• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : مصفحات بلا أبواب إلى السادة النواب .
                          • الكاتب : ماء السماء الكندي .

مصفحات بلا أبواب إلى السادة النواب

بعد التصريحات المبعثرة والأهازيج المدوية التي صاح صداها داخل قبة البرلمان حول تخصيص ملايين الدولارات في سبيل استيراد سيارات مصفحة لنقل السادة الأعضاء للحفاظ على حياتهم بسبب الوضع الأمني الذي أعلنت الحكومة وبالإجماع على انه وضع ميئوس منه ولا تستطيع تلك الحكومة التكنوقراطية أن تقضي على هذه الآفة التي تمخر بأجساد الأبرياء بشكل يومي .
 
الفراغ الذي أبقرته القوات الأمريكية أترعته أجساد العراقيين وما يمر به البلد ما هو إلا بداية طويلة لمسلسل النهب والضحك على الناس ولا نذهب بتصوراتنا بعيداً لنشوش ذهن المواطن لأنه اعلم بما يجول في خاطر الحكام المحنكين ، هل سأل صاحب الفكرة النيرة المعنونة باستيراد السيارات المصفحة نفسه عن ماهية المواطن البسيط ماذا يأكل وكيف يمارس حياته اليومية وكيف يقتات وعائلته وسط معسكر بشري عسكري وكونكريتي مطرز بأسلاك شائكة ، هل سأل نفسه ما حجم الضرر الذي ألحقته العملية السياسية بسياسة المواطن المتمخضة عنها فرصة عمل أو تجميل شارع أو التمسك بتيار الكهرباء الذي يمر مرور الكرام.
 
أين ذهبت الضمائر وهل استترت بقواعد اللغة العربية التي غلفتها الأعجمية والأجنبية وهل حافظت اللغة العربية على نسقها وشكلها ومضامينها بعد أن دون دستور العراق على يد قاهري العالم بوش وبريمر.
 
هل لنا في هذا البلد حق أم إننا محقوقون ولا نزال ندفع ضرائب استهتار هدام وما ذنبنا نذهب قرابين لأفواههم  الغارقة بمآدب لم يحلم أجداد أجدادهم بها، كلهم يحتفون بأعيادهم وانتصاراتهم التي تنتهي عند انتهاء تلك المأدبة والأبرياء يزفون عرائسهم إلى المقابر.
 
بعد ضلوع الهاشمي بعمليات التفجير ومساعيه الجاثمة تتصلب على صدور الأبرياء جعل من العراق بداية ناجحة لتصنيع الإرهاب الداخلي ،  بما إن هذه الشخصية الهجينة لم تنال وسام العراق لأنها ليست عراقية وان كانت يهودية فإنها لا تستطيع قتل اليهودي بينما اليهودي توجب عليه قتل المسلم كما المسلم .
 
عملية الإرهاب الطاحنة التي خلفت أرامل وأيتام واقتطعت الأصلاب لم تكن الوحيدة بل هي انطلاقة جديدة لتجربة الإرهاب المصنع داخلياً وهذا الأمر يطلق العنان لكل المتخاصمين وبما إن المفخخات وصلت إلى بوابة البرلمان إلا ان الحذر واجب من أي شخص مغاير الأفكار فقد يشكل تهديداً جماً يضطره إلى خلق عبوة لاصقة يهديها لزميله الخصم، الهدف من استيراد السيارات المصفحة ليس غاية قاتمة اللون يصعب على السائل استباحة معناها بل هي أوضح من الشمس حين أفولها لكن هناك خلل قد يصوت عليه النواب وهو كيف سيميزون بعضهم وهم داخل حاضنة سوداء، وهذا الأمر يشتت ذهن الهادف والمستهدف لان العملية قد تكون خاطئة ويذهب احد زملائه ضحية للعملية الإرهابية ، لذا يجب أن تنتزع الأبواب ليتسنى للجاني تنفيذ جنايته وهو متيقن من الشخصية المستهدفة .
 
أين الفداء في سبيل الوطن وأين القسم الذي عـُلق على أعناقكم والى متى سيبقى المواطن كالكرة الحائرة تلاعبها الفرق وهل سيضطر الأفاضل المحنكين إلى الإنحاء على هذه الكرة لتقبيلها بعد فوزهم ام ستركل خارج الملعب بعد ان انتهت المباراة.



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=14623
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 02 / 29
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 2