• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : المشغل النقدي (2) قراءة في حركة الأدب النسوي .
                          • الكاتب : علي حسين الخباز .

المشغل النقدي (2) قراءة في حركة الأدب النسوي

ينفتح وعي القراءة الانطباعية بتخصصات نادرة، إذ تنحصر مهامها في البحث عن السمات الأدبية عند الكاتبات الزينبيات، ومتابعة لمجموعة ثانية تعرفنا بحركة الأدب النسوي المتبلورة في العتبة العباسية المقدسة كأصوات منفردة للارتقاء بالأثر النصي الى معالم إبداعية متقدمة وخاصة أن السمات الأدبية موجودة في جميع المواضيع الانسانية وفي صميم التدوين الثقافي والفكري؛ لتسهيل مهمة غرس معلوماتها في ذهنية المتلقي، والجميل بالسمة الأدبية أنها لا تخضع لمواصفات الخبرة فقط، وإنما تتفاعل مع عفوية الكتابة مع روحية التفاعل ونشاط الاخوات الزينبيات يكمن في الوجود المضموني والاعتماد الكلي على اشتغالات مضمونية، وهذا النوع من الكتابة يحتاج الى مرتكزات أسلوبية كل حسب تجربتها، فالكاتبة (خولة حسين) قدمت نص (توكل ورضا) ارتكزت أولاً على محور تعريفي للعنوان والاستشهاد بآيات قرآنية، وأحاديث مباركة تؤازر الجوهر المضموني الذي يفرق في هذا الموضوع بين مفردتي التوكل والتواكل التي تعني الاتكائية غير الفاعلة، ترى أن إرادة الله سبحانه تعالى هي المصدر لكل حس اخلاقي وهو سبحانه تعالى يريد خير الانسان ويحث الانسان على البحث عن سعادته، ويعني السعي لتفعيل العلاقة بين حياة الانسان بالله سبحانه بواسطة الدعاء.
والكاتبة (اخلاص حمزة ديلي) في موضوعها (من نسمات التربية) كتبت نصها بلغة تحليلية عرفت العوامل المؤثرة في التنشئة؛ لتصل الى أن المجتمع النقي لا يمكن أن يكون دون جذور قوية، لكنها اعمدت على نشاط التلقي أي بمعنى هي تركت للتحليل الكثير من الأمور مثلاً هي تقول: (لا يمكن للآباء أن يقوموا بتربية صحيحة اذا لم يعرفوا الأسس السليمة لتنشئة الطفل)، لكنها تركت لقارئ البحث في معرفة التربية الصحيحة، والأسس التي سيتعلم منها الآباء التربية، والمنهل الحقيقي لتعلم كيفية تربية الابناء، وأراه يكمن في التمسك بكتاب الله والمواظبة على قراءته وانتقاء ما تعرضه وسائل التواصل الاجتماعي.
وفي موضوع الشبكة العنكبوتية للكاتبة (دعاء جليل صنكر) كشفت العنونة كل خبايا الموضوع، وأصبح العنوان يتحكم في بذرة الاستهلال (لافتات - شعارات) وهناك وجهة نظر موازية للفكر، وهي غير محتاجة للدخول الى تعقيدات من أي نوع كان، وإنما ناقشت الظاهر السلوكي مثل تفشي ظاهرة الادمان المفرط على الانترنت، وعن وعي الاستخدام الامثل لهذه الوسائل من اجل اجتناب اي اثر سلبي يمس جوهر الانتماء. وفي نص (وقفة) للكاتبة (سهاد سعد) التي اختلفت عن قريناتها الكاتبات في قضية العنونة، ابعدتها على المباشرة لتحفيز ذهنية التلقي ومعرفة ماهية الوقفة، قدمت حكاية من التراث متخيلة الأحداث مرتكزة على اسلوبية الأنسنة، وأنسنة الأشياء يعني (المنطق) بطل القصة وكأنه انسان، والبطل الثاني (الحظ) يتحدث ويتحرك كالإنسان، وبعد السرد التخيلي يبدأ تدخل الكاتبة لتحفز على الرضا والقناعة والقبول والصبر على البلاء، استطاعت أن توجه الموضوع إلى أكثر من معنى، يصل الى وجود أمور كثيرة قادرة على تغيير القضاء والقدر، خير الوالدين، والصدقات، وصلة الرحم والدعاء وغيرها...
ومن العناوين المباشرة نص بشائر الأمل للكاتبة (رباب حميد خضير) تعلن أنها كلمات وحكم نستقي منها التجدد والنشاط، ونعتقد أنها بدايات موفقة لمشروع كاتبة وملامح استقراء أي نص من تلك النصوص يقربنا الى معنى الصوت النسوي الذي يكون همه الأوفى هو الوصول الى قدرة تسهيل عملية الاستيعاب روح التلقي الشمولي، أي محاولة تطويع اللغة الى البساطة، وأقصد بساطة الطرح، ففي نص مع الصادقين للكاتبة (منال عبد الرزاق) قدمت الكذب بتعريف، وعمقت وجهة نظرها، بذكر الأسباب وهي المنفعة ودفع الضرر، وتبيين الحرمة حرمة الدين وحرمة المذهب، وشفعت موضوعها باستشهادات قرآنية وبعض أحاديث الأئمة (عليهم السلام)، وبينت شرعة الكذب في اصلاح ذات البين، وبينت مصادر الكذب.
نحن لسنا بصدد تفسير النص، لكن هي نظرت للكذب من عدة اوجه: الوجه الاخلاقي تقليل المروءة، والوجه الانساني يذهب البهاء، ويزيد في الفقر والمهانة، والموجه النفسي يبتلي بالنسيان والوجه الروحي يفقده الحياة.
هناك العديد من الوسائل التوصيلية التي نسعى الى أن نوصل الفكرة الى متلقيها بشكل فيه روح ابداعية، وكل صوت من هذه الاصوات النسوية لها اسلوبها الذي سيشكل يوما خصوصية التجربة، والكاتبة آمنة الساعدي في نصها (عفاف وحياء)، اتجهت صوب القصة القصيرة بأسلوب حكواتي.
طرحت الحكاية قضية اجتماعية أخلاقية، وهي تناقش ظاهرة النقاب وإيجابيتها ولتقف هذه الكاتبة بوجه الطوابير الاعلامية التي ترفض الحجاب، وتدلي بوجهة نظرها عبر هذه القصة القصيرة، الموضوع فيه حكمة أن ننهل النصح دون النظر الى العمر فالأخت الصغرى هي من تنصح، وهي التي تقترح أن يكون النقاب ساتراً لكل ما يقرب الآخرين لدهشة الاغواء.
أحداث مبدعة عبرت عن حيوية هادفة وحدت الجهد بأدب القضية، يوحدهن الاهتمام الواضح من قبل الجميع في المسائل التربوية التي تصاغ بنفس موعظي غير مسبوق بفعل امري.. كاتبات جسدن وعي الكتابة لتمثيل الاعلام النسوي خير تمثيل:

