• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : السنه الهجرية .
                          • الكاتب : جمال العسكري .

السنه الهجرية

لا يبدو ان تحديد الواحد من المحرم بداية للسنة الاسلامية هو تحديد اعتباطي، بنحو افتراض بدوي يتبادر الى الذهن من خلاله أن المسلمين احتاجوا في لحظة ما من الزمن ان يوثقوا حوادثهم ومناسباتهم فاختاروا المحرم الحرام كعلامة لبداية السنة الهجرية عندهم، اما توافقاً او كان ذاك امراً من اوامر الخليفة في حينها، كلا لم يكن الامر بهذا النحو على الاطلاق.

تاريخياً يروى انه حدث اختلاف بين المسلمين في زمن الخليفة عمر بن الخطاب في تحديد اليوم الذي يؤرخون فيه لسنتهم، اذ اختار بعضهم مولد الرسول ليكون بداية لها واختار اخرين مبعثه عليه وعلى آله افضل الصلاة والسلام، لكن تبقى الكلمة الفصل بيد عباد الله الصالحين وعلى راسهم علي بن ابي طالب عليه السلام، حيث اشار عليه السلام على الخليفة عمر بن الخطاب ان يكون رأس السنة الاسلامية هي بداية هجرة الرسول، وكان الداعي والسبب ان هذا اليوم وهذا الشهر وهذه السنة يمثلان الزمان الذي تم التفريق فيه بين الحق والباطل بين الحقيقة والوهم بين العصبية وانتفاخ الذات وبين التسامح والتواضع والتكافؤ وتفعيل ذات التعاون الاجتماعي… لم يكن سبب الاختيار والداعي له سببا عابرا اواختيارا من دون معنى او دلالة مخرومة، فحيث ان التاريخ رقما تحمله الايام ما بقيت الدنيا يسجل ويوثق احداثها، فأن الحق والباطل يتموضع تلك الايام ولا يكاد يغادرها لحظة واحده، اذاً الخيار كان مقصوداً يختزن في داخله دعوة الى جميع الناس ان هاجروا ان لحت الحاجة للتفريق بين الحق والباطل.

ومن الطبيعي ان يتحول هذا التاريخ رمزاً من رموز الهوية الإسلامية، فحيث يذكر التاريخ الهجري يتبادر الى الذهن الاسلام والمسلمين بمتضمناته الاساسية الرسول والقران والرسالة وأئمة الهدي ورموزه وشعائرة ومقدساته….

يبقى ان نذكر اهم حدث على الاطلاق وقع وزامن هذا التاريخ، وكان مصداقاً حيا وحيويا دالا تمام الدلالة على سبب الاختيار، اعني به التفريق بين الحق والباطل، وهذا الحدث العظيم والاليم في الوقت ذاته هو واقعة كربلاء العظيمة، تلك الواقعة التي اسست اساسا متينا لرفض الباطل ومقارعة الظلم والعدوان مهما كان ذلك الظلم والباطل قويا بادواته السلطوية التي يتعكز عليها، فان للحق صولة قادرة على هز اركانه وتقويض قواعده… اذاً بين الحسين والتاريخ الهجري الذي هو خيار ابيه ملازمه وثيقة لايمكن تنفك ابداً، وبين كربلاء ونهضة الاصلاح عرى لايمكن ان تتكسر، ومع ان هذا الشهر قد تلطخ باللون الارجواني الاحمر القاني من دم الحسين عليه السلام والثلة الطاهرة من اهله واصحابه الا انه يوم يحق لنا ان نفخر به ونعده من ايام النصر




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=147430
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2020 / 08 / 20
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 3