• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الطغاة وقتل الأطفال ، عبد الله الرضيع انموذجا . .
                          • الكاتب : مصطفى الهادي .

الطغاة وقتل الأطفال ، عبد الله الرضيع انموذجا .

💠 دأب الطغاة على تثبيت أركان حكمهم بالدماء فهم لا يتورعون عن ارتكاب أي جريمة يرون أنها تُطيل جلوسهم على كرسي الحكم (إن الملك عقيم) وقد قتلوا ابنائهم وإخوانهم وآبائهم وغدروا بأصدقائهم ورفاق دربهم ومن كانوا السبب في جلوسهم على الكراسي.
ولربما يستغرب البعض قولنا أن هؤلاء الفراعنة على الرغم من امتلاكهم القوة العسكرية الهائلة إلا أنهم يخافون حتى من الطفل الرضيع. وقد ذكرت لنا الكتب السماوية ومنها القرآن جانبا من هذه المأساة المروّعة بحق الرضع من الأطفال.

💠 ففي القرآن قال تعالى : (إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم). (1) يقتل أبنائهم لأنه علم ان طفلا يولد بينهم سيتسبب بزوال ملكه. وهذا ما ذكرته التوراة حرفيا في قولها : (وكلم ملك مصر قابلتي العبرانيات وقال: حينما تولدان العبرانيات إن كان ابنا فاقتلاه ، ثم أمر فرعون جميع شعبه قائلا: كل ابن يولد تطرحونه في النهر). (2) وفي نص آخر يقول : (فالآن اقتلوا كل ذكر من الأطفال).(3)

💠 وفي المسيحية أيضا جرت محاولة قتل السيد المسيح وهو في المهد رضيعا كما ينقل لنا الإنجيل فيقول : (ظهر ملاك الرب ليوسف قائلا قم وخذ الصبي وأمه لأن هيرودس مزمع ليُهلكه.فأخذه يوسف وهرب به ، فغضب هيرودس جدا فأرسل وقتل جميع الاطفال من ابن سنتين فما دون). (4)

💠 وهكذا جرت محاولة لقتل محمد صلوات الله عليه وهو طفل صغير من قبل يهود ونصارى الجزيرة، ولكن الله أنجاه أيضا. فقد روى ابن سعد في الطبقات (أن أم النبي صلى الله عليه وسلم لما دفعته إلى السعدية التي أرضعته ، قالت لها : احفظي ابني فمرت باليهود فقال بعضهم لبعض اقتلوه . فقالوا : أيتيم هو ؟ فقالت : لا ، هذا أبوه وأنا أمه . فقالوا : لو كان يتيما لقتلناه).(5)
💠 وقصة رعاية أبو طالب للنبي وإخفائه بين أولاده خوفا عليه من مشركي قريش ويهود ونصارى الجزيرة معروفة مشهورة.(6) ومنها أن مشركي قريش عرضوا على أبي طالب ان يعطوه افضل شبابهم (عمارة بن الوليد أنهد فتى في قريش وأجمله).(7) بدلا من محمد ثم يقتلوا محمدا . فقال قولته المشهورة : (والله لبئس ما تسومونني أتعطونني ابنكم أغذوه لكم ، وأعطيكم ابني تقتلونه هذا والله ما لا يكون أبدا).(8)

💠 وقضية عبد الله الرضيع في واقعة كربلاء فيها عبرة بالغة تعرّض فيها من حضر الواقعة إلى الامتحان والابتلاء ولذلك أشار الامام الحسين إلى ذلك بعد مقتل الرضيع بقوله : (هوِّن ما نزل بي أنه بعين الله تعالى، أللهم لا يكون أهون عليك من فصيل ناقة صالح، إلهي إن كنت حبست عنا النصر فاجعله لما هو خير منه وانتقم لنا من الظالمين).(9) وتشبيه الرضيع بفصيل ناقة صالح يدل على أن مقتله كان امتحان لإنسانية الامة ولكن هؤلاء لم يُغيروا ما بأنفسهم وهم قتلة الاطفال في الجاهلية.

💠 من كل ذلك يتضح لنا أن سنة الظالمين هي قتل كل من يشعرون انهُ يُشكّل خطرا على كراسيهم، مهما كان مركزه او نسبه حتى لو كان نبيا. وهذا ما جرى على الإمام الحسين في كربلاء عندما ذبحوا طفله الرضيع بسهم تحت شعار عمر بن سعد الذي صاح بالجيش: (لا تُبقوا لأهل هذا البيت باقية). وكل محاولة لتبرئة المجرمين من هذه الجريمة هي محاولة فاشلة لا يقوم بها إلا من أعمى الله بصيرته وخذله واخزاه في الدنيا والآخرة.

🔺️ المصادر:
1- سورة القصص آية : 4.
2- سفر الخروج 1: 19.
3- سفر العدد 31: 17.
4- إنجيل متى 2: 13 ــ 16.
5- الطبقات الكبرى ابن سعد الجزء الأول ص : 113. طبع بيروت.
6- سيرة ابن إسحاق ص 135.
7- البداية والنهاية/الجزء الثالث/فصل تأليب الملأ من قريش على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
8- السيرة النبوية (ابن هشام) مباداة رسول الله صلى الله عليه وسلم قومه وما كان منهم مشي قريش إلى أبي طالب ثالثة بعمارة بن الوليد المخزومي. ص : 267.
9- مثير الأحزان لابن نما 26. ومقتل الحسين عليه السّلام للخوارزميّ ج2 ص : 32.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=147832
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2020 / 09 / 01
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28