(توكُّل ورضا)
الكاتبة: خولة حسين
من أساسيات الفوز بجنة الرحمن هو التوكل على الله سبحانه وتعالى: "فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ المُتَوَكِّلِينَ" والتوكل على الله تعالى نعمة نوالها أولاً: الرضا والقبول، يقول مولاي الإمام الصادق (عليه السلام): (إن الغنى والعز يجولان فإذا ظفرا بموضع التوكل أوطنا)، وثانياً: الدعاء حيث يقول أمير المؤمنين (عليه السلام): (اللهم منّ عليّ بالتوكل عليك، والتفويض اليك، والرضا بقدرك، والتسليم لأمرك حتى لا أحب تعجيل ما أخرت ولا تأخير ما عجلت يا رب العالمين)، ثالثاً: تقوية الايمان بالله تعالى، رابعاً: الثقة بحسن صنعة الله (عز وجل)، وهذا يدلنا على أن حصول التوكل للمرء على الله سبحانه وتعالى هو الرضا بقضاء الله تعالى وقدره في المسرات والمكاره دون اعتراض أو تضجر، وتلك مرتبه سامية ﻻ ينالها إلا ذو حظ عظيم.
ولابد لنا أن نفرق بين التوكل والتواكل، فالتواكل هو الاعتماد (لغة) إذ التوكل هو الاعتماد على الله سبحانه وتعالى في جميع الأمور وتفويض الأمور اليه.. أما التواكل فهو أن نقف مكتوفي الأيدي، وذلك بإغفال الأسباب والوسائل التي تتحقق لنا المنافع وترفع عنا الأضرار ومن الفوائد العظيمة التي ﻻ تعد وﻻ تحصى للتوكل هي:- نوال العزة والكرامة.
ففي الدعاء: (الحمد لله الذي وكلني اليه فأكرمني، ولم يكلني الى الناس فيهينوني).
تحصيل الرغبات والآمال حيث يقول سبحانه وتعالى: "وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ"، وكذلك ورد عن إمامنا الصادق (عليه السلام): "من أعطي الدعاء أعطي الإجابة، ومن أعطي الشكر أعطي الزيارة، ومن أعطي التوكل أعطي الكفاية". (بحار الأنوار – العلامة المجلسي: ج68/ ص43).
الوقاية والنجاة من السوء والمصاعب، حيث ورد في القرآن الكريم قوله تعالى: " الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ {173} فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ" (آل عمران/174)
وخير برهان وتجلي عملي وتطبيقي على ارض الواقع، كان واضحاً في أصحاب الإمام الحسين (عليه السلام) وتوكلهم على الله تعالى.

