوب قال النبي(صلى الله عليه وآله): «إن العلم حياة القلوب ...»(٢٣) وعن الإمام علي(عليه السلام) إنه قال:«العلم محيي النفس ومنير العقل ومميت الجهل»(٢٤).

_ كمال الإيمان ودعامته في العلم ، ومعنى ذلك أن المؤمن لاسيما العامل إذا لم يتفقة في الدين فمثل دينة كخيمة بلا دعامة لاتؤدي دورها ولايرغب فيها أحد قال النبي (صلى الله عليه وآله):«أن لكل شيء دعامة ، ودعامة هذا الدين الفقة»(٢٥) وهو كمال الدين والإيمان فعن النبي(صلى الله عليه وآله) قال:«افضلكم إيماناً أفضلكم معرفةٍ»(٢٦)
ومِمّا يُنسَبُ إلَى الإِمامِ عَلِيٍّ عليه السّلام في بيان فضل العلم وأهله وذم الجاهلين:

لا فَضلَ إلّا لِأَهلِ العِلمِ ، إنَّهُمُ          عَلَى الهُدى لِمَنِ استَهدى أدِلّاءُ
وقيمَةُ المَرءِ ما قَد كانَ يُحسِنُهُ         والجاهِلونَ لِأَهلِ العِلمِ أعداءُ(٢٧)
بعد أن يعرف المرء العلم واهميته وفضله ويريد تعلمه لابد له أن يعلم أيضا من أين يأخذ ويغترف العلم ويعرف معدنة قال أمير المؤمنين(صلوات الله عليه): إِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ شَجَرَةُ النُّبُوَّةِ، وَمَوْضِعُ الرِّسَالَةِ، وَمُخْتَلَفُ الْمَلَائِكَةِ، وَبَيْتُ الرَّحْمَةِ، وَمَعْدِنُ الْعِلْمِ(٢٨). و"المعدن‏: مكان كل شي‏ء، أصله ومبتدؤه"(٢٩) وعليه فأهل البيت هم معدن العلم وأصله ،وإنهم الذين لاينطقون عن الهوى هم النبع لهذا العلم فعلمهم من علم الله وشرعهم شرع الله.
وعليه فإن النبي (صلى الله عليه وآله) هو مدينة العلم والإمام علي(ع) هو باب المدينة ولايدخل أحد لنيل العلم إلا من خلال الباب بقول النبي (صلى الله عليه وآله):"أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد المدينة فليأتها من بابها"(٣٠)والعترة هم معدن للعلم وورثته وإن القرآن فيه مجمل العلم وتفصيله ولكن تفسيره وتأويله إن لم يكن من آل محمد(صلوات الله عليهم) فهو حتماً ضلال، لأن أهل الضلال الذين تلبسوا بلباس العلم والتقوى أخذوا يأولون القرآن وآياته على ماتمليه عليهم مصالحهم الدنيوية.
 لذلك يتوجب على المرء أن يأخذ علمه من النبع الصافي له وهم آل محمد (صلوات الله عليهم) المتمثل في أحاديثهم وتراثهم وأخبارهم فهم معادن العلم الذين جعلهم النبي(صلى الله عليه وآله) عدلاً للقرآن الكريم فقال:" إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي لن يفترقا حتى يردا علي الحوض"(٣١) فكل ما يجري على لسانهم هو الحق لأنهم لا ينطقوا عن الهوى فهم حجج الله وأقوالهم و أفعالهم سنه وحجة شرعية ومنهم يجب أن نأخذ معالم ديننا وعلمنا وبذلك نكون قد إستندنا إلى ركنٍ وثيق وحجة شرعية ندين بها أمام الله ،فإن أمرهم هو الرسالة الإلهية الإسلامية الخالصة النقية السليمة ،دون تحريف أو تزييف أو تزوير ،وسلوكهم تجسيد للإسلام ، وهم مرآة الإسلام فهم معصومون لاينفكون عن القرآن ؛يعني لا يفترق سلوكهم وفعالهم وشرعهم عن أوامر القرآن معارف وعلوم أهل البيت (ع) لم تكن مجرد نظريات شخصية، ولم تكن اجتهادات قابلة للخطأ والصواب، وإنما كانت من عمق الوحي والرسالة الإسلامية، وهذا هو الفارق بين حديث أهل البيت (ع) وغيرهم، ولذلك يقول الشاعر:

