• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : ما أَعظمَكَ سيدي النبيَّ ! .
                          • الكاتب : د . علي عبدالفتاح الحاج فرهود .

ما أَعظمَكَ سيدي النبيَّ !

 

سيدي رسولَ اللٰهِ (صلَّى اللٰـهُ عليه وآلِه):

السلامُ عليكم ورحمةُ اللٰهِ وبركاتُه:

يكفيكَ عزًّا وكرامةً من اللٰهِ تعالى أَنه حَبَاكِ بشرفِ الوصفِ الفرْدِ الذي لم يصِفْ به مَن أَرسله قبلَكَ ، ولا مَن نالَ مِن الكراماتِ من الصالحين الذين أَخذوا أَدوارَهم بعدكَ ؛ فقال بحقِّكَ: ﴿وإِنَّكَ لَعلىٰ خُلُقٍ عظيمٍ﴾ [القلم/٤] نِلتَ به وصفَ حالِكَ الرساليِّ ﴿وما أَرسَلناكَ إِلَّا رحمَةً لِلعالَمينَ﴾ [الأنبياء/١٠٧] ؛ فصِرتَ برحمتِكَ الرساليةِ هذه قرينًا للاستغفارِ ، مرفوعًا بوجودِكَ العذابُ عنِ المذنبِين بمصداقِ أَمرِه تعالى: ﴿وما كانَ اللٰهُ لِيُعَذِّبَهُم وأَنتَ فيهِم وما كانَ اللٰهُ مُعَذِّبَهُم وهُم يَستَغفِرونَ﴾ [الأنفال/٣٣] ؛ فاستحققتَ بهذه الحِظوةِ أَنْ تُؤمَرَ الأُمةُ باتِّباعِكَ كي تنالَ رضا اللٰهِ وتأمَنَ عِقابَه بمصداقِ قولِه تعالى: ﴿...وما آتاكُمُ الرَّسولُ فَخُذوهُ وما نَهاكُم عنهُ فانتَهوا واتَّقُوا اللٰهَ إِنَّ اللٰهَ شديدُ العِقابِ﴾ [الحشر/٧] ؛ لأَنَّ قولَكَ قولُ اللٰهِ الذي حدَّد للخلقِ رسالتَكَ ببيانِه: ﴿وما يَنطِقُ عَنِ الهَوى ، إِنْ هُوَ إِلَّا وَحيٌ يوحى ، عَلَّمَهُ شَديدُ القُوى﴾ [النجم٣-٥]. ومِن هذا التعليمِ الربَّانيِّ أَلزمتَ أُمَّـتَكَ بالصوابِ الفردِ الذي لا بديلَ عنه ﴿وَأَنَّ هذا صِراطي مُستَقيمًا فَاتَّبِعوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُم عَن سَبيلِهِ ...﴾ [الأنعام/١٥٣] ، وجزاكَ اللٰهُ تعالى عمَّا جاهدتَ لإِقرارِه وهِدايةِ العالَمين به وله بما لم يَنلْه رسولٌ إِلهيٌّ قبلَكَ بمصداقِ قولِه تعالى: ﴿ولَسَوفَ يُعطِيكَ ربُّكَ فتَرضَىٰ﴾ [الضحى/٥] إِذ إِنَّ اللٰهَ هو مَن يَرضَى عن عبدِه إِلَّا مع الحبيبِ المصطفىٰ (صلَّى اللٰـهُ عليه وآلِه) فقد رضِيَ عنه وأَرضاهُ في الوقتِ نفسِه ؛ فكان هذا العرضُ القرآنيُّ منارًا لِمَا تفضَّل به أَميرُ المؤمنين عليٌّ (عليهِ السلامُ) وهو يُخبِرُ البشريةِ عن ماهيَّتِكَ بقولِه:

((حتَّى أَفضَتْ كرامةُ اللٰهُ سُبحانَه إِلى محمدٍ (صلَّى اللٰهُ عليه وآلِه) ؛ فأَخرجَه من أَفضلِ المعادنِ مَنبِتًا ، وأَعزِّ الأُروماتِ مَغرِسًا ، من الشجرةِ التي صَدَعَ منها أَنبياءَه ، وانتجَبَ منها أُمناءَه. عِترتُه خيرُ العِتَرِ ، وأُسرتُه خيرُ الأُسَرِ ، وشجرتُه خيرُ الشجَرِ ، نبتَتْ في حَرَمٍ ، وبسقَت في كَرَمٍ ، لها فُروعٌ طِوَالٌ ، وثمرٌ لا يُنالُ. فهو إِمامُ منِ اتَّقى ، وبصيرةُ منِ اهتدَى ، وسِراجٌ لَمَعَ ضَوؤُه ، وشِهابٌ سَطَعَ نورُهُ وزنْدٌ بَرَقَ لَمعُه ، سيرتُه الْقَصْدُ ، وسُنتُه الرُّشدُ ، وكلامُه الفصْلُ ، وحُكمُه العدلُ ، أَرسله على حينِ فترةٍ من الرُّسُلِ ، وهفْوةٍ عنِ العملِ ، وغباوةٍ منَ الأُممِ)).

هكذا أَنتَ سيدي أَيُّها النبيُّ الرسولُ معظَّمًا وعظيمًا ؛ فهل مِن نعمةٍ حُبِيتْ بها أُمَّـةٌ مِن الأُمَمِ في العالَمين كما حُبِينا نحن بكَ ؟!

طِبْتَ وطاب مُقامُكَ بعد أَنْ أَدَّيتَ ناصحًا صابرًا هاديًا مُبشِّرًا ونذيرًا ؛ فطاب هَدْيُكَ ونُصحُكَ وأَداؤُكَ ، واستمررْتَ أَنتَ أَنتَ بالقرآنِ وبالعِتْرةِ أَوصيائِكَ (عليهِمُ السلامُ) نجِدُكَ كلَّما رجَونا اللٰهَ ؛ فطابَ استمرارُكَ ووجودُكَ وبقاؤُكَ.

اللهُـمَّ صلِّ على محمدٍ وآلِ محمدٍ كما صلَّيتَ على إِبراهيمَ وآلِ إِبراهيمَ في العالَمين إِنَّكَ حميدٌ مجيدٌ.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=149042
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2020 / 10 / 17
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19