من نسمات التربية
الكاتبة: اخلاص حمزة ديلي
ثمة عوامل مؤثرة عديدة تساهم في تنشئة الفرد وأهمها هي القضية التربوية، وتحتل الأسرة المكانة الكبيرة في بلورة وصقل هذه التنشئة التي تجعله متزناً أمام أي متغير حياتي يكتسب من أثر البيئة والمجتمع، تبدأ حياة الطفل كورقة بيضاء تستقبل ما يطبع عليها ويتنامى ويكبر وتكبر معه تلك الطباع التي اكتسبها من العائلة ومن ثم البيئة، وأي تقييم لسلوك انساني لابد أن ترجع لكيفية نشوء هذا الفرد، وكيف كانت بيئته، لهذا تسعى المجتمعات أن تكون نقية وبعيدة عن الفوضى واللامبالاة.. مثلاً اذا اردنا ان نبني بيتا، أول شيء يجب ان نفكر فيه هو ان تكون الأرض جيدة للبناء، وان يكون الاساس قويا، وإلا فما فائدة ان تبني صرحا شامخا، لكنه يمكن ان ينهار امام اول هزة ارضية، وهذا الشيء ينطبق على تربية الاطفال.
إذن، فأول اركان حل المشكلة في تنشئة فرد غير صالح هو اعداد اباء وامهات صالحين للتربية، أي لو نظرنا الى اي دائرة للعمل، نلاحظ أنه لا يمكن ان يوظف شخص إلا إن كان صاحب كفاءة، كذلك بالنسبة للتربية، كيف يمكن للآباء أن يقوموا بتربية صحيحة اذا لم يعرفوا الاسس السليمة لتنشئة الطفل.
وهنا باب صغير سيكون مثال لنا وهو توفير احتياجات الأطفال:
- قد يتواجد آباء يوفرون كل شيء لأطفالهم، حتى لو لم يكونوا بحاجة إليه من منطلق انهم يريدون اشباع رغبته، ولا يحرمونه من شيء.
- أو بالعكس عدم توفير احتياجات الاطفال بحجة أنه لا يريده أن يعتاد البذخ.
- التوسط في توفير الاحتياجات.
ان آثار التصرفات الثلاث الآتية:
1- تجعل الطفل جشعاً بعيداً عن القناعة، يريد كل شيء حتى الأشياء التي قد تكون ملك غيره.
2- تنشئ الفرد محتاجاً الى كل شيء، بل قد يكون حاقداً على كل شخص توفرت له حياة افضل منه.
وهذا يتطلب التوجه الصحيح من قبل الآباء للأبناء والالتفات لدقائق التربية.