فَدع عَنكَ قولُ الشَافعي ومالك       وأحَمد والمَروي عن كعبِ أحباري
ووالي أناساً قَولهم وحَديثهم          روى جَدنا عن جبرئيلُ عن الباري

لذلك هنا الأصالة ،والعمق الديني وجادة الهدى والصواب، وهذا هو التطبيق لما قاله رسول الله(صلى الله عليه وآله): (إني مخلفٌ فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهما، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض)
فعلوم أهل البيت (عليهم السلام) متصلةٌ بالوحي، وذلك من جهتين:
أولاً- هناك جانب الإلهام الإلهي، والقرآن تحدث عن ذلك بالنسبة للأولياء كالخضر(عليه السلام) : ﴿وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً}(٣٢) والله تعالى قد ألهم أهل البيت (صلوات الله عليهم) من العلوم والمعارف بصفة خاصة، تماماً كما كان ذلك بالنسبة للأنبياء والأولياء السابقين.
ثانياً- توارث أهل البيت (عليهم السلام) للعلم، ومن ذلك بعض المغيبات التي أخبر عنها الإمام علي، وحين تعجّب البعض من ذلك بقولهم: يا أمير المؤمنين هل هذا علم غيب؟ قال : كلا، وإنما هو تعلّم من ذي علم، علّمنيه رسول الله وتنقل أم المؤمنين أم سلمة: كان لعليٍّ على رسول الله  مدخلان، مدخل بالليل و مدخل بالنهار(٣٣).
وقد أورد النسائي في خصائص عليٍّ  هذا الحديث: قال أمير المؤمنين علي : بعثني رسول الله  إلى اليمن وأنا شابٌ صغير السن لأقضي بينهم، قلت: يا رسول الله تبعثني إليهم وهم أكبر مني سناً حتى اقضي بينهم ولا عهد لي بالقضاء، يقول الإمام علي : فضرب رسول الله  على صدري ثم قال: اللهم أهد قلبه وسدد لسانه. قال عليٌّ : فما شككت بعدها في قضاءٍ بين اثنين قط(٣٤)
ويتحدث الإمام مالك عن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) فيقول: "ما رأت عينٌ ولا سمعت أذنٌ ولا خطر على قلب بشر أفضل من جعفر بن محمد علماً وعبادةً وورعا"ً(٣٥).
هذه الحالة تُلفت إلى أن العلم الذي كان عند أهل البيت (عليهم السلام) يُمثل عمق الدين، وهو انتهال من منبع الوحي الأساس، ويُمثل الأصالة الإسلامية ويجب أن لا نأخذ أصول ديننا وفروعه وأحكامه إلا منهم وإلا فسنضل ونشقى إن رجعنا إلى من هم ليسوا اهلاً للعلم فعن بشير الدهان قال: قال أبوعبدالله (عليه السلام): "لا خير فيمن لا يتفقه من أصحابنا يا بشير ! إن الرجل منهم إذا لم يستغن بفقهه احتاج إليهم(٣٦)  فإذا احتاج إليهم أدخلوه في باب ضلالتهم وهو لا يعلم"(٣٧).
فإن أخذ العلم من المخالفين يعد جهلاً لأنهم سيبعدون الطالب منهم للعلم عن معادن العلم ومنابعه وهذا بالحد ذاته جهل لأنه يوالي أعداء العقل والعلم، ولايمكن أن يركون العلم في من ينكر من هو معدن للعلم وباب مدينة العلم كما يقول الشاعر :

يامَن توهّمَ أنهُ مُتَعَلمٌ             مَازِلتَ في بَحرِ العِلومِ وَضيعا
من أنكَرَ الكَرارَ لَيسَ بِعالمٍ           حَتى إذا هَضَمَ العِلومَ جَميعا

