• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : لماذا خصص يوم السابع من المحرم لرثاء العباس عليه السلام؟ .
                          • الكاتب : الشيخ عقيل الحمداني .

لماذا خصص يوم السابع من المحرم لرثاء العباس عليه السلام؟

من المعلوم تاريخيا ان جميع اصحاب الامام الحسين عليه السلام -ومنهم سيدنا العباس بن علي عليهما السلام قمر بني هاشم -استشهدوا يوم عاشوراء فلماذا خصص اليوم السابع من محرم من قبل العلماء لذكر مصيبة العباس عليه السلام ومقتله .

الجواب : اذا ما رجعنا للنصوص التاريخية في هذا الباب نقرأ في مفكرة اليوم السابع من محرم في قاموس معركة كربلاء عدة حوادث مهمة جرت يوم السابع من محرم سنة 61:

اولا ـ الامام الحسين  عليه السلام يحتفر عينا لسقي عياله:

ففي مقتل الخوارزمي نقرأ:  (ورَجَعت تلك الخيل حتّى نَزلت على الفرات، وحالوا بين الحسين وأصحابه وبين الماء، فأضرّ العطش بالحسين وبمَن معه، فأخذ الحسين × فأساً، وجاء إلى وراء خيمة النساء، فخطا على الأرض تسع عشرة خطوة نحو القِبلة، ثمّ احتفر هنالك فنبعت له هناك عين من الماء العذب، فشربَ الحسين وشرب النّاس بأجمعهم، وملأوا أسقيتهم، ثمّ غارت العين فلم يُرَ لها أثر. وبلغ ذلك إلى عبيد الله فكتب إلى عمر بن سعد: بلغني أنَّ الحسين يحفر الآبار ويصيب الماء فيشرب هو وأصحابه، فانظر إذا ورد عليك كتابي هذا فامنعهم من حفر الآبار ما استطعت، وضيّق عليهم ولا تدعهم أن يذوقوا من الماء قطرة، وافعل بهم كما فعلوا بالزكيِّ عثمان! والسلام). (أنساب الأشراف، ٣: ٣٨٩.)

ثانيا ـ العباس عليه السلام  يسقي الماء للجيش والعائلة يوم السابع من المحرم:

 (ولمّا اشتدّ على الحسين وأصحابه العطش دعا العبّاس بن عليّ بن أبي طالب أخاه، فبعثه في ثلاثين فارساً وعشرين راجلاً، وبعث معهم بعشرين قِربة، فجاءوا حتّى دنوا من الماء ليلاً، واستقدمَ أمامهم باللواء نافع بن هلال الجملي، فقال عمرو بن الحجّاج الزبيدي: مَن الرجل؟ فَجِيءْ، ما جاء بك؟!قال: جئنا نشرب من هذا الماء الذي حلأتمونا عنه.

قال: فاشرب هنيئاً. قال: لا والله، لا أشرب منه قطرة وحسين عطشان ومَن ترى من أصحابه، فطلعوا عليه، فقال: لا سبيل إلى سقي هؤلاء، إنّما وضِعنا بهذا المكان لنمنعه الماء. فلمّا دنا منه - أي نافع - أصحابه قال لرجاله: املأوا قِرَبِكم. فشدَّ الرجّالة فملأوا قِرَبِهم، وثار إليهم عمرو بن الحجاج وأصحابه، فحمل عليهم العبّاس بن عليّ ونافع بن هلال فكفّوهم، ثمّ انصرفوا إلى رحالهم فقالوا: إمضوا! ووقفوا دونهم، فعطف عليهم عمرو بن الحجّاج وأصحابه، واطّردوا قليلاً، ثمّ إنّ رجلاً من صُدَاء طُعِن، من أصحاب عمرو بن الحجّاج، طعنه نافع بن هلال، فظنّ أنّها ليست بشيء، ثمّ إنّها انتقضت بعد ذلك فمات منها، وجاء أصحاب الحسين بالقِرَب فأدخلوها عليه) تاريخ الطبري, ج ٤ ص ٣١٢، وانظر: أنساب الأشراف, ج ٣ص٣٨٩، والكامل في التاريخ, ج ٣ص ٢٨٣.​

وفي رواية ابن أعثم الكوفي: (... فاقتتلوا على الماء قتالاً عظيماً، فكان قوم يقتتلون وقوم يملأون القِرب حتّى مَلأوها، فقُتل من أصحاب عمرو جماعة ولم يُقتل من أصحاب الحسين أحد، ثُمَّ رجع القوم إلى معسكرهم وشرب الحسين من القِرب ومَن كان معه).

أمّا الدينوري يصف واقعة الشريعة يوم السابع وصفاً مختصراً ودقيقاً حيث يقول: (فمضى العبّاس نحو الماء، وأمامهم نافع بن هلال، حتّى دنوا من الشريعة، فمنعهم عمرو بن الحجّاج، فجالدهم العبّاس على الشريعة بمَن معه حتّى أزالوهم عنها، واقتحم رجّالة الحسين الماء فملأوا قِرَبهم، ووقف العبّاس في أصحابه يذبّون عنهم حتّى أوصلوا الماء إلى عسكر الحسين). ومن هنا تتضح الاجابة انما كان اليوم السابع مخصص لذكرى العباس عليه السلام لأنه اليوم الذي استقى فيه العباس لجيش الحسين  عليه السلام  وعيالته وظهرت فيه بطولات ابي الفضل عليه السلام  وسقايته العظمى.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=147682
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2020 / 08 / 27
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19