إن البلاء الذي يهدد العالم في عصرنا اليوم، وينخر بنيتنا الاجتماعية يتمثل في فايروس (الاخبار الكاذبة والإشاعات)، وهذه أصبحت ظاهرة متلازمة لكل حدث يعصف بالمجتمعات، والغريب أن جزءاً منها يتتبعه الكثير ويتأثر به بشكل لافت وعلى مدى واسع.

   الأن وفي ظل أنتشار فايروس كورونا، جعل نشر الإشاعات على نطاق كبير واختلط فيها حابل الحقيقة بنابل الأخبار الكاذبة، مما أدى إلى ضعف نفسية المصاب مع الخوف الشديد والقلق الزائد، وبالتالي جعلنا نفقد عدداً ليس بقليل من الأحبة والأصدقاء والكفاءات في هذا البلد.
   ولعل مصدر نشر مثل هذه الاشاعات هو ناتج عن شحة المعلومات المتوفرة لديه حول المرض وطبيعته والأسباب الحقيقية وراء ظهوره وانتشاره بالعالم بهذا الشكل الرهيب، وقد تضاربت الأنباء حوله حتى من أكبر المراكز البحثية في العالم وهو ما جعل التسرع في نشر الأخبار فخاً حقيقياً للكثير من وسائل الأعلام، ومن هنا بات إحداث التوازن بين سرعة نقل المعلومة والتأكد من صحتها أمراً ضرورياً للغاية لتجنب الكثير من النتائج السلبية على نفسية المتلقين.

    لقد أطلعنا جميعنا على الكثير من المعلومات الخاصة بهذا المرض المعدي، وقرأنا عن أعراضه وكيفية انتشاره بجسم الإنسان وأسباب حدوثه وكيفية تجنبه وما إلى ذلك، لكن ما خفي علينا هو أمر ضروري جداً، وهو أن نقرأ ونطلع بعمق على سبل وكيفية التعامل معه والحد من أسباب انتشاره خاصة أن المرض قد وصل إلى مساحة واسعة من هذا العالم ولم تتعرض إلى الخسائر التي تعرض لها بلدنا العراق الحبيب، وسبب هذا هو التهويل الاعلامي الذي أعمى بصائرنا وجعلنا نلهث وراء أخبار انتشار هذا الوباء والأعداد المصابين به وربما أعدادها أيضاً هي إشاعة كاذبة، متناسين مدى الأهمية الكبيرة لسبل الوقاية منه والحد من نشاطه وتغلغله في جسم الإنسان.