الشبكة العنكبوتية
الكاتبة: دعاء جليل صنكر

لافتات كثيرة ترفع باسم التطور وهي تنادي بالحرية وتدعو للتحرر والعولمة، وهذه الشعارات تصاغ من اجل التغرير بشبابنا، وهي غريبة عن الدين والمذهب وغريبة كذلك عن المنطق العقلاني الرشيد، وانما اصبحت كالسم الذي يُدسّ في العسل.
والهدف غير خافٍ على الكل هو من أجل نزع الروح الاخلاقية، وإبعاد الشباب المسلم عن التقاليد الاسلامية.. أسلحة استعملها الغرب لقتل حياء النساء وغيرة الرجال، وها نحن اليوم نعاني من تطور تكنولوجي بسلاح ذي حدين، اخترق الأسرة العربية وساهم في تفتيتها وإبعاد قلوب افرادها، فجعلهم أجساداً فقط تحت سقف واحد، مضاره طغت على فوائده حيث اثار الكثير من المشكلات.
إن المشروع يهدف ظاهرياً الى تقريب الأفراد، ويساهم في زيادة التواصل والمعرفة بين مختلف البلدان إلا أن باطنه وما نراه اليوم فهو قد سبب ابتعاد الناس عن بعضها، وترك الكثير من الشباب ألفة بيته ليتآلف مع عوالم افتراضية وغالباً ما تكون مبنية على الكذب والخداع.
وتورط البعض بانحرافات اخلاقية، وساهم بهتك الأعراض، وابتعاد الناس عن ذكر الله تعالى، ونجد تفشي ظاهرة الادمان المفرط من قبل الشباب في الشارع والبيت والعمل والجامعة والمدرسة، وكأنه اصبح من ضرورات الحياة العصرية التي لا يمكن الاستغناء عنها، فترى الكثير ممن يتسمر امام شاشات الحاسوب ويقضي الساعات الطوال مشغولا بالمحادثات والتعارف اللاأخلاقي بين الشباب من الجنسين، والمزاح والكلمات البذيئة التي اصبحت شائعة ومتداولة، لهذا اصبح من الواجب الانتباه الى وجود أيادٍ غريبة اسرائيلية تحاول حرف الشباب المؤمن عن مساره الذي رسمه له الدين الاسلامي المحمدي من خلال الدعايات المزيفة التي تبث باسم الثقافة والتطور ولابد ايضا من الوعي الذي يجعلنا نجيد استخدام هذه الوسائل لنشر الفائدة واستثمارها لبث المعلومة الجيدة، ونشر فكر أهل البيت (عليهم السلام) واجتناب أي اثر سلبي يخل بجوهر الانتماء.