فهؤلاء المخالفين لم يزيدوا من يلجأ إليهم إلا جهلاً وبعداً عن الحق ولايزودون الملتجأ إليهم إلا باطلاً وضلال.
فالعقائد الباطلة والأفكار الضالة أمورٌ تسبب ظلمة النفس، وتحرف المرء عن صراط التكامل المستقيم والقرب من الله. وأصحاب العقائد الباطلة لا يمكن أن يعرفوا طريق التكامل أو أن يهتدوا إليه، بل هم تائهون في أودية الضلالة والضياع، وغير قادرين على الوصول إلى الأهداف الإلهية السامية. وعندما يحصل خللٌ في فهم العقيدة الصحيحة فإن ذلك سوف يؤدي إلى الوقوع في الذنوب والمعاصي ثم إلى نشوء مشاكلَ عقائدية كبيرة وستؤدي بالمرء إلى الكفر والخسران المبين. 
وإن قيمة كل علم من العلوم تظهر نتائجها بالعمل، فالعلم ضروري وهام لكن الأهم التطبيق العملي حتى يحظى المرء بشرف العلم الذي يريده الله ونبيه والذي يعنيه آل محمد(صلوات الله عليهم).
وليكون ذلك العلم كما يريده الله (عز وجل) وأهل البيت (عليهم السلام) فقد اشترط أهل بيت العصمة (عليهم السلام) في العلم المنجي شرطين أساسيين:
الأول: أن يكون لأجل العمل؛ففي وصية الخضر عليه السلام لكليم الله موسى عليه السلام، “يا موسى تعلّم ما تعلم لتعمل به، ولا تعلَّمه لتحدِّث به فيكون عليك بوره، ويكون على غيرك نوره“(٣٨)
الثاني: الإخلاص لله تعالى؛فعن النبي (صلى الله عليه وآله): “من تعلَّم علماً مما يبتغى به وجه الله عزّوجل، لا يتعلمه إلاّ ليصيب به غرضاً من الدنيا لم يجد عَرْف الجنة يوم القيامة“(٣٩)
وفي هذين الشرطين ورد الحديث المعروف: “الناس كلهم هلكى إلاّ العالمون،والعالمون كلّهم هلكى إلاّ العاملون، والعاملون كلهم هلكى إلاّ المخلصون..“.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): "العلم الذي لا يعمل به كالكنز الذي لا ينفق منه، أتعب صاحبه نفسه في جمعه، ولم يصل إلى نفعه"(٤٠).
والتقوى والإلتزام بالواجبات، وترك المحرمات والإلتزام 
 بالأخلاق ،هو كله مايقع تحت مسمى العمل وكما يقول الشاعر:

لو كان العلمُ دون التقى شرفاً 
                                          لكان أشرف خلق الله إبليس

