• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الاعراب اشد كفرا ونفاقا.من هم. .
                          • الكاتب : مصطفى الهادي .

الاعراب اشد كفرا ونفاقا.من هم.

 قال تعالى : (الأعراب أشد كفرا ونفاقا).(1)

الأعراب كل بعيد عن المدنية والحضارة وقد ورد في الحديث عنه (ص): (من سكن البادية جفا). (2) أي جهل وغلظ قلبه وقسا.

💠 الأعراب كل شخص أو أمة او شعب اتصف بصفات اعراب الجزيرة آنذاك ، حتى لو كان أوربي أو صيني ففي أوربا يطلقون عليهم (المتوحشين أو الأمم الهمجية). وحديثا (متخلفون)وهؤلاء يصفهم القرآن بقوله : (لو جئتهم بكل آية لايؤمنون) . (3)لا بل أن عنادهم عجيب وتحجر عقولهم أعجب فيصف تعالى ذلك عنهم بقوله : (ولو أننا نـزلنا إليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلا ما كانوا ليؤمنوا). (4)

💠 وهؤلاء تجدهم في كل أمة أو ملة أو دين . وبما أن القرآن لكل الناس وآياته شاملة (وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا).(5) فالخطاب لكل امة فيها مجاميع من الأعراب (مردوا على النفاق).وكل شعب فيهم من : (الأعراب).فقد انزل الله القرآن لكل الناس (لتبين للناس ما نزل إليهم).(6) فأحكام القرآن شاملة لكل البشرية بعد ضياع او تحريف الكتب السابقة.(7)

💠 هؤلاء الأعراب عصوا على كل الأنبياء والمصلحين والعلماء. في زمن نوح لم يجد تعالى سوى بيت من المؤمنين . وفي زمن لوط لم يؤمن له إلا قليل. وفي زمن موسى حاولوا قتله وعبدوا العجل، وفي زمن داود قال عنهم : (لم يؤمنوا بالله ولم يتكلوا على خلاصه لم يؤمنوا بكلمته). (8) وفي زمن عيسى على الرغم من إتيانه بكل الآيات والمعجزات والكرامات لم يؤمنوا له : (ومع أنه صنع أمامهم آيات كثيرة ، لم يؤمنوا به). (9) وأما في زمن رسولنا عليه الصلاة وآله ، فقد تكفل القرآن ببيان ذلك لنا كما ذكرنا آنفا.

💠 وهناك من يسكن المدينة ولكنه يعيش بعقلية الإعرابي ومنهم من يعيش في أوجّ الحضارة ولكنه جامد فكريا متخلف مليء بالخرافات. والتعرب بعد الهجرة احد أشد الأنواع خصوصا إذا أتيحت له فرص التعلم وممارسة عباداته بكل حرية ولكنه يأبى إلا أن يعود إلى وضعه السابق من الجهل واللامبالاة بأحكام الدين والأخلاق فمذمة الإعرابي تشمله حتى لو سكن المدن وعاش بين المتحضرين.

💠 ففي الرواية عن الإمام الصادق عليه السلام حول معنى (طلب العلم فريضة) قال : (تفقهوا في الدين، فانه من لم يتفقه منكم في الدين فهو إعرابي ، ان الله عز وجل يقول في كتابه : (ليَتَفَقَهُوا في الدينِ وليُنذِروا قومَهُم إذا رَجَعوا إليهِم لَعلّهُم يَحذرون). (10).

💠 ولو توسعنا قليلا في خصوص الخصوص لعرفنا أن الاعرابي هو الذي لا يعرف ولي أمره إمام زمانه الحاكم بالعدل ممن فرضه الله وأخبر به نبيه والحامل لعلم السماء. فقد سُأل الإمام الصادق عن ذلك فقال : (المتعرب بعد الهجرة ، التارك لهذا الامر بعد معرفته). (11). ويشمل ذلك كل البلاد التي لم يدخلها الإسلام كما يُروى عن الإمام الصادق عندما سأله حماد السندي : (إني ادخل الى بلاد الشرك وان من عندنا يقولون : ان مت تحشر معهم ؟ فقال : يا حماد هل تذكر أمرنا وتدعو إليه؟ قلت : نعم . قال : انك ان مت ثم حشرت أمة وحدك يسعى نورك بين يديك). المعنى (12)

💠 أما حديث العموم عن الأعراب فهؤلاء موجودين في كل أمة ، أو ملة ، أو دين. ولا تكاد تخلو منهم أي بقعة في الأرض ، وسبب ذلك هو عدم سعيهم إلى طلب المعرفة والتعلم.وما اكثر الأعراب في زمن الحضارة.(13)

🔺️ المصادر :

1- سورة التوبة آية : 97.

2- رواه الترمذي حديث رقم (2265) والنسائي رقم الحديث (4309) وقال عنه الألباني صحيح.

3- سورة الأنعام آية : 111.

4- سورة الأنعام آية : 111.

5- سورة سبأ آية : 28.

6- سورة النحل آية : 44.

7- مسألة تحريف الكتب السماوية السابقة ثابتة من كتبهم ، والكتاب المقدس يشهد على نفسه أنه محرف كما يقول في : سفر المزامير 56: 5 (اليوم كله يُحرفون كلامي. علي كل أفكارهم بالشر).

8- سفر المزامير 78: 22. و: 106 : 24.

9- إنجيل يوحنا 12 : 37.

10- الكافي - الشيخ الكليني - ج ١ - الصفحة ٣١. وكذلك ورد عنه : (عليكم بالتفقه في دين الله ولا تكونوا أعرابا فإنه من لم يتفقه في دين الله لم ينظر الله إليه يوم القيامة). التفقه في الدين يعني معرفة الممنوع والمسموح ، أي الحلال والحرام. وهذا يشمل حتى التفقه في القوانين التي تقوم بتنظيم حياة الناس.

11- ميزان الحكمة - محمد الريشهري - ج ٤ - الصفحة ٣٤٣٣.

12- وسائل الشيعة للحر العاملي ج ١٥ ص ١٠١.

13- كما هو معروف عن الأعراب شن الغارات وسلب الاموال وسفك الدماء والتعامل بغلظة وجفاف وخشونة مع الناس . أليس ما نراه اليوم من تفرعن الغرب واستخدامه لأسلوب الابتزاز والحروب والتآمر والتلون في السياسة والنفاق في العلاقات هو مصداق لتصرف الأعراب. أليس أعراب الحضارة أشد كفرا من أعراب الجزيرة. ولله في خلقه شؤون.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=148708
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2020 / 10 / 01
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18