وقفة
الكاتبة: سهاد سعد

كان هناك شخص اسمه (المنطق)، والثاني اسمه (الحظ) يركبان في سيارة، تعطلت في منتصف الطريق، حاولا أن يكملا طريقهما مشيا على الأقدام قبل أن يحل الليل عليهما، لم يجدا مأوى، قال المنطق للحظ: سوف أنام حتى يطلع الصبح وبعدها نكمل الطريق، قرر المنطق أن ينام بجانب شجرة، اما الحظ قرر ان ينام في منتصف الشارع، فقال له المنطق: مجنون ستعرّض نفسك للموت، ومن الممكن ان تأتي سيارة وتدهسك..!
فقال له الحظ: لن أنام إلا في منتصف الشارع، ومن الممكن ان تأتي سيارة فتراني وتنقذنا، فعلاً نام المنطق تحت الشجرة والحظ في منتصف الشارع، وبعد ساعة جاءت سيارة كبيره ومسرعة، حاولت التوقف لكنها انحرفت عن مسارها، واتجهت الى صوب الشجرة، ودهست المنطق المسكين، وعاش الحظ وهذا هو الواقع...!
الحظ يلعب دوره مع الناس احيانا على الرغم من انه مخالف للمنطق؛ لأنه قدرهما فعسى تأخيرك عن سفر خير، وعسى حرمانك من شيء بركة: (وَعَسَى أَن تَكرَهُوا شَيئًا وَهُوَ خَيْرٌ لكُم وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لكُم وَاللّهُ يَعلَمُ وَأَنتُم لاَ تَعْلَمُونَ) (البقرة/216)
ولا ننكر طبعا ان كل ذلك باختيار الانسان، وكذلك بعلم الله (عز وجل) وأيضا اضيف ختاماً ان هنالك أموراً كثيرة ممكن ان نغير بها القضاء والقدر، ومنها البر بالوالدين والصدقة وصلة الرحم والدعاء وغيرها.. ونسأل الله تعالى للجميع حظاً وافراً وقدراً مباركاً.

بشائر الأمل
الكاتبة: رباب حميد خضير

إذا الحزن وقف في طريقك مرة، فالفلاح سيقف في طريقك مرات.
ومن لا يحسن الابتسام لا ينبغي له ان يفتح متجرا.. فالابتسامة لا تكلف شيئاً، ولكن تعود بالخير الكثير مع انها لا تستغرق سوى لمحة خاطر، ويبقى القبول عند الناس والرضا في الضمير، ولهذا فابتسامة الأمل أقوى من جميع العقبات، وهي أجمل من كل اللغات؛ لأنها لا تحتاج الى مترجم.
كلمات وحكم نسمعها عن الأمل والسعادة والابتسامة، نستقي منها التجدد والنشاط ينتج لنا غداً أجمل محملاً بنسائم الفرج ونفحات الرحمة، فهي بشائر السرور والنور لو دخلنا لباب الأمل والسعادة لطالعتنا لحظات في الحياة تتسم بها، وهذا هو الواقع والسؤال هو: كيف يمكن أن نجعلها دائمة، والسؤال المهم الذي يطرح دائماً هو كيف يستطيع هذا الإنسان المحاصر بالعتمة أن يحلم بالأمان؟ والجواب هو بالإيمان بالله سبحانه تعالى وبأهل البيت (عليهم السلام) والإيمان باستجابة الدعاء ببركات قراءة القرآن، وكل هذه الأعمال ترد للروح رونقها البهي، وتجعلها تزهو وتزدهر وتشرق رغم ما يمر بها من أزمات وشدائد، ويعضد ذلك قوله تعالى: (أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) (الرعد/28) فيبقى القلب ملتمساً لتلك النوافذ، يفتحها على مصراعيها كلما ضاقت به الحياة.