فأي علم لايكون شرف لصاحبه بدون أن يقترن بالتقوى، والعمل وإلا فإنه يكون عليه وبالٍ في يوم القيامة وإبليس كان ذو علم ولكنه أمسى في أسفل السافلين ومطرود من رحمة الله وذلك لأنه لم يتقِ الله ولم يطع أمره فصار إلى ماهو عليه لعين رجيم.
إنّ من يحقّق شروط العلم هذه سوف يصل إلى حقيقةٍ يعيشها الإنسان، ولكن يصعب عليه أن ينقلها في قوالب البراهين والأدلّة، وهي أنَّ الله تعالى هو الذي يفتح له أبواب العلم
 المغلقة ليرتقي بها في مدارج الكمال.
وجزاء نعمة العلم هي شكر النعمة وتقديرها وزكاتها 
فإن الإنفاق في طلب العلم وفي نشره له أجر كريم وثواب جزيل من عند الله سبحانه ويحقق العبد بنور المكارم الإلهية الحسنى وموصله لأعلى الدرجات ، لأنه يهدي عباد الله لمعرفة الله تعالى وعبوديته بما يحب ويرضى ، وبالخصوص في مذهب آل محمد ومعارفهم الحقة التي تهدي للصراط المستقيم عند المنعم عليهم ، ويُخرج عباد الله من الضلال وغضب الله ، فيكون المنفق في سبيل العلم دال على الخير الكثير ، وشريك للمؤمنين المهتدين بما دلهم بإنفاقه لنشر علوم آل محمد عليهم السلام والتي بها سعادة البشر .
بعض الآيات الكريمة في الإنفاق وطلب العلم ونشره ،
لذا على المتعلم تزكية علمهُ بنشره فإن زكاة العلم نشره وتعليمه للناس بحسب الإمكانيات المتوفرة
 قال المسيح (عليه السلام): "من علم، وعمل، وعلم، عد في الملكوت الأعظم عظيما"(٤١).
وعن الإمام الصادق (عليه السلام) -في قوله تعالى:(مما رزقناهم ينفقون) (٤٢):" مما علمناهم ينبأون، ومما علمناهم من القرآن يتلون"(٤٣)
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):" من الصدقة أن يتعلم الرجل العلم ويعلمه الناس"(٤٤).
وعنه(صلى الله عليه وآله) أيضا قال:" أفضل الصدقة أن يعلم المرء علما ثم يعلمه أخاه"(٤٥).
وعنه (صلى الله عليه وآله): "زكاة العلم تعليمه من لا يعلمه"(٤٦).
وقال الإمام الصادق (ع): "إن لكل شئ زكاة، وزكاة العلم أن يعلمه أهله"(٤٧).
رسول الله (صلى الله عليه وآله):" ما تصدق الناس بصدقة أفضل من علم ينشر"(٤٨).
وعن الإمام الرضا (عليه السلام): "رحم الله عبدا أحيى أمرنا، فقلت - أي الهروي - له: فكيف يحيى أمركم؟ قال: يتعلم علومنا ويعلمها الناس فإن الناس لو علموا محاسن كلامنا لاتبعونا(٤٩).
وعن الإمام علي (ع): ما أخذ الله على أهل الجهل أن يتعلموا حتى أخذ على أهل العلم أن يعلموا"(٥٠).
وعنه  (عليه السلام)ايضاً قال: "ما أخذ الله سبحانه على الجاهل أن يتعلم حتى أخذ على العالم أن يعلم"(٥١).
 وللتعليم ثواب عظيم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): "يجئ الرجل يوم القيامة وله من الحسنات كالسحاب الركام أو كالجبال الرواسي، فيقول: يا رب أنى لي هذا ولم أعملها؟ فيقول: هذا علمك الذي علمته الناس يعمل به من بعدك"(٥٢).
قال الإمام الصادق (عليه السلام): "من علم خيرا فله بمثل أجر من عمل به، قلت  أي أبو بصير -:
فإن علمه غيره يجري ذلك له
قال: إن علمه الناس كلهم جرى له، قلت: فإن مات؟
قال: وإن مات "(٥٣).
والعلم والمعرفة من أكبر الإمكانيات وأهم المكاسب، وإذا ما توفّر إنسان على مستوى وقدر من العلم، فقد يأخذه الغرور والتعالي على من حولـه، وتسيطر عليه الأنانية فيحتكر العلم والمعرفة لنفسه، ويبخل بها على الآخرين، إلا في حدود خدمة ذاته ومصالحه. لذا جاءت التعاليم الدينية تؤكد على مسؤولية العالم تجاه الناس، وتوجب عليه بذل علمه للمحتاجـين إليه والمنتفعين به.
