• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : لعنة الطيور على جيش أبرهة تلاحق الإنسان إلى اليوم !!! .
                          • الكاتب : د . طريف فاضل .

لعنة الطيور على جيش أبرهة تلاحق الإنسان إلى اليوم !!!

كلنا يعرف قصة أصحاب الفيل  التي وردت في القرآن الكريم عندما  أرسل الله سبحانه وتعالى عليهم طيراً وصفها بالأبابيل . فما هي قصة  هذه الطير التي أرسلت وما الذي أصابهم من هذه الطير  ؟ وردت  عن الطير روايات نستعرضها قبل الدخول في صلب الموضوع   قيل أن  الطير كانت من البحر وهي من  أمثال الخطاطيف (السنونو ) أوالبَلَسان ( الزرزور) , وقيل كان رؤسها كأمثال رؤس السّباع وأظفارها كأظفار السّباع ولا رأوا قبل ذلك مثلها ولا بعدها وقيل كانت طيراً لها خراطيم، كخراطيم الطير، وأكف كأكف الكلاب, وقيل طير خضر لها مناقير صفر, وقيل طير سود جاءت من قبل البحر فوجاً فوجاً . وقيل طير غريبة ما هي ببحرية ولا تهامية  ، وقيل طير سود جاءت من قبل البحر فوجاً فوجاً وقيل أنها العنقاء المغرب التي تضرب بها الأمثال.
وقيل  كانت سوداً، خضر المناقير طوال الأعناق، وقيل بل كانت أشباه الوطاويط وورد إنها كانت  أشباه اليعاسيب.

أما كلمة  أبابيل فقيل الأبابيلُ: الجماعاتُ تَجِيءُ شيئاً بَعْدَ شيءٍ وقيل: المراد جماعات من الطير تأتي من هنا وهناك، أو طيور كثيرة متتابعة  أي  بعضها على إثر بعض  يتبع بعضها بعضاً و قيل جماعات جماعات متفرقة من الطير.

و تنقل كتب التفسير و السير  أنهم أصيبوا بالوباء وأدى الى تقرح أجسادهم  وأن أبرهة نفسه أصيب به في جسده وفي بعض الروايات  (وخرجوا معه فيسقط من جسده أنملة أنملة كلما سقطت منه أنملة خرجت منه مدة قيح ودم) و قيل في أكثر من رواية  أن  هذا الداء كان الجدري وقيل تجدرت جلودهم في إشارة الى الجدري  وقيل أنه (أول جدري ظهر بأرض العرب) وهذا يعني أن الجدري لم يكن معروفاً وفي رواية أخرى ( أول ما وقعت الحصبة والجدري بأرض العرب)  ويبدو أن الجدري رغم أنه مرض قديم  جداً ألا أنّه لم تعرفه العرب قبل عام الفيل و يصف  روفر في كتابه  "   

تعرفه العرب قبل عام الفيل يل كانت تللك المظاهر الجلدية لل السؤال الره""" دراسة الأمراض القديمة في مصر" عام 1921  ثلاث مومياءات ظهر عليها بثور على شكل حويصلات والتي تُشبه تمامًا تلك الموجودة لدى المُصابين بالجُدَري، أقدم مومياء من الثلاثة كانت تعود لعام 1580 قبل الميلاد وأحدثها كانت مومياء رمسيس الذي توفي في عام 1157 قبل الميلاد. ويذكر أن أمرؤ القيس قد أصابه الجدري وتوفي فيه وذلك في 545 م  قبل عام الفيل بخمس وعشرين سنة  وأنه  قد أصيب به في بلاد الروم ومات هناك .

   و ويبدو أن الناس كانت لا تفرق بين الحصبة والجدري  وينقل أن  الرازي استطاع الرازي التفريق بين الإثنين  و عن نسبة الهلاك  قيل (وليس كل القوم أصابت ) و قيل ولم يبق منهم الاّ رجل واحد هرب فجعل يحدّث النّاس بما رأى الى غير ذلك من الروايات.