مع الصادقــين..
الكاتبة: منال عبد الرزاق

(الكذب):ـ من الممارسات الاجتماعية الشائعة في عصرنا الحالي والمحرمة والذميمة والتي تعد مفتاحاً ونافذة لممارسة سيئات أخرى، نهى الله سبحان وتعالى عنه في القرآن الكريم بشدة، وذم صاحبه، فقال تعالى: (وَيَومَ القِيَامَةِ تَرَى الذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُم مسوَدَّةٌ أَلَيسَ فِي جَهَنمَ مَثوى للمُتَكَبِّرِينَ) (الزمر/60)
سببه إما لجلب منفعة، أو دفع ضرر، ولم تفرق الحرمة بين وسيلة وأخرى، ولا صحة لأي تبرير، فهناك تبريرات كثيرة لونت الكذب ونوعته وقاسته قياساً، ومهما تعددت الأنواع فيبقى الكذب كذباً وهو من الكبائر، قال الإمام الحسن العسكري (عليه السلام): (جعلت الخبائث كلها في بيت وجعل مفتاحه الكذب) (البحار: ج٧٥/ ص٣٧٧/ح٣).
فيكون قناة للدخول الى جميع الذنوب..
ويبرر الإنسان سرقته بالكذب، ويخترع القصص والروايات من أجل إقناع المقابل، والموارد التي يجوز فيها الكذب هي المصلحة العامة ودفع الضرر وإصلاح ذات البين. (بحار الأنوار: ٢٦٣:٧٢).
وللكذب مساوئ ومضار في الدنيا والآخرة، منها: الحرمان من الهداية الإلهية، قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ) (الزمر/3)
وكذلك الابتلاء بالنفاق، وفي الأحاديث الشريفة أن الكذب يسوّد الوجه، ويذهب بهاء الإنسان، ويبتلى بالنسيان، وأن الكذاب أقل الناس مروءة، وكذلك ينقص الرزق ويكون سبباً للمهانة في الدنيا والعذاب في الآخرة، وعاقبته الندم.
والكذاب والميت سواء، فإن فضيلة الحي على الميت الثقة به، فإن لم يثق بكلامه فقد بطلت حياته، وإن الكذاب متهم في قوله وإن قويت حجته، وصدقت لهجته، وإن الكاذب يكسب بكذبه ثلاثاً: سخط الله عليه، واستهانة الناس به، ومقت الملائكة له.

عفاف وحیاء..
الكاتبة: آمنة الساعدي

كانت تسير الى المدرسة بخطوات هادئة، والسكينة تحيط بها كهالة من نور، والحشمة تسايرها باطمئنان، وإذا بها تتفاجأ بشاب ينظر اليها من بعيد، ولا يرفع عينيه عنها أبداً.. تضايقت (ريم) كثيراً من تصرفه، لكنها لم تظهر ذلك، واستمرت بالمشي بهدوء.. وإذا بهذا الشاب يلاحقها، وكأنه يريد التحدث معها، وحينها نفد صبرها وقالت له بعصبية: لماذا تلاحقني؟ وقف منبهراً وهو يقول: أودّ أنْ أتقدم لطلب يدك..!
كان يبدو عليه الارتباك، فهو لم يتوقع أن يُرد بهذا الصدود، ربما انساه غروره بإمكانية أن يُرد، وأن يُصد، وأن توقفه عند حدوده.. عندما رجعت (ريم) للبيت، روت كل ما حدث معها في طريق المدرسة لأختها (مهى) التي تصغرها بسنتين.. فقالت مهى بعد ابتسامة لطيفة: حبيبتي (ريم) انت جميلة جدا، وجذابة، وملامحك النورانية البريئة لذا أتصور أنه يجب أن تغطي وجهكِ.. كما تسترين بدنك؛ لكي لا تلفتين وتجذبين انظار الشباب، وتحصلين على الحرام.
فقررت (ريم) ارتداء النقاب (البوشية) كما نصحتها أختها الصغيرة.. طلبت من أبيها أن يجلب لها بوشية من السوق، ارتدتها وذهبت للمدرسة.. كان النقاب يجملها بعيون الناس بوقار، وأصبح محمد يرتعب من سطوة حجابها، وإذا به يخاف ان يحدثها كما تجرأ من قبل، وربما ندم على جرأته، فالنقاب كان هو الرد الحقيقي لمثل هذه المواقف.
وبعد ايام توضح الموقف تماما، وانتصر النقاب على حسم الموقف، اذ أرسل محمد أهله للتقدم لريم، وراح ابوها يسأل عن عائلة الخطيب، وعرف انه من عائلة طيبة، وابن ناس شرفاء.. وهو شاب مثقف وعفيف، ويطلب الفتاة العفيفة المحجبة، وهو صادق النية، سامحته حينها، وقبلت به لتدخل بنقابها دار الرضا والأمان.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=146240
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2020 / 07 / 11
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28