وبذل العلم هي زكاته. روي عن رسول الله  أنه قال: "زكاة العلم تعليمه من لا يعلمه"(٥٤)
وعن الإمام علي : "زكاة العلم بذله لمستحقه"(٥٥)
إن بذل العلم للناس يزكي نفس العالم ويطهرها من الأنانية والبخل، ويؤكد لديه الشعور بالمسؤولية، فالعلم ليس تشريفاً فقط وإنما هو مسؤولية وتكليف.
من ناحية أخرى فإن بذل العلم يزيده وينميه، كما يقول الإمام علي : "والعلم يزكو على الإنفاق" (٥٦)أي ينمو ويزيد
وتعليم الناس على أهل البيت(ع) وسيرتهم وفضائلهم وتراثهم فهم جزء من المعرفة بل وأشرف المعارف،ومن المؤسف جداً أن أهل البيت لا يزالون مجهولين، ومغمورين، لا يعرف العالم عن سيرتهم وعن تراثهم ومعارفهم إلا النزر الضئيل جداً.
وأمامك الجامعات العلمية في العالم، هل يوجد في جامعة منها كرسياً باسم الإمام جعفر الصادق ، وكذلك أين حضور أهل البيت وكلامهم في مراكز الدراسات والأبحاث العلمية في مختلف أنحاء العالم.(مايكل هارت) حينما كتب كتابه (المئة الأوائل) واعتبر رسول الله  على رأس هذه القائمة، لكنه لم يذكر ولا واحداً من أئمة أهل البيت (عليهم السلام) ضمن هذه القائمة!
وأيضاً أين تجد ذكر أهل البيت (عليهم السلام) في وسائل الإعلام، وفي مواقع الثقافة العالمية،مع الأسف لا تجد شيئاً بالمستوى المطلوب الذي يليق بمكانة أهل البيت (عليهم السلام) وتضحياتهم وما قدموا للبشرية
لماذا لم يصل تراث أهل البيت (عليهم السلام) إلى هؤلاء؟ فلو اطلع العالم على تراث أهل البيت، لعرف مكانتهم، وهذا ما يؤكده الإمام الرضا (عليه السلام) في قوله: (أحيوا أمرنا رحم الله من أحيا أمرنا) فيسأل: كيف يُحيى أمركم؟ قال :"يتعلم علومنا ويُعلّمها الناس، فإن الناس لو عرفوا محاسن كلامنا لاتبعونا"(٥٧)
وفي العالم الآن الكثير من الإنصاف والموضوعية والبحث عن العلم والمعرفة، ولكن كيف يصل هذا التراث للعالم؟ ينبغي أن يُنشر هذا التراث ويُترجم إلى مختلف لغات العالم حتى يطلع العالم على تراث أهل البيت(عليهم السلام).
مع الأسف فإن تراث أهل البيت (عليهم السلام) لا يزال مجهولاً حتى على المستوى الإسلامي، فهل تُدرّس آراء أهل البيت (عليهم السلام) على مستوى الجامعات الإسلامية الموجودة في مختلف أنحاء العالم الإسلامي؟ وهل تُطرح فيها سيرة أهل البيت (عليهم السلام)؟ بكل أسف لا تجد ذلك حاصلاً.
وهذا ليس عيباً ولا نقصاً ولا خساراً على أهل البيت، وإنما هو خسارة للمسلمين وعيباً عليهم بعد ماقدمه آل محمد(عليهم السلام) من أجل الإسلام والمسلمين
وعلى مستوى أتباع أهل البيت (عليهم السلام) أيضاً لا تزال معارفهم عن أهل البيت محدودة وضئيلة.
وتقع مسؤولية نشر علوم أهل البيت (عليهم السلام) وتعريف العالم بهم؛ لأنهم معدن العلم وأصله تقع تلك المسؤلية على عاتق أتباع أهل البيت ،هم الذين يتحملون هذه المسؤولية؛ فإن الشيعة السابقون ضحوا بنفوسهم وحياتهم، بدمائهم أموالهم حتى ؛يحفظوا تراث أهل البيت وينقلوه للناس، ونحن مؤتمنون على هذا التراث، وهذه الخزائن من الثروة الهائلة، لا لأجل أن ندخرها ونبقيها ونكتبها، بل علينا مسؤولية إظهارها ليعلمها بها الناس، "فإن الناس لو علموا محاسن كلامنا لاتبعونا".

