هل اعترف بانتمائي لقلة قليلة تؤيد ربما عنادا الرأي القائل بأن الكرش للرجل هيبة ووجاهة؟
لم لا ..
وهناك كروش تهز العروش نستطيع أن نرمقها بنظرة إعجاب وتقدير ، لكن هذا الكرش أصبح اليوم مهدد العرش وبعد أن كان العرب يحتلون المرتبة الأولى لأصحاب (الكروش) في العالم وكان الرجل الشرقي ذو الكرش يمشي كالبطريق بفخر واعتزاز ليشار إليه بالبنان أضحى الرجل أكثر إقبالا من المرأة على الريجيم لا كنظام صحي بل كوسيلة وحشية للفتك بكرشه المسكين !
لا يعجبني أن أرى بعض هؤلاء الرجال وقد ذابوا وذابت كروشهم معهم في سبيل الحصول على جسد ووزن مثالي..
نعم أحزن كثيرا لمظهر أحدهم بعد أن كان ممتلئ بالصحة منفوخ الأوداج ظريف لطف خفيف الدم وقد أصبح ذكرى كرش يجلس على عرش.
لا بأس..
نعلم أن للسمنة مخاطر لا حصر لها قد تبدأ بالسكري والكلسترول وضغط الدم إضافة إلى مشكلات حركية قد تعيق القيام بنشاطات كثيرة وربما الإعاقة والعجز في سنوات الشيخوخة..
يعني لا بد أن هذا الكرش" الرجراج" يمثل على المستوى الصحي مشكلة بل مشكلة من النوع الثقيل ..
لكن الوقاية خير من العلاج، أما العلاج فقد تكون القناعة أحد وصفاته فإذا ما حدث وتكور الكرش الصغير معلنا عصر العز والفخامة فتذكر عزيزي الرجل " إنو إلي بدو الدح ما بيقول أح "
أي أن لكل حلو ثمن يلسع والريجيم حلو وصحي لكنه يفقدنا ملامحنا الممتلئة الوافرة الصحة هذا إذا ما زاد عن حده المعقول الذي لا بد أن يراعي دخول صاحبه إلى بلاط السمنة وكثيرة هي الوجوه التي حاولت الخروج منه فهزلت حتى تهدلت .
استثني المرأة من هذه النظرية كون المرأة كأنثى ذات مواصفات بعيدة كل البعد عن الجسد التفاحة وعن روح الهيبة والوجاهة.
هل أتوقع أن هناك من يتفهم وجهة نظري ؟
أغلب الظن أن كثير من الرجال سيجدون في وجهة نظري بعض العزاء ، ليس العزاء فقط بل التحرر من الشعور بالذنب إذا ما عرفوا أن اكتشافات طبية جديدة حول كرش الرجل تؤكد بأن الأسباب وراثية فلا الأكل ولا الشرب مسئولان عن نمو الكرش إنما هو جين محدد موجود عند ذوي الكروش .
لكن هذه الدراسة المثيرة التي سبق أن نشرت في الصحيفة الطبية Annals of Internal Medicine أشارت إلى الرابط ما بين زيادة الوزن وانخفاض القدرات الذهنية بنسبة تصل إلى 23% بالمائة وبغض النظر عن المستوى التعليمي والمدهش أن ذكاء المرأة لا يتأثر !
فالشحم في جسم الرجل يتركز حول البطن ليصبح كرشا بينما يتوزع في جسم المرأة في عدة مناطق لذا لا نستبعد العلاقة الوثيقة ما بين ذكاء الرجل وحجم كرشه وهو ما يرجع إلى تأثير الشحم على الدورة الدموية في المخ.
رغم كل هذا يبقى الرجل محظوظا إلى حد كبير فلشريكته المرأة هموم جمالية تثقل كاهلها الناعم إذا ما تذكرنا أن سمنة المرأة في الماضي كانت دليل عافيتها وطريقها المباشر إلى العريس وأمه أما اليوم ومع انقلاب العادات وتغير الاحتياجات وتمايل الرشيقات على خشبة الموضة بات ينظر إلى وزن المرأة على أنه شذوذ عن القاعدة.
أما للرجل فبقي قاعدة ولها شذوذ ها..
إذن لا بأس بكرش صغير يتربى على العز لزوم (الوجاهة) إذا ما أصبح أمرا واقعا.
وإذا لم تأخذ برأي أيها القارئ (صاحب الكرش) فإما أن تمارس الرياضة والحمية الغذائية فتحصل على جسد رشيق وذكاء معقول..
أو أن تبقى على ما أنت عليه فتنعم بحسن الوجاهة وخفة الدم في نظري على الأقل.
|