هذا عمّا ورد في قصة أصحاب الفيل المعروفة. ولنعود الى الطيور فقد اعتبرت  الطيور حاضنة و مصدر لمعظم الأوبئة التي حصلت على مدار المئة سنة الماضية متمثلة بالأنفلونزا الاسبانية عام 1918 والذي يعتقد أن مصدره الطيور و أن انتقال الفايروس  كان مباشرة من الطير إلى الانسان أما أوبئة الأنفلونزا لعامي 1957 و 1968  فكانت ناتجة عن مزيج لفايروس من الإنسان ومن انفلونزا الطيور أما انفلونزا H1N1 في عام 2009  فكان الخنزير حاضناً لمزيج من إنفلونزا الطيور و الإنسان بينما كانت انفلونزا الطيورتحورا لنوع من انفلونزا الطيور أصاب الإنسان مباشرة. كانت الطيور عاملاُ وحاضنة وسطية  مهمة لنشوء إنفلونزا  H1 N1     عام 2009 كونه مزيج من من فايروس انفلونزا الإنسان والطيور والخنازيرو كذلك كانت الطيور مصدراً لانفلونزا الطيور ومصدرها على وجه الخصوص   الطيور المائية المهاجرة  و في إيطاليا قبل أكثر من 100 سنة، حيث كان انفلونزا الطيور يعرف بطاعون الطيور مما يشير الى إحتمال أن أوبئة الطاعون التي انتشرت في العالم فيما سبق  ربما كانت نوعاً من الانفلونزا التي تنقلها الطيور أو غيرها  كون الفحوصات الفايروسيى التي تشخص المرض لم تكن معروفة أما النوع   (H5N1)    وهو نوع من انواع انفلونزا الطيور فقد أكتشف عام 1996 وأول إصابة سجلت  في  الإنسان عام 1997وفي عام 2006,حدث  أول انتقال للفيروس من إنسان إلى إنسان  وأخيراً يعتقد أن أصل  فايروس الكورونا المستحدثة هو الخفاش الذي نقله الى كائن آخريسعى الباحثون إالى معرفته  قبل أن ينتقل للانسان.

يعتقد العلماء أن بعض الفايروسات التي  تسبب الأوبئة تختفي من الطبيعة  أو تتغير صفاتها وتصبح غير فتاكة لقلة الحمل الفايروسي لها أو لتحورها الى فايروسات غير خطرة أو لإختفائها أو تصبح لا  تنتقل من الطير الى الإنسان  وغير ذلك من تغير في الصفات التي تحدث نتيجة التحورات المستمرة  للفايروسات .

أما بالنسبة للجدري الذي يصيب الطيور فهو لا ينتقل الى الإنسان وفق المعلومات المتوفرة عنه  لحد الآن و لا توجد معلومات حول تسببه في حدوث تفشي واسع  سابقاً لدى الأنسان جرائه رغم انتشار هذا المرض في  الطيور حول العالم وحيرة العلماء حول كيفية انتشاره !! ولكن من المؤكد  وجود مالا يقل عن 10 أنواع من جدري الطيور ووجود نوع يصيب  الإنسان و نوع يصيب القرود وآخر يصيب البقر   يدل على قدرة الفايروس على التحور ليصيب صنف  معين من الكائنات أما جدري الطيور ( الذي  يصيب  مختلف  الطيور البرية و الطيور المغردة  والطيور الجارحة و  البحرية  )  فأن الأمر يتعدى لأصابة رتبة أو عائلة  معينة من أنواع على وجه الخصوص  مثل جدري الدواجن و  جدري الكناريات   و جدري الجنكو و  جدري الببغاوات   وجدري العصافير وجدري الحمام وجدري الديك الرومي  وجدري طائر السمان والقائمة  تطول باكتشاف أنواع من جدري الطيور باستمرار . و من المظاهر السريرية للإصابة في الطائر بهذا المرض  ظهور  تقرحات وأضرار تصيب جسم الطائر وكذلك ظهور  تجمعات  قيحية دموية (دمامل  صغيرة ) تنتشر على  جلد الطائر ولا ينتقل هذا المرض للانسان على ضوء المتعارف عليه حالياً ولكن ممكن أن حدث ذلك في وقت ما أو ربما يحدث في المستقبل  وتبلغ نسبة الوفيات عالية جداً في بعض الأنواع ففي  جدري الكناري مثلاً تكون  النسبة 100 % أحياناً.

إن العامل المهم في نشوء الجائحة أو الوباء الناتج عن الفايروس  قد يكون في ذلك الحمل الفايروسي العالي الناتج لتعرض عالي أو تعرض متعدد لفايروس لم يألفه الإنسان من قبل ~

وعلى ضوء ما تقدم فأن الإنسان يلاحقه شبح الوباء دائما والذي تنقله الطيور في معظم الأحيان  فهل كانت الطيور المرسلة على  جيش  أبرهة مصدراً لنوع من أنواع جدري الطيور الذي أصاب الانسان   بدليل  المظاهر الجلدية للأصابة  وعلى ضوء ما ورد في كتب السير والتفسير و هل كانت العدوى تقتصر على الطير للإنسان دون انتقاله من إنسان الى إنسان وهل ساهمت تعاقب أفواج الطيور المرسلة في شدة الإصابة بالمرض وتسببها في حمل فايروسي عالي لدى المصابين ؟ وهل أن نسبة الإصابة كانت بسبب ذلك ؟   أسئلة دعونا  نتأمل بها في ضوء ما ورد من حقائق و معطيات  العلم و المعرفة و يبقى السؤال الأهم إذا كان الوباء الذي إجتاح جيش أبرهة كان قد أختفى وتلاشى هل سيعود لاحقاً وإذا عاد إلى مَن سيستهدف هذه المرة ؟ وهل ستهدد الطيور بني البشر تهديداً أكثر من  تهديد كورونا الحالي ...علينا أن نحذر  و نستعد  لذلك وكفانا الله وإياكم من شر الأوبئة و الأمراض  ........




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=145917
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2020 / 07 / 01
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19