فقد كتب جورج جرداق وهو كاتب مسيحي قرابة خمس وثلاثين سنة كتاباً عن واحد من أئمة أهل البيت هو علي بن أبي طالب(ع)، تحت عنوان (علي وحقوق الإنسان) تجد في هذا الكتاب شيئاً يسيراً من سيرة الإمام وليس كل سيرته أو كلامه  في هذا المجال. ولو أن كلام أهل البيت وسيرتهم فيما يرتبط بحقوق الإنسان يبرز للعالم ويطرح أمام البشرية العالم من هم أهل البيت، ولعرفوا قيمة أهل البيت العالم.
كما يتحدث العالم اليوم عن الحرية والديمقراطية. اقرأ في مدرسة أهل البيت عليهم السلام وكلامهم تجد أروع المفاهيم والضوابط والمواقف والممارسات لاحترام الحرية.
وكذا تتحدث البشرية عن الحفاظ عن البيئة. اقرأ في مدرسة أهل البيت لترى كيف يعرضون هذا الأمر بالتفاصيل.
وفي الجملة لا تجد قضية من القضايا التي يتحدث عنها الإنسان اليوم وتهم الإنسان في العصر الحديث إلا وترى في مدرسة أهل البيت حول هذا الشيء الكثير.

والسؤال: من يستنبط؟ من ينشر؟ من يعلن للعالم عن هذه الأفكار والمبادئ والقيم؟

هذه هي مسؤوليتنا شيعة أهل البيت. ليست مسؤوليتنا فقط الفرح لفرحهم والحزن لحزنهم  بل من مسؤليتنا تعلم علومهم ونشرها وينبغي نقلها بصورة صحيحة ليتعرف عليهم العالم

إن الشيعة سابقاً-جزاهم الله كل خير- يكدحون طوال حياتهم وعندما يمتلك أحدهم قطعة أرض أو نخل أو بيت يجعله وقفاً لأهل البيت عليهم السلام. لماذا يجعله وقفاً لأهل البيت؟ إنما فعل ذلك لأنه يجد نفسه معنيا ومسؤولا عن إحياء أمر أهل البيت ليس فقط في حياته بل حتى بعد مماته يجعله صدقة جارية. يقف الأوقاف لإحياء أمر أهل البيت، فهم كانوا متحملين لمسؤوليتهم، وكانوا يعملون وفق الظروف المتاحة لهم.
أن يجلس مائة شخص أو مائتان، ألف أو ألفان في حسينية ونتحدث عن أهل البيت، فهذا كان يمكن أن يسقط عنا المسؤولية تجاه أمر أهل البيت قبل قرن من الزمن، أما في هذا الزمن فإنه لا يسقط عنا المسؤولية، فلا تكفي هذه الأعداد تتحدث عن اهل البيت عليهم السلام)، بل البشرية كلها ينبغي أن تعيش ذكرى أهل البيت(عليهم السلام)  .وذلك ممكن، لأن الوسائل متاحة والظروف مناسبة وكلاً حسب إمكانياته المتوفرة

