• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : #وسيبقى_الحسين (ع). .
                          • الكاتب : رسول مهدي الحلو .

#وسيبقى_الحسين (ع).

سيبقى ذلك الصوت المدوّي في سمع التأريخ وفي الضمير الإنساني في رفض الذل والخنوع وإلى آخر رمق من الحياة،
( هيهات منا الذلة )

وسيبقى أنشودة الأجيال المتعاقبة ترددها بعزم لا يلين كلما اشتدت عليهم نوازل الطغاة والجبابرة،
( لا أرى الموت إلا سعادة والعيش من الظالمين إلا برما ).

وسيبقى المضحي الأول بلا منازع فلم تعرف الدنيا من جاد في سبيل حريته ومبادئه بروحه واخوته وأبنائه وصحبه وآخر سهم من كنانته ولده الرضيع،
( والله لا أجيبهم إلى مايريدون...)

وسيبقى المثل الأعلى لكل الأحرار والأباة والمستضعفين عند يريدون الخلاص من الاستعباد والاستعمار فيواجهوا الظلم بمظلوميتهم والقوة بضعفهم والسيف بدمائهم،
(... إلا وأني زاحف بهذه الأسرة على قلة العدد وخذلان الناصر...)

وسيبقى الذكر المقدس على ألسنة التنوع
لا يحده دين أو لغة أو عرق يلهج بذكره من ينشد النبل والعدل والتضحية التي تمثلت بنهضته الإنسانية من أجل حياة مثلى لبني البشر فيقتبسوا من دماء كربلاء الطاهرة منذ إن سفكت على صعيد الطف وتحولت ألقًا ومجدًا في سماء الخلود.
( هكذا ألقى الله وأنا مخضب بدمي...)

وسيبقى الثائر الأول الذي لم تتوسم ثورته بوعد مكذوب أواغراءً مزيّف أوكلمات معسولة لانصيب لها على أرض الواقع بل كان صريحًا شفيفًا واثق النفس والخطى حتى آخر المصير.
( إلا من كان فينا باذلًا مهجته موطنًا على لقاء الله نفسه فليرحل معنا...)

وسيبقى ذو النفس الكبيرة الذي لا يرى الحقد حتى على من سعى لحربه وقتله فيسقي عطاشى طلائع الأعداء وخيولهم ويعلم أنهم بعد سويعات يحيطوا به لحربه وقتاله ويمنعوه وصبيته ونسائه عذب الفرات ولكن أبي إلا إن يكون ممن تخلّق بأخلاق الله وإن يعاملهم بسمو نفسه وإرتقاء أخلاقه وكمال صفاته.
( أسقوا القوم وأرووهم من الماء ورشفوا الخيل ترشيفًا)

وسيبقى الذبيح المسجى الذي بعد قتله يكون لحوافر الخيل سهم في رض صدره امعانًا في التشفي والمثلة ويطاف برأسه من بلد إلى بلد حتى وضع رأسه في كل البلاد وحتى كأنه دفن في أكثر من قبر وكلٌ يدعيه له وكلٌ يريده في بلده
( إلا وأني مقتول مسلوب...)

وسيبقى الوحيد الأوحد الذي تُحمل رايته في أرجاء الدول والقارات بأيدي مختلف الملل والنحل في كل محرم من كل عام وتُقيم الشعائر الحزينة في الطرق والساحات وتعلّق الصور واللافتات في أيام مشهودة لم يحظ بها ثأئرً من قبل ولا من بعد على الرغم من محاولات أمية العصور في إخماد صوته وإطفاء قبسه وإزاحة منهجه.
( وينصبون في هذا الطف علمًا لقبر أبيك سيد الشهداء (عليه السلام) لا يدرس أثره، ولا يعفو رسمه، على كرور الليالي، و ليجتهدن أئمة الكفر وأشياع الضلالة في محوه وتطميسه فلا يزداد أثره إلا ظهورا وأمره إلا علوا).




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=147762
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2020 / 08 / 29
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29