ولا يظن أحد أن المسؤولية تجاه مناسبات اهل البيت(ع) هي أن يقيم من لديه وقف مأتما لا يحضره إلا القليل من الناس، أو أن يعد الطعام وإن لم يجد من يأكله، بل المسؤولية هي: «رحم الله من أحيا أمرنا» و «لو علم الناس محاسن كلامنا لتبعونا» فنحن مسئولون عن تقديم فكر أهل البيت وسيرتهم للعالم. هذا واجب شرعي، وهو الذي يسبب العزة والقوة لنا.
فمن المخجل أن لانعرفهم للعالم وننشر فضائلهم وثقافتهم بعد تضحياتهم للمذهب.
خلاصة كلامنا فإن العلم فريضة إفترضها الله علينا لصالحنا ولأنه دعامة لنا والعين التي نبصر بها، ونهتدي ويليه العمل والإخلاص لله تبارك وتعالى.
 لكي نصل إلى الغاية المرجوة من العلم ، ولابد من تزكيه هذا العلم ونشره وتعليم الناس على سيرة وتراث أهل البيت فإنه من أقل الواجبات إتجاههم ومن يتماهل في ذلك وعنده العلم والقدرة والظروف ممكنه فإنه يبخس حقوقهم لذا علينا أن نستغل جميع الإمكانات المتاحة في نشر علومهم وتعريف الناس والعالم بهم  ، فهم سفينة نجاة من لاذ بهم نجا ومن تخلف عنهم غرق ولنفوز بهم في الدنيا والاخرة.
..........................
المصادر:
(١)بحار الأنوار - العلامة المجلسي - الجزء ١ - الصفحة ١٧٧
(٢)الكافي - الشيخ الكليني - الجزء ١ - الصفحة ٣٠
(٣)الكافي:الجزء الأول / ١٧ / ١٢ وصفحة ١٨
(٤)راجع: لسان العرب 11: 159.
(٥)بحار الأنوار - العلامة المجلسي - الجزء ٢٣ - الصفحة ٨٣
(٦)الذاريات، ٥٦
(٧)تفسير الميزان ١٨: ٣٨٥
(٨)سورة العلق١_٥
(٩)غرر الحكم، الصفحة٤٢.
(١٠) مصباح الشريعة: ٣٤٦، بحار الأنوار: ٢ / ٣٢ / ٢٥
(١١)الزمر آية ٩
(١٢)تفسير القمي، الجزء الثاني، صفحة ٤٠١
(١٣)كشف الخفاء للعجلوني، الجزء الثاني،صفحة ٤٤
(١٤)الكافي، ج٢، ص ٣٥٢.
(١٥)الأنعام، ١٤٩.
(١٦)بحار الأنوار، ج١، ص١٨٧.
(١٧)الكافي :١ / ٢٨ / ٣٤ عن الحسن بن عمّار .
(١٨)غررالحكم : ٣٦٣٢
(١٩) و (٢٠) غرر الحكم : ٢١٨، ٧٢٠ 
(٢١) المجادلة :١١
(٢٢)روضة الواعظين : ١٧ .
(٢٣)الخصال : ٥٢٢ / ١٢ عن محمّد بن عيسى بن عبيد اليقطيني عن جماعة من أصحابنا مرفوعاً عن الإمام عليّ عليه السّلام
(٢٤)غرر الحكم : ١٧٣٦ ، ١٦٢٦
(٢٥)كنز العمال: ٢٨٧٦٨
(٢٦)بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣ - الصفحة ١٤
(٢٧)ديوان الإمام عليّ عليه السّلام : الصفحة24 .
(٢٨)الكافي - الشيخ الكليني - ج ١ - الصفحة ٢٢١
(٢٩)التهذيب ص٤٩
(٣٠)الطبري - ذخائر العقبى -ص: ٧٧
(٣١)ينابيع المودة، ص ٣٧
(٣٢)الكهف آية ٦٥
(٣٣)بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٦ - الصفحة ١٠٣
(٣٤) سنن ابن ماجة: ٢ / ٧٧٤ / ٢٣١٠
(٣٥)تهذيب التهذيب : ٢ / ١٠٤.
(٣٦)الكافي - الشيخ الكليني - ج ١ - الصفحة ٣٣
(٣٧)أي إلى مخالفيهم عليهم السلام
(٣٨)منية المريد، ص ١٤١
(٣٩)المصدر السابق، ج١، ص١٨٤
(٤٠)البحار: 2 / 37 / 55.
(٤١) تنبيه الخواطر: ١ / ٨٢.
(٤٢)البقرة آية ٣
(٤٣) معاني الأخبار: ٢٣ / ٢.
(٤٤) عدة الداعي: ٦٣.
(٤٥) منية المريد: ١٠٥.
(٤٦) عدة الداعي: ٦٣.
(٤٧) تحف العقول: ٣٦٤.
(٤٨) كنز العمال: ٢٨٨٠٩.
(٤٩) معاني الأخبار: ١٨٠ / 1.
(٥٠) نهج البلاغة: الحكمة 478، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد:20 / 247.
(٥١) غرر الحكم: 9650.
(٥٢) البحار: 2 / 18 / 44 وص 17 / 43.
(٥٣) البحار: 2 / 18 / 44 وص 17 / 43.
(٥٤)الآدمي التميمي،عبد الواحد ج2 ص25.
(٥٥)الآمدي التميمي،عبد الواحد/ غرر الحكم- حرف الزاء.
(٥٦)الموسوي: الشريف الرضي/ نهج البلاغة.
(٥٧)بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢ - الصفحة ٣٠




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=145883
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2020 / 06 / 30
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 3